متسولون ينتحلون صفة عمال نظافة
دأب عمال النظافة في حلب، على غرار السنوات الماضية، على مواظبة تقليديهم السنوي في تحصيل «إكرامية» رمضان و«العيدية» عن طريق تسولها من المنازل وأصحاب المحال التجارية حتى كادت تغدو تقليداً سنوياً يسيء إلى مهنتهم التي لا تقل حظوظ الحصول على فرص عمل فيها شأناً عن باقي الوظائف الأخرى «المحترمة».
وانتشرت الظاهرة بكثرة في نهاية شهر الصوم وفي أيام العيد والأيام التي تلته مع بدء الدوام الرسمي، وخصوصاً في المناطق الراقية، دون مساءلة أو محاسبة من مجلس المدينة الذي يغض الطرف عن تصرفات موظفيه غير اللائقة. وعزا مصدر في المجلس لـ«الوطن» سبب تقصيره في الحد من الظاهرة إلى عدم تلقي شكاوى من المواطنين حيال المسألة «على اعتبار مهنة النظافة إنسانية يرفق السكان بالعاملين في مجالها، ولن يتهاون المجلس بالتحقيق في أي شكوى تصله بحق أي عامل نظافة يحصّل أمواله بطريق غير مشروعة».
«دخل ثلاثة عمال نظافة إلى صيدليتي قبل العيد وألحوا في طلب أموال زكاة رمضان والعيدية، وعندما أخبرتهم أنهم يتقاضون راتباً من الحكومة على أعمالهم التي يقومون بها بكنس الشارع أمام صيدليتي ولا يحق لهم طلب المكافأة وكأنها حق من حقوقهم تفوهوا بألفاظ نابية واتهموني بأني بخيل...»، وفق قول صاحب صيدلية في حي المحافظة الراقي.
واستهجن «محمد. ص» من حي الموكامبو قيام عمال النظافة الموكل إليهم مهام إفراغ حاويات القمامة بطلب الصدقات و«العيدية»: «طرق بابي أكثر من شخص بلباس عمال النظافة يطلبون مني العيدية وكأنها من مستحقاتهم علينا لأنهم يرحلون القمامة عن الحي الذي أسكنه على الرغم من جهلنا بشخصيتهم لكونهم يأتون في الصباح الباكر»، مشيراً إلى أن الحادثة ليست وليدة هذا العام بل تكررت في السنوات القليلة الماضية «لكن بطريقة يشوبها الحياء والخجل أحياناً بخلاف ما هو عليه الحال اليوم».
ودخل المتسولون المحترفون على خط تحصيل «خرجية» عمال النظافة فقرعوا الأبواب منتحلين شخصية أحد أقربائهم: «يقصد هؤلاء الطوابق العلوية ويسألون عن إكرامية وعيدية عمال النظافة الذي لم يستطع صعود درج البناء فظل منتظراً في الشارع، وعندما أردت النزول لرؤيته والثناء على جهوده فرّ المتسول الذي ادعى أنه ابنه...»!
ويشتكي سكان مدينة حلب من سوء واقع النظافة وتردي خدماته ولاسيما في الأحياء الشعبية التي تعاني من تراكم النفايات دون ترحيلها في الوقت المناسب ما يرفع نسب الإصابات باللاشمانيا ويفقد المظهر الحضاري للشهباء، ويعزو المعنيون السبب إلى قلة الإمكانات التي تحول دون ذلك من عمال نظافة وحاويات قمامة وضاغطات.
خالد زنكلو
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد