في ظل غياب رز الحكومة أسعار الرز تحلق
تصاعدت أسعار الرز بشكل يومي غير عابئة بمصير عائلات «هدها» ارتفاع مادة أساسية وتشكل طبقاً يوميا للعديد من الأسر، ووصل سعر الكيلو لنوعية الرز المسمى «أبو كاس» إلى حدود 120 ل.س، بينما أسعار المصري والإسباني تقترب من 100 ل.س وفي أحدث مواقف وزارة الاقتصاد والتجارة طلبت من مديرياتها مراقبة واقع الأسعار والتأكد من بيانات الاستيراد لمادة الأرز.
خطوة وجد بها المواطن مزيدا من «الهروب» إلى الأمام، فالوقائع اليومية كافية لتتحرك الجهات المعنية وتضبط ما تؤول إليه أسعار المواد اليومية لأطباق مواطنيها وعلى النقيض من تصريحات الوزارة بدا أن ثمة خيارات تتجه إليها نوايا المستهلك حيث يشير البعض إلى أن ثمة «اعتكافاً» عن الشراء في محاولة فردية غالبا للجم ارتفاعات الأسعار المتتالية وعزا البعض السلوك الجديد لغياب دور الجهات الرقابية عن «حتمية المواجهة» مع التجار الكبار، وقال عبد الله العيسى أحد المضربين عن شراء الأرز «واقع أسعاره غير مقبول إطلاقاً، صحيح أن الارتفاع عالمي ولكن ما يحدث بالسوق ليس له علاقة بالعالمية، مثل هذا المبلغ يرهقهم وفي سلعة واحدة تمس قوتهم اليومي» بينما أكد صوابية الاتجاه منعم الحمد بالقول «المقاطعة أفضل سبل المواجهة خصوصا بالقوت اليومي».
هذه الاتجاهات المتنامية تبدو من دون مخرج فغياب الأرز عن المائدة اليومية يحتاج لبدائل لا يوفرها السوق اليوم حيث ارتفعت جميع المواد الغذائية فوصل كيلو «الفريكة» المنتج محلياً إلى حدود 130 ل.س بينما أصاب العدس المجروش والصامد نفس الداء بالارتفاعات على الرغم من إيحاءات كثيرة بأن ما هو موجود في أسواق المحافظة لم يأت من أبواب الاستيراد. لا أحد يريد أن يبرر الارتفاعات المتتالية في الأسعار فالجولة على تجار المادة باءت بالفشل، فمستورد يطالب بإعفائه من الإجابة وآخر يكتفي بقول: (لا تعليق، لا تعليق)، الجميع يرفض الإجابة، وهكذا فإن فرضية إبرام اتفاقية من خلف الكواليس ما بين الموردين تظل أمرا قائما، بينما بدت التسريبات تلوح معلقة على «مشجب» ارتفاع كلف النقل بعد ارتفاع المازوت وبات التجار يقسمون كلف نقل الطن على المستهلك فقد «أوحى» البعض بأن الارتفاع في جزء منه عالمي ولكن في بقية الأجزاء يتعلق برغبة التجار في تحقيق صافي أرباح من جيوب المستهلكين».
فسوق الرز التي كانت مخصصة قبل سنوات لفئات محددة ترفض تناول رز الحكومة الغائب بدت اليوم متساوية مع غيرها من ذوي الدخل المحدود ممن طال انتظارهم بفرج الاستهلاكية بتوزيع مخصصات قسائم الأرز ما فتح منذ ثمانية أشهر تقريباً، شهية السوق بغياب أي بدائل موجودة فاشتعلت الأسعار لتأكل ما ادخرته جيوب الفقراء لأيامها الصعبة وليس لشراء كيلو الأرز بـ120 ل.س.
محمد العويد
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد