مجلس الأمن يفشل في تجاوز المأزق بشأن كوسوفو
أخفق مجلس الأمن الدولي في تجاوز المأزق بشأن إقليم كوسوفو، رغم مسعى في اللحظات الأخيرة من روسيا وصربيا لمنع الإقليم ذي الغالبية الألبانية من إعلان الاستقلال.
وعقد المجلس المؤلف من 15 دولة اجتماعا مغلقا الخميس بطلب من صربيا لمناقشة خطط الإقليم الذي تسكنه غالبية ألبانية لإعلان استقلاله الأحد.
وأبلغ وزير الخارجية الصربي فوك يريميتش جلسة استثنائية للمجلس أن صربيا لن تلجأ إلى القوة المسلحة لكنها ستستخدم جميع الوسائل الأخرى لمنع كوسوفو من الانفصال.
وأضاف قائلا في نص لكلمته وزع على وسائل الإعلام "سنتخذ كل الإجراءات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية بهدف عرقلة وإبطال هذا الهجوم المباشر على سيادتنا".
ومتحدثا إلى الصحفيين بعد الاجتماع امتنع الوزير الصربي عن إعطاء تفاصيل ووصف الإجراءات المحددة بأنها "من أسرار الدولة". وقال إن صربيا شأنها في ذلك شأن حليفتها روسيا تعتبر الانفصال المزمع لكوسوفو انتهاكا للقانون الدولي ولن تقبله مطلقا، وحث المجلس على اتخاذ إجراء في اللحظات الاخيرة لمنع الإقليم من الانفصال.
وقال أليخاندرو وولف نائب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة بعد الاجتماع إن المأزق ما زال باقيا.
وحذر سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين المجلس من أن آثار انفصال كوسوفو ستثير "خطرا حقيقيا للعنف العرقي وزيادة الأنشطة المتطرفة في كوسوفو وفي منطقة البلقان كليا".
ورفض تشوركين ويريميتش الحجج القائلة بأن كوسوفو تمثل حالة فريدة ولذلك ينبغي السماح لها بالانفصال، لكن وولف أوضح أن واشنطن شأنها شأن الاتحاد الأوروبي تعتبر كوسوفو حالة خاصة.
ويشكل الألبان العرقيون 90% من سكان كوسوفو وعددهم مليونا نسمة، لكن لا يزال هناك نحو 120 ألف صربي يعيشون في الإقليم وستعمل بعثة تابعة للاتحاد الأوروبي تضم حوالي 2000 شرطي وقاض على ضمان الوفاء بالوعود بالحفاظ على كوسوفو دولة تكفل المساواة للأعراق المتعددة في ظل سيادة القانون.
ومن المتوقع عندما يعلن استقلال إقليم كوسوفو أن تعترف به الولايات المتحدة ومعظم دول الاتحاد الأوروبي ودول غربية أخرى، وتقول روسيا وصربيا إنهما لن تعترفا مطلقا بكوسوفو دولة مستقلة.
وردا على عزم الاتحاد الأوروبي نشر قوات أوروبية قوامها 1800 من أفراد الشرطة والقضاء في كوسوفو يعهد إليها بتأطير الخطوات الأولى للإقليم نحو الاستقلال أعلنت موسكو معارضتها لهذا المسعى، وأكدت أنه يستلزم قرارا جديدا من مجلس الأمن الدولي.
وذهب سيرغي إيفانوف النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي إلى حد اعتبار أن أوروبا تخاطر بفتح "صندوق الشرور" إذا اعترفت بإقليم كوسوفو رغم اعتراض صربيا.
ومن المنتظر أن يعلن المسؤولون في الإقليم الذي تديره الأمم المتحدة منذ 1999 الأحد أو الاثنين استقلاله من جانب واحد.
وحسب رئيس وزراء كوسوفو هاشم تاتشي يوجد نحو 100 دولة مستعدة للاعتراف باستقلال الإقليم.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد