ما هي التحديات التي تواجه حماس بعد السيطرة على غزة
يرى محللون وسياسيون فلسطينيون أن حركة المقاومة الإسلامية حماس تواجه بعد سيطرتها على قطاع غزة جملة من التحديات، أبرزها توفير الاحتياجات الإنسانية للسكان وتحقيق الأمن وجمع السلاح، وإنهاء العزلة المفروضة عليها، والحفاظ على الوحدة بين الضفة والقطاع.
غير أن الحركة أكدت التزامها بتوفير كافة احتياجات الشعب الفلسطيني، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن الوضع لن يكون أسوأ مما كان عليه منذ عام ونصف نتيجة الحصار المتواصل على الشعب الفلسطيني.
الكاتب والمحلل السياسي مؤمن بسيسو أوضح أن من أبرز التحديات التي تواجه حماس التحدي الاقتصادي المتمثل في توفر احتياجات السكان في ظل الحصار الخانق للقطاع، والتحدي الأمني المتمثل في إعادة بسط الأمن في القطاع، في ظل انتشار كميات كبيرة من السلاح وهذا يتطلب من حماس معالجته بحكمة.
وأضاف أن من التحديات أيضا العمل على عدم إنجاح مخطط إسرائيل لعزل غزة عن الضفة الغربية، وهذا يتطلب من حماس وضع رؤية إستراتيجية واضحة لمواجهته.
ويضاف إلى ذلك التحدي المتعلق بقدرة الحركة على مواجهة العزلة السياسية التي من المتوقع أن تتعمق في الفترة القادمة.
من هذا المنطلق، يرى بسيسو أن على حماس أن تتقدم بمبادرة سياسية من أجل إعادة اللحمة بين شطري الوطن، ومحاولة بناء علاقة طيبة على أسس جديدة مع حركة فتح التي تسيطر على الضفة الغربية.
أما من وجهة نظر عضو القيادة السياسية للجبهة الشعبية عبد العليم دعنا، فإن أبرز التحديات هي التناقض والانقسام الذي حدث للشعب الفلسطيني، وبروز جبهة قومية عربية وإسلامية ترفض نضال الشعب الفلسطيني.
ويضيف أن سيطرة حماس على غزة كونت جبهة معادية لها على رأسها إسرائيل وأميركا وأوروبا، إضافة إلى خصومها السياسيين على المستوى الداخلي.
من جهته يرى الوزير السابق القيادي في حزب الشعب بسام الصالحي أن أبرز التحديات التي تواجهها حماس هي "افتقادها المتزايد للشرعية الداخلية والسياسية"، معتبرا أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى "مزيد من تآكل قدرة الحركة على البقاء في النظام السياسي الفلسطيني".
ورغم صعوبة الوضع خففت حركة حماس من أهمية التحديات السابقة، لكنها أكدت التزامها بحل كل الإشكاليات الناتجة عن الوضع الراهن بما يضمن استقرار الساحة الفلسطينية، واصفة ما جرى بأنه خطوة اضطرارية لا ترتبط بأي بعد سياسي.
وفيما يتعلق بالتحدي الأمني قال الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري إن حماس نجحت في تحقيق الهدوء والأمن إلى حد كبير في القطاع، مضيفا أن هناك كميات من السلاح تم جمعها، وأن الحكومة (حكومة الوحدة المقالة) ستمضي قدما في عملية تنظيم حمل السلاح بشكل قانوني، لكنه قال إنه من المبكر الحديث عن جمع سلاح العائلات في هذه المرحلة.
وشدد على أن الوضع الاقتصادي لم يتغير عليه شيء وأن الحصار لم يبدأ بالأمس، موضحا أن المواد الغذائية تدخل بشكل منتظم من معبر كارني، وقال إن "أموال التبرعات والضرائب التي تحتجزها إسرائيل هي حق لكل مواطن فلسطيني ولا نسمح بصرفها بشكل منفرد".
وفيما يتعلق بإغلاق معبر رفح أكد أبو زهري أن مشكلة المعبر قديمة، وأن الاتصالات جارية لعلاج الوضع في معبر رفح، وهناك تقدم فيما يتعلق بإعادة العالقين على الجانب المصري.
أبو زهري رفض أن تكون الحركة قد تأثرت بما جرى مشددا على أنها "قوية وتستمد قوتها من الشعب، وأن كل محاولات عزل الحركة ستفشل، وسيجد من راهن على إفشالها نفسه مضطرا للتعامل معها"، حسب تعبيره.
عوض الرجوب
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد