مجلس الأمن يناقش اليوم تقرير براميرتس
يتزامن انعقاد مجلس الامن اليوم في نيويورك لمناقشة ما ورد في تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة سيرج برامرتس، في شأن التحقيق الجنائي الذي يجريه لكشف المتورطين في اغتيال الرئيس رفيق الحريري و22 آخرين، واستمرار الاعتصام المستمر للمعارضة اللبنانية منذ 17 يوما في الوسط التجاري لبيروت، سعيا الى تحقيق المشاركة في ادارة البلاد، وهو امر تعتبر المعارضة اللبنانية انه كان مفقودا لدى اقرار مجلس الوزراء مسودة اتفاق المحكمة ونظامها الاساسي وعدم اعطاء الفرصة للوزراء الشيعة الخمسة لتحديد موقفهم منها.
وتتزامن جلسة المجلس اليوم ايضا مع محادثات مهمة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس بشار الاسد في موسكو. وفي طليعة المواضيع المطروحة للبحث المحكمة الخاصة. وثمة تأكيد رسمي ان روسيا لن تسمح لاعداء سوريا السياسيين باستغلال هذه المحكمة. كما ان نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد اوضح ان بلاده غير معنية بمسودة المحكمة لأنها لم تستشر فيها وسبقتها زيارة العمل العاجلة للرياض التي قام بها امس الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، حيث تشاور مع العاهل السعودي الملك عبدالله في العقبات التي تعترض مهمته لانهاء الخلاف بين مؤيدي حكومة فؤاد السنيورة ومعارضيها، والتي بدأها في الثالث من كانون الاول الجاري، والطرق التي يمكن من خلالها تذليل تلك العقبات ومحورها الاساسي المحكمة بعد الاتفاق على توسيع الحكومة لجعلها حكومة وحدة وطنية، وعلى صفات الوزير المحايد.
وافادت معلومات ديبلوماسية وردت من نيويورك ان برامرتس سيلقي كلمة امام المجلس يوجز فيها ما ورد في تقريره الرابع منذ تسلمه مهمته والسادس منذ انشاء اللجنة. ثم تلقتي كلمة لبنان القائمة باعمال بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة بالوكالة كارولين زيادة وتتضمن شكر القاضي البلجيكي على جهوده، وتمسك الحكومة بانجاز المهمة المنوطة به. وفي ختامها ستتحول الجلسة سرية وسيديرها مندوب قطر لدى المنظمة الدولية الذي تترأس بلاده المجلس الشهر الجاري. وسيتبلغ المجلس التجديد لرئيس لجنة التحقيق ولاية اخرى حتى اواسط حزيران المقبل.
واشارت مصادر مسؤولة الى ان التقارير الواردة من نيويورك تؤكد ان المجلس لن يصدر اي قرار في ختام الجلسة المغلقة للمناقشات، بل سيكتفي مندوبو الدول الاعضاء باستيضاح برامرتس بعض ما ورد في تقريره. ولأن هذا التقرير اجرائي، فقد يكتفى ببيان صحافي وليس ببيان رئاسي.
واوضحت انه لم تتوافر لديها اي معلومات ما اذا كان بوتين سيسعى الى اقناع الاسد بقبول مسودة اتفاق المحكمة ونظامها الاساسي، ما دامت موسكو وافقت عليهما بعد اجراء اكثر من تعديل على اكثر من مادة وردت في النص، او ان روسيا ستسعى الى تأخير التفويض الذي يمنحه انان الى معاونه للشؤون القانونية نيكولا ميشال لتمثيل الجانب الدولي في التوقيع مع الجانب اللبناني على مسودة الاتفاق والنظام الاساسي للمحكمة، ليصبحا ساريي المفعول، بعد الموافقة الثانية للحكومة عليهما. ووفقا لاستطلاع اولي في نيويورك، تبين ان ردة الفعل الاولية لادخال اي تعديل غير مشجعة، لأن مثل هذه العملية ستستغرق وقتا، وقد مضى اكثر من ثمانية اشهر على انجاز المسودة.
خليل فليحان
المصدر: النهار
إضافة تعليق جديد