قريباً علاج مرض الكبد المزمن
خطا علماء الطب خطوة مهمة نحو فهم كيفية قيام الكبد بترميم نفسه، في تقدّم يمكن أخيراً أن يقود إلى تطوير علاجات جديدة لأمراض الكبد المزمنة التي يمكن شفاؤها في الوقت الحاضر بعمليات زرع الأعضاء فقط.
واستنبط الباحثون كيفية حث إنتاج خلايا الكبد الحيوية المعروفة باسم «هيباتوسايت» أو الخلايا التي تكوّن الأنسجة الكبدية التي تُفتقد عندما يتعرّض الكبد لحالات قاتلة محتملة، مثل تليّف الكبد أو التهاب الكبد المزمن.
ويشكل مرض الكبد خامس اكبر مرض قاتل في بريطانيا على سبيل المثال. وقد بلغ عدد وفيات البريطانيين من هذا المرض نحو 16 ألفاً في العام الماضي، كما تزايد عدد المسجلين في قوائم انتظار عمليات زرع الأعضاء من 300 قبل خمس سنوات إلى 500 الآن.
وحلّ البحث الذي نشر في مجلة «نايتشر مديسن» البريطانية معضلة الإشارات البيوكيميائية التي تستحثّ تجدد الخلايا داخل الكبد، العضو الرئيسي في الجسم الذي يصفي السموم الضارة من مجرى الدم.
وقال العلماء إنه بالرغم من أن للكبد قدرات هائلة للتجدد الطبيعي، الا ان هذا غالباً ما يؤدي إلى استبدال النوع الخطأ من الخلايا الكبدية. وبدلاً من الخلايا الكبدية يميل الكبد المتضرر إلى تصنيع الكثير من خلايا قناة الصفراء (الأنبوب الذي ينقل العصارة الصفراء من الكبد أو المرارة إلى الأمعاء الصغيرة).
وتمكّن العلماء من تغيير التوازن لتصنيع المزيد من الخلايا الكبدية من خلال تعديل قدرة جينات معينة في أولى مراحل تطور الخلية الكبدية. ويضيف العلماء إن: «هذا الكشف يمكن أن يقود إلى تطوير عقاقير تؤدي الوظيفة نفسها في المرضى».
وقال كبير معدي الدراسة لوك بولتر من مركز البحوث الطبية للطب التجديدي في جامعة «أدنبره» البريطانية، إن فهم كيفية تجدد خلايا الكبد الجديدة هو المفتاح لإيجاد طرق لترميم أنسجة الكبد التالفة.
وأضاف بولتر: «هذا البحث سيساعد في معرفة كيفية زيادة أعداد الخلايا المطلوبة لوظيفة الكبد السليم، ويمكن أن يمهّد الطريق لإيجاد عقاقير تساعد في ترميم الكبد».
ومن جانبه قال المدير المساعد لمركز الطب التجديدي البروفسور ستيوارت فوربس ان مثل هذه الدراسات مطلوبة لمعالجة زيادة الطلب على زراعات الكبد. وأضاف إن «توفير الأعضاء المتبرع بها لا يواكب الطلب، وإذا استطعنا إيجاد طرق لحث الكبد على معالجة نفسه فحينها يمكن أن نخفف الضغط على قوائم الانتظار».
(عن «الاندبندنت»)
إضافة تعليق جديد