لماذا يرضى ضيوف “رامز جلال” بكل هذا الإذلال؟
أجمل شيء في برنامج “رامز مجنون رسمي” الذي يقدمه المصري “رامز جلال” أن ضيوفه يمثلون أنهم وقعوا في الفخ، وهو يمثل أنه أوقعهم فيه، والأهم أن الجمهور يمثِّل أنه يرفض هكذا برامج، لكنه يشاهدها ويحقق لها نسبة متابعة عالية.
وإذا اعتمدنا على مقولة أن الفن كذب، وأن على الفنان الحقيقي أن يحوله إلى كذب قابل للتصديق، فإن معظم ضيوف هذا البرنامج نجحوا في هذه المعادلة إلى حد ما، لكن ما الذي يجعلهم يقبلون كل هذا الإذلال؟ وما المقابل الذي يدفعهم للتساهل مع الإسفاف والإهانة؟
وكيف يرتضي هؤلاء النجوم، كلٌّ في مجاله، أن يكونوا عرضة للاستهزاء بوسائل فجة، ويتلقون التعنيف وكل ما له علاقة بالإهانات اللفظية والجسدية، فضلاً عن تحطيم “صورة المِثال” بما تعنيه من الاحترام والاتزان والدبلوماسية…
الجواب بسيط: إنه أكياس الدنانير أو الجنيهات أو الدولارات التي يخشخش بها مسؤولو البرنامج على مسامع الفنانين وسمعتهم وكرامتهم، فضلاً عن المتابعة العالية على منصات التواصل الاجتماعي التي تصل إلى الملايين، وتغري النجوم بمزيد من اللمعان “الافتراضي”.
تشير التسريبات إلى أن أقل أجر يتقاضاه ضيف في هذا البرنامج هو 50 ألف دولار، وأعلاه قد يصل إلى 200 ألف دولار، علماً أن متوسط أجر ضيف في القنوات المصرية يتراوح بين ألف إلى خمسة آلاف دولار، بينما في القنوات الخليجية فيتراوح بين 10 إلى 20 ألف دولار حسب القناة، أي أن المقارنة ستكون لصالح برنامج “رامز مجنون رسمي”.
وبالرجوع إلى التسريبات فإنها تؤكد أن “أنغام” حصلت على مبلغ 240 ألف جنيهاً مصرياً، فيما حصلت “غادة عادل” على 500 ألف جنيهاً مصرياً، وحصل “أحمد العوضي” على 300 ألف جنيه، بينما تقاضت الراقصة “جوهرة” على نصف مليون دولار، و”محمد هنيدي” على 400 ألف جنيهاً مصرياً، والأقل أجراً كان “عادل شكل” بـ50 ألف جنيهاً مصرياً، وهبة مجدي 250 ألف جنيه.
وأيضاً “هنادي مهنى” تقاضت 120 ألف جنيه مصري، “نيللي كريم” 400 ألف جنيه، و”أحمد السقا” مليون جنيه، بينما “ياسمين صبري” مليون ونصف المليون، و”حسن شاكوش” 300 ألف جنيه، أمير كرارة مليون جنيه، حمو بيكا 100 ألف جنيه، أشرف بن شرقي 700 ألف دولار، والأعلى سعراً كان “علي معلول” بمليون دولار.
ولمن يسأل عن تغطية كل هذه التكاليف، فالحسبة بسيطة جداً، إذ إن برنامج “رامز مجنون رسمي” يعد الأغلى إعلانياً في قائمة البرامج المعروضة على شبكة قنوات mbc، إذ يصل سعر 30 ثانية إعلان خلال البرنامج إلى 300 ألف جنيه (تقريباً 19 ألف دولار).
أي أن أجرة الضيف وسطياً تساوي 125 ألف دولار، بمعدل 150 ثانية إعلان تقريباً، هذا إذا لم نضع في الحسبان ملايين الدولارات التي تحصل عليها القنوات العارضة نتيجة زيادة معدلات الدخول والمتابعة والتحميل من قنوات اليوتيوب وغيرها من منصات التواصل.
وفي استطلاعات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي استنكر الكثيرون مثل هذه البرامج وأسلوبيتها، متسائلين عن مكمن اللذة في كل ذاك التعذيب، وأين المضحك فيه؟، والبعض رأى أن سادية “رامز” مميزة في تعريتها لسخف النجوم وضرورية لإزالة الهالة الوهمية عنهم.
كما اعتبر آخرون أن مجرد القبول في عرض “المقلب” والذي يلي قبض المستحقات المالية، هو “تشهير ذاتي” بكامل الرضا والقناعة، وشبَّهوه بمن يبيع شرفه وعرضه على الملأ.
“رامز مجنون رسمي” هو الإصدار العاشر من برامج الممثل “رامز جلال” وتدور حول استدعاء ضيف بوساطة الإعلامية “أروى”، لتثبته على كرسي لكشف الكذب، وبعد بعض الأسئلة الروتينية، يدخل “رامز جلال” ويجبره على الإدلاء باعترافات تحت تهديد ووعيد وتخويف يدخلهم في نوبات هلع هستيرية.
يذكر أن عدة قرارات صدرت بمنع هذا البرنامج وإيقاف بثه من قبل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، إلى جانب تقدم مستشفى العباسية للصحة النفسية وعدد من الحقوقيين والمحامين ببلاغات لوقفه بعد اتهامه بتعنيف الضيوف وإهانتهم.
بديع صنيج
إضافة تعليق جديد