لبنان: 4 قتلى و53 جريحاً في تجدد الاشتباكات بطرابلس
تجددت الاشتباكات المسلحة بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة في طرابلس، عاصمة الشمال، وحصدت اربعة قتلى على الأقل وإصابة 53 بجروح، ما ادى الى نزوح العوائل من المنطقة، وسط دعوات للجيش الى التدخل بحسم.
وكانت الاحداث قد فاجأت سكان المنطقة قبيل منتصف الليل قبل الماضي، وتجدّدت الاشتباكات بعدما ألقى مجهولون قنبلة يدوية في منطقة متداخلة سكانياً، واتبعوها بإطلاق قديفة إنيرغا، فدبّ الذعر واستنفرت المواقع وبدأ تبادل لإطلاق النار، بينما كانت القوى التي تمسك بالأرض وخاصة من أطراف المعارضة، والأطراف المحايدة في باب التبانة تعيش حالة من الاسترخاء على خلفية المعلومات الإعلامية المتفائلة بقرب تأليف الحكومة. وسادت حالة الهلع في صفوف المواطنين في المنطقة، وبدأت عمليات الهروب من المساكن الواقعة على خط التماس ما بين التبانة وجبل محسن، وأُفيد عن سقوط عدد من الجرحى بينهم عناصر من الجيش ومدنيون، وتدخلت الجهات كافة لمنع توسع الاشتباكات وإعادة الهدوء.
إلاّ أن هذا الهدوء سرعان ما انتكس صباح أمس الاربعاء، حيث تجددت الاشتباكات وأفيد عن سقوط 4 قتلى، بينهم امرأة تدعى ليلى الشامي في شارع سوريا، ماتت جراء ذبحة قلبية إثر سقوط قذيفة بالقرب منها. بينما توزع القتلى بين جبل محسن و التبانة، وأحدهم يُدعى حسين طرابلسي، وأفيد عن سقوط أكثر من 53 جريحاً، بينهم 5 عناصر للجيش اللبناني.
وسقطت أمس، قذيفة آر.بي.جي على مبنى سكني يقع على تخوم مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين، ما أدى إلى إصابة منزل الفلسطيني سامر السرداج في الطبقة الخامسة مخترقة غرفة النوم، محدثة اضرارا جسيمة في الممتلكات من دون اصابات في الأرواح. وقتل الشاب الفلسطيني محمد بهيج (40 عاما) في مخيم البداوي، وهو يعمل ممرضا في مستشفى النيني في طرابلس، وذلك اثر اصابته لدى محاولته المرور على جسر الملولي للمنكوبين صباحا ما ادى الى مقتله على الفور.
وإزاء تدهور الوضع الأمني تم تحويل وجهة السير للقادمين من مناطق عكار والمنية والحدود السورية باتجاه طرابلس عبر الطريق الدولي إلى طريق فرعي. وقد عمد غالبية المواطنين، بسبب رصاص القنص والاشتباكات التي أدت إلى قطع طريق طرابلس - عكار الدولية عند مستديرة الملولة ومحيطها، إلى سلوك طريق البداوي - مخيم البداوي - العيرونية - طريق طرابلس الضنية، وصولا إلى مفرق طريق بلدة مجدليا عند مدرسة الكرملية في قضاء زغرتا، فيما أعلنت إدارة كلية الآداب - الفرع الثالث - طرابلس عن تأجيل الامتحانات التي كانت مقررة اليوم الخميس إلى موعد آخر يحدد لاحقاً.
ومع عودة التوتر الأمني إلى الشمال، استنفرت القوى السياسية في المنطقة، إضافة إلى مفتي الشمال الشيخ مالك الشعار، لوضع حد لهذه الأحداث ومعالجة أسبابها، وعقدت اجتماعاً في دارة مفتي طرابلس والشمال الشعار شاركت فيه قيادات المدينة الحزبية والسياسية والأمنية والاسلامية لبحث الوضع الامني المتردي. وأكد المفتي الشعار انه اتصل برئيس الحكومة فؤاد السنيورة وبالقيادات الأمنية واتفق ان يأخذ الجيش دوره في المنطقة.
بدورها، دعت جبهة العمل الإسلامي إلى العقلنة والحوار بدل التقاتل بالرصاص، لافتة إلى ان هناك طابوراً ثالثاً وخامساً يستغل الظروف المعيشية والاجتماعية الصعبة ويسعى إلى الفتنة الداخلية عن طريق تأجيج الصراع المذهبي، وطالبت الأجهزة الأمنية المختصة بضرورة التحرك ولجم المعارك وحسم الخلافات والتفريق بين المتقاتلين ونزع السلاح من أيديهم، معتبرة أن الإسراع في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية يساهم في وقف الاشتباكات وتخفيف الاحتقان الطائفي والمذهبي. واستنكر الحزب العربي الديمقراطي، صاحب النفوذ في جبل محسن، ما اسماها “الاعتداءات المستمرة على المنطقة” ولفت بيان باسم الحزب الى “أن عناصر الحزب ملتزمون بعدم الرد”.
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد