مبادرة خسى الجوع تحط رحالها في محافظة اللاذقية
كما بدأت في دمشق بروح وطنية صافية وسواعد شابة مخلصة انتقلت فكرة مبادرة خسى الجوع ليتم تطبيقها في محافظة اللاذقية التي آمنت بصدق المبادرة وأهدافها حيث أطلق عليها خسى الجوع يا لادقية.
التقينا محمد ياسين أحد المسؤولين عن المبادرة الذي تحدث عن المبادرة قائلاً: "كلنا يعلم أن مبادرة "خسى الجوع" انطلقت في دمشق أوائل أيام رمضان ونظراً للإعجاب الكبير الذي حصدته الفكرة ضمن مواقع التواصل الاجتماعي والذي وصل صداه إلينا تداعى سبعة من الشباب والشابات من اللاذقية للاتفاق على نقل التجربة وتطبيقها في محافظتنا فبدأنا بالتواصل مع أصحاب المبادرة في دمشق وناقشنا معهم أساليب العمل وأسسه وطلبوا منا أن يأتي موفد من قبلنا للاطلاع على التجربة عن قرب وبالفعل سافرت للقائهم وتابعت آليات التنظيم وتنسيق العمل وإدارة المخزون واستلام الموارد وتوزيع الحصص الغذائية المنتجة ولفتني التنظيم المتقن في توزيع المهمات والتنسيق بين المتطوعين ما يدل على خبرة ودراية كاملة بكيفية إدارة المهمة وتجاوز جميع المعيقات التي يمكن أن تحصل".
وتابع.. "عندما عدت الى اللاذقية باشرنا بالتطبيق العملي للفكرة حيث سعينا فوراً للحصول على الموافقات اللازمة للانطلاق ولاحظنا وجود تجاوب كبير من الجهات المعنية التي لم تتأخر بمنحنا الأذونات الرسمية لنعلن بعدها انطلاق العمل عبر صفحة أنشأناها على "الفيسبوك" كما قمنا بتأمين المكان اللازم للعمل إضافة إلى تخصيص رقمين للتبرع وآخرين للتطوع ولم نصدق في بداية الأمر كمية التجاوب الكبيرة من أهالي المحافظة من مختلف الشرائح والأطياف مع فكرة المبادرة وخاصة أنها قد لاقت صدى طيباً منذ انطلاقتها في دمشق ما سهل علينا الانتشار الواسع في محافظتنا واختصر علينا مراحل كبيرة من الإعلان والتعريف".
وعندما تتجول في موقع المبادرة تشعر وكأنك في خلية نحل حقيقية تضم مجموعة كبيرة من الجيل الشاب كل مشغول بعمله اما بغسل المواد الأولية أو بطهوها أو بتعبئتها دون نسيان مراعاة اساسيات النظافة للمواد والمكان الذي يعملون فيه حيث يبدأ العمل منذ الساعة العاشرة صباحا ويتواصل لما قبل موعد الإفطار بساعة أو ساعتين لتحضير وجبة الفطور الأساسية ترافقها وجبة سحور وتعتمد المبادرة على تبرعات فردية او جماعية أو من جهات تجارية لمواد عينية فقط لا غير ولا تقبل أي مبالغ مادية وتحدد قائمة يومية بالمواد اللازمة للوجبة التي يتم اختيارها بإجماع إدارة الفريق ليعلن لاحقاً عبر الفيسبوك عما يحتاجونه من مواد.
وأوضح ياسين أن كمية الوجبات كانت تنتج في الأيام الأولى بأعداد تصل للمئات لكن بهمة وسواعد الشباب استطاع الفريق تجاوز الألف وثلاثمئة وجبة يومياً مشيراً إلى أن عملية التوزيع تتم بالتنسيق مع مختلف الجمعيات الخيرية في محافظة اللاذقية منوهاً بأن المبادرة تحضر لمفاجئة سارة للأطفال بهدف نشر الفرح والبسمة على وجوههم خلال عيد الفطر.
كما أكد "أن المبادرة لم ترد أي سائل كائنا من كان فالشباب المشارك يعمل بشكل تطوعي خالص وبوعي مميز فقاموا برمي انتماءاتهم السياسية خلف ظهرهم واجتمعوا لهدف انساني ووطني بحت".
بدوره عبر محمد "أحد المتطوعين في المبادرة" عن أهمية نشر المزيد من المبادرات المشابهة لفكرة "خسى الجوع" في الأيام القادمة دون أن يقتصر العمل على شهر رمضان لافتاً إلى أن المبادرة لقيت تجاوباً مجتمعياً كبيراً في مختلف الأوساط نظراً للحاجة الحقيقية لأي عمل يجمع السوريين ويجعلهم يتعاضدون مع بعضهم.
ونوه بأن التنظيم الكبير الحاصل أثناء العمل واندفاع الشباب للمشاركة في الإنتاج يدلان على وجود روح جماعية وهمة عالية حقيقية لديهم كما يثبت توفر كوادر مهيأة لا ينقصها سوى الفرصة والقليل من الدعم البشري والفني لتبدع في العمل الحقيقي والجاد.
يذكر أن مبادرة "خسى الجوع" هي مبادرة مجتمعية غير مسيسة أطلقتها "مجموعة ساعد التطوعية" بدمشق بهدف مساعدة العاجزين عن تأمين قوتهم اليومي في رمضان بسبب الظروف التي تعم البلاد وقد بدأ العمل بها في اللاذقية في اليوم الثامن عشر من شهر رمضان الحالي ويقع مقرها في مقهى كونكان - شارع بورسعيد.
ياسمين كروم
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد