فرنسا ترسل «مستشارين» عسكريين إلى العراق و«داعش» يطرح «مناقصات» لتحصين الموصل
تسعى فرنسا إلى الدخول أكثر فأكثر في المشهد السياسي العراقي، ضمن إطار الدور الذي تلعبه في «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة، حيث أعلن الجيش الفرنسي، بالتزامن مع اجتماع وزراء خارجية دول «التحالف» في لندن، امس، عن إرسال عشرات «المستشارين» الفرنسيين إلى العراق، في ظل تأكيد السفير الفرنسي في بغداد، زيادة «الدعم» الذي تقدمه بلاده للقوات العراقية في المعارك الدائرة مع تنظيم «داعش».
في هذا الوقت، تواصل قوات البشمركة عملياتها العسكرية في محيط مدينة الموصل، حيث نفذت طائرات «التحالف الدولي» غارات عدة قرب المدينة التي يسعى تنظيم «داعش» إلى بناء عدد من التحصينات حولها، استعداداً للمعركة المقبلة التي كثر الحديث عنها في الآونة الأخيرة، والتي بات من المحتمل أن تشارك فيها قوات برية تابعة لـ «التحالف».
وفي ظل هذه التطورات الميدانية، واصلت طهران تأكيدها دعم «السيادة الوطنية» العراقية، وذلك على لسان رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني.
وأكد لاريجاني الذي التقى رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري على هامش زيارته إلى مدينة اسطنبول التركية للمشاركة في المؤتمر العاشر لاتحاد برلمانات الدول الإسلامية، أن بلاده تقف إلى جانب الشعب العراقي دوما في «مكافحة الارهاب» وتدعم «سيادته الوطنية ووحدة أراضيه»، مشيراً إلى أن «العراق الآن هو بلد ديموقراطي، لذا فإن مشاكله يجب أن تحل من قبل العراقيين أنفسهم»، ومُجَدِّدًا الدعوة إلى ضرورة «رفع مستوى العلاقات الاقتصادية والسياسية بين ايران والعراق إلى مستوى أعلى».
وأعلن الجيش الفرنسي أنه سيرسل نحو عشرين مستشارا إلى بغداد لتقديم «المشورة» للقوات العراقية؛ وقال المتحدث باسم القوات المسلحة الفرنسية الكولونيل جيل جارون إن بلاده ستنشر خلال «الأيام والأسابيع المقبلة عناصر في بغداد ــ نحو عشرين رجلا، وسيتم توضيح العدد الدقيق لاحقا ــ سيتواجدون لتقديم المشورة إلى فرقة عراقية»، مشيراً إلى أن هذه المسألة تتعلق «بدعم قوات الأمن العراقية التي سيتم نشرها ميدانيا لمواجهة داعش».
وفي السياق ذاته، أبدت فرنسا وألمانيا استعدادهما لتقديم «المزيد من الدعم العسكري» للعراق، حيث أكد السفير الفرنسي في بغداد، مارك بارتيني، إن بلاده مستعدة لزيادة الدعم والمساعدات «خصوصا العسكرية منها»، بحسب ما ذكر بيان صدر عن وزارة الدفاع العراقية عقب لقاء بين السفير الفرنسي ووزير الدفاع العراقي خالد العبيدي في مقر الوزارة ببغداد.
وذكر البيان أن الجانبين «بحثا التعاون في المجال العسكري خاصة في مجال التسليح والتدريب وزيادة الدعم اللوجستي وتوسيع الضربات الجوية التي تساهم فيها فرنسا في إطار التحالف الدولي ضد داعش».
وفي لقاء ثانٍ جمع بين رئيس الأركان العراقي بابكر زيباري، والملحق العسكري الألماني الجديد المعتمد في العراق اولفر فوندر، أكد الأخير استعداد بلاده لاستضافة عدد من الضباط العراقيين لأغراض التدريب في دورات طويلة متخصصة لـ «زيادة فاعلية الجيش العراقي في القريب العاجل».
في غضون ذلك، قال الجيش الأميركي إن قوات «التحالف الدولي» نفذت 21 غارة على أهداف تابعة لتنظيم «داعش» حول مدينة الموصل، وأصابت وحدات تكتيكية وعربات وجسورا ونظم مدفعية، في وقت أكد مصدر في المدينة أن تنظيم «داعش» طرح مناقصة من أجل بناء مجموعة من التحصينات في محيطها، مؤكداً أنه «سيتم حفر خندق بعمق مترين وعرض مترين حولها».
ولفت المصدر إلى أن المقاول الفائز سيحصل على ما يعادل 4000 دولار أميركي لكل كيلومتر من الخندق.
وإلى جانب الخندق المزمع حفره سد عناصر التنظيم المدخل الغربي للموصل بجدران اسمنتية ضخمة، كما نسفوا جسرا يمكن أن يتم استخدامه خلال الهجوم على المدينة.
داخلياً، دعا «تحالف القوى الوطنية العراقية» و «ائتلاف الوطنية» الحكومة العراقية إلى الالتزام بتنفيذ بنود الاتفاق السياسي الذي وقعت عليه القوى السياسية، وأدى إلى تشكيل الحكومة.
وقال النائب عن «تحالف القوى» أحمد المساري، في مؤتمر صحافي عقده في مبنى البرلمان مع نواب من «التحالف» و «ائتلاف الوطنية»، إن كتلته «تدق ناقوس التنبيه لاحتمالات تزعزع ثقة الشركاء في نوايا الحكومة لتنفيذ ورقة الإصلاح، بتوقيتاتها التي ألزمت الحكومة نفسها بها من خلال تصويت البرلمان عليها».
ودعا المساري إلى «تنفيذ بنود وثيقة الاتفاق السياسي، وفي مقدمتها مطالب المحافظات المغتصبة من داعش، والمتمثلة في إقرار قوانين الحرس الوطني، والعفو العام، والتوازن المؤسساتي، فضلا عن إلغاء قانون المساءلة والعدالة»، وختم بلهجة تهديد قائلا: «كنا أول الداعمين لحكومة العبادي، إلا أننا لن نقف مكتوفي الأيدي بدون موقف سياسي ستحدده قيادات تحالف القوى وائتلاف الوطنية».
إلى ذلك، أعلن حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» الذي يرأسه الرئيس العراقي الأسبق جلال طالباني، دعمه لمشروع رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، لتحويل قوات البشمركة إلى جيش نظامي للإقليم.
وقال مسؤول البشمركة في الحزب مصطفى تشافريش: «نحن ندعم مقترح البرزاني، لجمع قوات البشمركة تحت سقف واحد، حيث التقى ممثلو حزبَي الاتحاد الوطني الكردستاني، والديموقراطي الكردستاني مرات عدة، من أجل مناقشة ربط جميع القوات بوزارة البشمركة، واتفق البرزاني وطالباني (زعيما الحزبين) على هذا الأمر، وتم بالفعل توحيد 12 كتيبة، إلا أن هناك 18 كتيبة لا تزال تابعة للحزبَين، ولا بد من ربط الأخيرة أيضا بوزارة البشمركة «.
وكالات
إضافة تعليق جديد