قمة العشرين غداً في بيتسبرغ: إطار اقتصادي عالمي جديد؟
يجتمع غدا الخميس في مدينة بيتسبرغ الأميركية، قادة دول مجموعة العشرين، للاتفاق على «إطار اقتصادي عالمي جديد» من ِشأنه معالجة تبعات الأزمة الاقتصادية، وتفادي تكرارها. لكن الانقسامات الواضحة، على جبهات مختلفة بين الدول الغنية، تدفع الخبراء إلى توقع اتفاق شكلي، لا سبيل إلى ضمان تطبيقه عمليا.
وستجد الصين صعوبة في الاعتراض على مساعي الرئيس الأميركي باراك اوباما لتحقيق توازن أكبر في الاقتصاد العالمي خلال قمة مجموعة العشرين لكنها ستقاوم أي إصلاحات كاسحة تهدد بكبح معدل نموها الهائل. فالولايات المتحدة تضغط باتجاه «زيادة استهلاك الدول المصدرة الكبرى كالصين والمانيا» كما يقول اوباما، فيما تدافع الصين عن فائضها التجاري، وتتمسك بالمحافظة على مستوى متدن لعملتها.
من جهة ثانية، يظهر انقسام آخر، يتركز حول اصلاحات الأسواق المالية، والحد من مكافآت المصرفيين المضاربين، بين المحور البريطاني ـ الأميركي الذي يريد حماية مصالح مصارفه الاستثمارية الضخمة في «وول ستريت» وال»سيتي»، والمحور الأوروبي الفرنسي ـ الألماني. وقالت وزيرة الاقتصاد الفرنسية كريستين لاغارد: «نرى حاليا وبشكل ملحوظ في الولايات المتحدة دلالات كافية على الانتعاش مما جعل لاعبين كثيرين يقولون... دعونا نرجع إلى عاداتنا القديمة».
إلى ذلك، دعت وثيقة رسمية تحدد الموقف الأميركي قبل القمة، إلى وضع «إطار مستقبلي لمعالجة عدم التوازن الاقتصادي عالميا»، يقوده صندوق النقد الدولي، الذي تقترح الوثيقة ضمنيا أن يعطى للصين فيه مزيد من التمثيل والسلطة لحثها على المشاركة في الإطار المطروح. وقال رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون من جهته: «تحدثت مع دول عديدة في آسيا وأيضا في أوروبا وتحدثت مع الرئيس أوباما وآخرين وأعتقد أن هناك تأييدا لهذا الإطار».
ولكن صحيفة «فاينانشال تايمز» نقلت عن مسؤولين في مفاوضات المجموعة، ان «الإطار... ستنقصه السبل لفرض القرارات»، معتبرين أن أيا من البلدان الممثلة لن يقبل بالتنازل عن سيادته على مستوى القرارات الاقتصادية المهمة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد