فتح تعلن اليوم حكومة الطوارئ وتعتبر "تقصي الحقائق" تدخلا فاضحاً
قال رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف سلام فياض إنه سيعلن تشكيل حكومة الطوارئ التي كلف بها قبل ظهر غد الأحد على أبعد تقدير.وحظيت هذه الحكومة بدعم دولي وغربي منقطع النظير، حيث تعهدت الولايات المتحدة على لسان قنصلها بالقدس جاكوب ويلز أنها سترفع الحظر السياسي والمالي الذي تفرضه على الحكومتين اللتين شكلتهما حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلال الأشهر ال15 الماضية، بمجرد بدء حكومة الطوارئ مهامها.
وقال ويلز للصحفيين بعد لقائه الرئيس محمود عباس في رام الله "أعتقد أنه لن تكون هناك أية عقبات اقتصادية وسياسية.. حكومة الطوارئ ستحظى بدعم كامل".
من جانبه قال المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ستانزل أن لا أحد يريد ترك مئات الآلاف وحتى ملايين الأشخاص في قطاع غزة تحت رحمة "منظمة إرهابية"، في إشارة إلى سيطرة حماس على القطاع منذ الخميس الماضي.وقد أعلن كل من الاتحاد الأوروبي واليابان مساندتهما للحكومة الجديدة، ودعوا لرفع المقاطعة عنها.
وبينما التزمت الجامعة العربية الحياد، أعلنت مصر تأييدها لرئيس السلطة محمود عباس وأدانت "استيلاء حماس على مؤسسات السلطة". وسحبت القاهرة وفد الوساطة المصري من غزة، على أعتبار أن حكومة الوحدة هناك فاقدة للشرعية.
وفي نفس السياق أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية التي يرأسها عباس اليوم رفضها قرار الجامعة العربية تشكيل لجنة تقصي حقائق بشأن المعارك التي شهدها قطاع غزة.واعتبر عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة ياسر عبد ربه هذه اللجنة "تدخلا فاضحا في شؤون الفلسطينيين". وكان وزراء الخارجية العرب قد قرروا خلال اجتماع طارئ لهم أمس بالقاهرة تشكيل هذه اللجنة.
كما رفض عبد ربه الدعوة التي أطلقها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أمس بالعودة إلى الحوار بين الحركتين، وقال "أقول لمشعل لن يكون هناك حوار مع مرتكبي المجازر في غزة".
وفي الضفة الغربية اقتحم العشرات من مسلحي فتح في عدة مدن مقار مؤسسات تابعة لحماس، كما اقتحموا مقر المجلس التشريعي في رام الله ورفعوا علم حركتهم عليه. وقال شهود عيان إن المسلحين خربوا مدرسة إسلامية ومركزا ثقافيا ومنظمات خيرية إضافة إلى مقر تلفزيون وإذاعة، وأقاموا نقاط تفتيش بحثا عن أنصار لحماس.ودعا زكريا الزبيدي أحد قادة كتائب شهداء الأقصى الجناح المسلح لفتح، ناشطي حماس بالضفة الغربية إلى تسليم أسلحتهم للسلطة الفلسطينية، معتبرا إياه سلاحا غير شرعي. وأضاف أن "أي نشاط لحركة حماس محظور إلا بتصريح من السلطات الفلسطينية".
وفي غزة بدأت الحياة تدريجيا تعود إلى طبيعتها، وفتحت المحال التجارية أبوابها وعادت حركة السير إلى شوارع المدينة، وتهافت السكان على شراء وتخزين المواد الغذائية والبترولية خوفا من انقطاعها، بعدما أغلق جيش الاحتلال الإسرائيلي المعابر الرئيسية في القطاع
من جهة أخرى أصدر رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية قرارا بتشكيل مجلس أعلى للشرطة في القطاع برئاسة توفيق جبر، وذلك في أعقاب إصدار المدير العام للشرطة الفلسطينية قرارا لكافة العاملين بجهاز الشرطة في غزة بالتوقف عن الدوام وعدم التعامل مع وزارة الداخلية والحكومة المقالة.وفي أول قرار لها بعد سيطرتها على غزة أعلنت حماس منعها المسلحين في غزة من ارتداء الأقنعة ما لم يكونوا في حالة إطلاق نار مع إسرائيل.
كما استبعد هنية إعلان قيام دولة فلسطينية مستقلة في غزة، وقال إن هذا الطرح لم ولن يدرج على جدول الأعمال، مؤكدا أن القطاع لكل الفلسطينيين وليس لحماس فقط.
وأكد أن حماس ما زالت هي الحكومة الشرعية بالأراضي الفلسطينية، وأن مسلحي الحركة تولوا زمام الأمور كي ينهوا العنف الذي قال إن فتح هي التي بدأته، وأضاف أن حماس ستكفل إرساء الانضباط والقانون في غزة، وأنه بهذه الطريقة سيكون من الأسهل تأمين الإفراج عن الصحفي البريطاني آلان جونستون.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد