فنجـان ساخـن يجعلـك أكثـر كرمـاً فـي نظـر الآخـريـن
يمكن لحكمنا على الآخرين ان يتأثر بحرارة فنجان قهوة نمسكه بيدنا، كما يقول علماء نفس اميركيون من جامعة يال في ولاية كنتيكت الاميركية استنادا الى نتائج دراسة نشرت في مجلة »ساينس« العلمية مؤخرا.
وبينت تجارب ان الاشخاص يعتبرون الآخرين اكثر سخاء وانتباها ان كانوا يحملون فنجان قهوة ساخنا منه عندما يمسكون فنجانا فيه مشروب بارد. وبينت تجربة ثانية ان الاشخاص اكثر قابلية للعطاء ان كانوا يمسكون شيئا حارا بين ايديهم منه عندما يمسكون شيئا باردا.
وكشفت التجارب ان المسافة الجسدية بين الاشخاص تؤثر على حكمهم على الآخرين. وان اعتبار شخص ما »دافئا« او القول باننا نشعر باننا بعيدون »بالنسبة لصديق او قريب ليست مجرد تعابير مجازية. فهذا يعبر تماما عن المشاعر كما بالنسبة للثقة التي تختبر للمرة الاولى في العلاقة الحميمة بين الام والطفل، كما قال استاذ علم النفس في جامعة يال وأحد معدي البحث جون بارغ.
اضاف »ان تأثير حرارة الجسد لا يقتصر فقط على طريقة احساسنا بالاخرين، وانما كذلك على سلوكنا، حيث يجعلنا ذلك اكثر دفئا واكثر قابلية للثقة بالاخرين.
وجرّب الباحثون الفرضية على طلاب طلبوا منهم ان يحملوا فنجان قهوة حارا او فنجان قهوة باردا ثم اعطوهم معلومات عن شخص وطلبوا منهم تحديد صفاته الشخصية. واعتبر المشاركون الذين حملوا فنجانا حارا ان الشخص »اكثر دفئا« من الذين حملوا فنجان قهوة بارد.
وفي التجربة الثانية لتحديد العلاقة بين حرارة الجسد والكرم، كان على المشاركين ان يحملوا كمادة ساخنة او حارة. وسئلوا ان كانوا يفضلون تلقي هدية لصديق او لانفسهم. فكان عدد افراد المجموعة التي حملت الكمادة الساخنة الذين اختاروا اعطاء الهدية لصديق اكبر بشكل واضح، في حين فضل افراد المجموعة الثانية الاحتفاظ بالهدية لانفسهم.
وبينت صور الدماغ ان الاحتكاك بالحرارة او البرودة ينشط منطقة صغيرة في الدماغ تسمى »انسيلا« تعتبر موطنا لاضطرابات الشخصية التي تتمثل في عدم القدرة على التعاون وتحديد الاشخاص الذين يمكن الوثوق بهم.
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد