لافروف: تصريحات الائتلاف الوطني السوري تثير استغرابنا وتختلف جذريا عن مبادئ بيان جنيف
أبدى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استغرابه من مطلب الائتلاف الوطني السوري استبعاد إيران من حضور مؤتمر "جنيف-2" الخاص بسورية.
وتابع أن رئيس الائتلاف أحمد الجربا سبق وأن قدم مطالب أخرى كشروط لموافقة الائتلاف على حضور المؤتمر، ومنها تحديد موعد لرحيل الرئيس السوري بشار الأسد وتكثيف عمليات تسليح المعارضة.
وأكد لافروف ان هذه المطالب غريبة لانها تخالف بيان جنيف الذي صدر عن مؤتمر السلام الأول الذي عقد في جنيف بشهر يونيو/حزيران من العام الماضي.
وشدد في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره النيوزلندي موراي ماكولي على أن روسيا سبق وأن اتفقت مع الولايات المتحدة على عقد مؤتمر "جنيف-2" دون شروط مسبقة، باستثناء مطلب تطبيق بيان جنيف.
وأعاد الى الأذهان أن بيان جنيف يشمل جميع جوانب الأزمة، بما فيها ضرورة إعادة تأهيل الاقتصاد والخدمات الاجتماعية وضمان سيادة سورية ووحدة أراضيها. وتابع قائلا: "ننطلق من أن جميع الدول أيدت المبادرة الروسية-الأمريكية التي طرحت يوم 8 مايو/أيار الماضي (بشأن عقد مؤتمر "جنيف-2"). ولذلك نستغرب، عندما يبدأ الائتلاف الوطني الذي أعلنته بعض الدول الغربية والإقليمية ممثلا وحيدا (للشعب السوري)، بإطلاق تصريحات تتعارض جذريا مع جوهر بيان جنيف والمبادرة الروسية-الأمريكية".
وذكر أن لموسكو انطباعا بأن بعض الدول الإقليمية الممولة للائتلاف، تسعى لإقناعه بعدم قبول المبادرة الروسية-الأمريكية. وأضاف أنه قرأ مؤخرا مقابلة مع وزير خارجية إحدى هذه الدول، قال إن للائتلاف الوطني وحده الحق في أن يقرر مع من سيتحدث في جنيف، مشددا على أن مثل هذه التصريحات مخالفة تماما لاتفاقيات جنيف.
واعتبر لافروف أن الائتلاف الوطني السوري بات معرضا للتهميش، بينما ينتقل النفوذ الى أطراف أخرى من معارضي الأسد. وقال: "إن الائتلاف الوطني الذي لم يكن يتمتع بالدعم حتى لدى تأسيسه، بات معرضا للتهميش بشكل متزايد، أما النفوذ الحقيقي في معسكر خصوم الأسد، فينتقل الى أشخاص آخرين ".
وشدد وزير الخارجية على أنه يجب دعوة كافة الأطراف الخارجية القادرة على التأثير في سورية. وقال: "جميع من لهم تأثير على الوضع، يجب أن تتم دعوتهم الى المؤتمر. وذلك يشمل جميع جيران سورية، وجميع دول الخليج، وليس الدول العربية فحسب، بل وإيران والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وتركيا".
كما اعتبر وزير الخارجية الروسي أن هناك محاولات لتسييس مسألة تقديم المساعدات الإنسانية لسورية. ورجح أن تكون الأحاديث عن ضرورة حل القضايا الإنسانية قبل كل شيء، ترمي الى صرف الاهتمام عن عجز شركاء روسيا الدوليين عن إقناع ممثلي المعارضة بحضور مؤتمر "جنيف-2".
وأعاد لافروف الى الأذهان أن ممولي المعارضين السوريين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قدموا مشروع قرار يحمل نظام الأسد المسؤولية الكاملة عن الوضع الإنساني في البلاد.
وشدد لافروف قائلا: "ذلك يعزز اعتقادنا بأن الأطراف التي تدفع الموضوع الإنساني الى الواجهة حاليا، تسعى ليس الى تسوية الأزمة في سورية، بل الى تغيير النظام، وهي تطرح جدول أعمال خاصا بها بعيدا عن الأهداف التي سجلت في بيان جنيف والتي تنص على الحفاظ على سورية دولة علمانية متعددة الطوائف والقوميات".
وتابع: "أو قد يكون وراء تسييس المسألة الإنسانية الأطراف العاجزة عن تنفيذ التزاماتها بشأن ضمان مشاركة المعارضة في مؤتمر جنيف". وشدد لافروف على أن منظمات الإغاثة الدولية أكدت أن السلطات السورية تتعاون معها بشكل عام لإيصال المساعدات للسكان المتضررين من الأزمة، وذلك في حين لا تهتم المعارضة باحتياجات السكان ولا تتعاون باعمال الإغاثة.
وذكر لافروف في هذا الخصوص أن نظام الأسد قد أكد مرارا استعداده للتوجه الى جنيف، في حين تطرح المعارضة شروطا مسبقة جديدة. قال: "إذا كان ذلك يرمي الى دفع النظام الى أن يطرح بدوره شروطا مسبقة، فهو استفزاز سافر".
وأكد وزير الخارجية الروسية في هذا الخصوص أن موسكو نفسها تقدم مساعدات إنسانية ملموسة للسوريين، بمن فيهم النازحون داخل البلاد واللاجئون في الدول المجاورة.
وأوضح أن الجانب الروسي خصص مبلغا لهذا الغرض سلمه لبرنامج الأغذية العالمي، بالإضافة الى إرساله مساعدات إنسانية للسوريين بشكل دوري.
المصدر: روسيا اليوم
إضافة تعليق جديد