مبعوث أميركي في الخرطوم: يد ممدودة لتعزيز العلاقات
بدأت الإدارة الأميركية الجديدة تحولاً ظاهرا في أسلوب التعامل مع السودان، حيث أعلن الموفد الأميركي الخاص سكوت غريشن، أمس، في اليوم الأول لزيارته للبلاد، أنه وصل «بيد ممدودة»، وأن بلاده تريد «تعزيز» العلاقات مع السودان. تزامن ذلك مع إعلان الخرطوم عن تأجيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية لستة أشهر، ما رحّبت به فوراً الحركة المهيمنة على حكومة جنوب السودان.
في هذه الأثناء، قال وزير الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط إن بلاده كانت «على اطلاع على الضربتين (ضد قوافل في شرقي السودان) منذ وقوعهما»، موضحاً أن القاهرة آثرت الصمت لأنها «لم تشأ إحراج الإخوة في السودان». أضاف أبو الغيط، في مقابلة مع قناة «المحور» التلفزيونية، إنه ليس لديه علم عن كيفية قيام إسرائيل بتوجيه الضربتين، متسائلاً «عن خطّ سير تلك (الحمولة من) الأسلحة إذا صحّ ما نشر عنها (من أنها كانت مهرّبة إلى «حماس» في غزة)، وهل تمّ استئذان مصر لإدخال أسلحة ومتفجرات؟». وشدد على ضرورة احترام «السيادة المصرية».
وفي اليوم الأول لزيارة تستمرّ لأسبوع، أكد غرايشن، بعد لقائه وكيل وزارة الخارجية السودانية مطرف صديق، أن «الولايات المتحدة والسودان يريدان أن يكونا شريكين ونحاول إيجاد الفرص لتعزيز علاقاتنا الثنائية». أضاف المبعوث، الذي عيّنه الرئيس الأميركي باراك أوباما في 18 آذار الماضي، «أتيت ويدي ممدودة، وعلى الحكومة السودانية أن تحدد كيف تريد مواصلة هذه العلاقة، وآمل أن يكون ذلك بمدّ أيدي الصداقة والتعاون».
وأوضح غرايشن أن «الهدف من الزيارة هو التعلم، وأتيت إلى هنا من دون أوهام ومن دون أفكار مسبقة ومن دون حلول. أتيت إلى هنا لأشاهد وأتعلم وأرى». أضاف أنه لم يتم التطرق إلى مسألة المحكمة الجنائية الدولية خلال المحادثات، وكل ما يهمه هو تحسن الوضع في دارفور وتنفيذ اتفاقية السلام الشامل.
ويزور المبعوث الأميركي خلالها إقليم دارفور الذي يشهد حربا أهلية منذ العام 2003، وحيث تتهم المحكمة الجنائية الدولية الرئيس السوداني عمر البشير بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية؛ كما يزور جنوب السودان الذي شهد حربا أهلية استمرت 21 عاماً.
وردّت وزارة الخارجية السودانية مرحّبة، بلسان المتحدث علي الصديق، الذي قال إن غرايشن «تبلّغ أن السودان يعترف بأن الولايات المتحدة هي دولة مهمة جداً في العالم، والسودان سيرغب دوماً بالحفاظ على علاقات طبيعية وودية مع الولايات المتحدة». أضاف الصديق أن الطرفين أكدا أنه ليس من المستحيل أن تعمل السودان والولايات المتحدة على تجاوز الخلافات التي تعتري علاقاتهما الدبلوماسية، لتجاوز التعقيدات الأخيرة.
تزامن ذلك مع إعلان المفوضية السودانية القومية للانتخابات تأجيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية من تموز المقبل إلى شباط المقبل، الأمر الذي سارعت «الحركة الشعبية لتحرير السودان» المتمردة سابقا، والرئيس الأساسي في حكم الخرطوم، الى موافقتها عليه. وستتضمن الانتخابات ست عمليات انتخابية: للرئاسة، والبرلمان، ورئاسة جنوب السودان، وحكام الولايات، وبرلمان الجنوب، وبرلمانات الولايات.
وستكون هذه أول انتخابات ديموقراطــية في السودان منذ نحو 24 عاماً، في ما يعدّ خطوة كبيرة باتجاه تطــبيق اتفاقية متهالكة للسلام، أبرمت بين الشمال والجنوب في العام 2005 لإنهاء حرب أهلية دامت نحو 21 عاماً.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد