قريباً على «تويتر»... تسوّق بتغريدة
تمّ مؤخّراً تسريب وثائق، تفيد أنّ شركة «تويتر» تخطط للسماح لحوالي 232 مليون مستخدم، بشراء منتجات عبر الموقع مباشرة، وهذا، ضمن مخطط الشركة، للاتجاه نحو التسوق الالكتروني، أو ما تسميه تلك الوثائق، بــ«Twitter Commerce». ووفقاً للمدونة التكنولوجية «ري كود»، فإنّ تلك الخدمة، ستكون عبارة عن شراكة مع موقع التسوق الأميركي، «فانسي». ويضمّ الموقع في مجلس إدارته، أحد مؤسسي «تويتر» جاك دورسي. «فانسي»، هو موقع للتجارة الإلكترونية، أراد دائماً إعطاء حيّز للتواصل الاجتماعي، ويشبه بالشكل موقع «بينتيريست»، مع الكثير من الصور المنسّقة بشكل جيد. كما يشجّع «فانسي» مستخدميه على التواصل على الشبكات الاجتماعية، بما في ذلك «فايسبوك»، و«تويتر»، ويحثهم على مشاركة ما يودّون شراءه.
تظهر الوثائق المسرّبة، كيف يتمكن المستخدم من شراء منتج، عند رؤية تغريدة خاصة بهذا المنتج. وفي أسفل التغريدة سيتم وضع إشارة Twitter Commerce، كي يتمّ تفريقها عن بقيّة التغريدات. وعندما يقوم المستخدم بالنقر عليها، سوف تظهر بشكل موسّع، لتقدّم شرحاً تفصيلياً عن المنتج، ويتمكَّن من شرائه تلقائياً، عبر الضغط على زرّ «شراء المنتج». ويمكن دفع ثمن المنتج، بطريقتين: إما أن يسجل المستخدم تفاصيل بطاقته الائتمانية، من حسابه على «تويتر»، أو إدخال تلك التفاصيل عند الشراء. وعندما تنجح عملية الشراء، يتمكن المستخدم من رؤية المنتجات التي قام بشرائها، ويحصل على الخريطة التي تظهر له أين أصبح المنتج، وكم يحتاج من الوقت للوصول إليه.
وتمّت تجربة «الدفع عن طريق تويتر» سابقاً، مع «أميركان إكسبريس» التي سمحت لحاملي بطاقاتها بشراء منتجات، عبر استخدام وسم، يحتوي على عروض خاصة. كلّ ما على المستخدم فعله هو التغريد تأكيداً، كي تكتمل عمليّة الشراء.
تضاعفت خسائر «تويتر» العام 2013، ووصلت إلى أكثر من 140 مليون دولار. ولكن، من المتوقع ارتفاع الإيرادات بمعدلٍ أسرع، إذ ارتفعت من 316 مليون دولار في العام 2012، إلى 640 مليون دولار العام الماضي. وقال المحلل في شركة «إيفركور»، كين سينا، إن «تويتر» نجحت في تطوير نموذج أعمالها، عبر إدخال شراكات الإعلان مع محطات البث التلفزيوني، جنباً إلى جنب مع النمو السريع والمستمر في أعداد المستخدمين. وذلك ما يعطي الشركة «فرصة جيدة»، لتجاوز الأرقام المذكورة أعلاه. ووفقاً لسينا، فإنّ المستثمرين في «تويتر» مستاؤون حالياً، لكنهم سوف يغضون النظر عن خسارة الشركة، شرط أن يروا خطة من قبل الإدارة، تكفل رفع الإيرادات، وعدد المستخدمين. فالوقت الآن هو وقت استثمار، بانتظار أن يحين موعد حصاد الربح لاحقاً.
إذا، يواجه «تويتر» تحديات عدة، أبرزها رفع عدد المستخدمين، ودفعهم للتغريد والتفاعل بشكل أكبر. المنافسة مع «فايسبوك» ستكون صعبة، إذ إنّ عدد مستخدميه يبلغ عشرة أضعاف عدد مستخدمي «تويتر». لذلك فإنّ الهدف من الشراكة مع «فانسي»، هو إظهار قوة الموقع، لزيادة الإيرادات.
وإن أراد الموقع في المستقبل، تطوير الخدمات المالية، سيكون من الممكن إجراء كلّ المعاملات، عبر تغريدة واحدة. ويمكن أيضاً، أن تستبدل المحطات التلفزيونيّة، التصويت عبر الرسالة النصية، بتغريدة. تلك كلّها أساليب لجذب مغرّدين أكثر، وبالتالي إيرادات أكثر.
كلّ ذلك لا يزال في إطار التكهنات، إذ حاولت «فايننشل تايمز» التأكّد من صحة التسريبات، إلا أنّ أيّ مصدر رسمي من «تويتر» أو «فانسي» لم يعلّق على الخبر.
لينا قاسم
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد