محصول العنب في السويداء.. صدارة بالإنتاج وصعوبات في التسويق
يشكل إنتاج العنب في محافظة السويداء حيزا كبيرا من نشاط المحافظة الزراعي لتوفر الظروف البيئية المناسبة لزراعته وطبيعة التربة والمناخ.
وتحتل المحافظة بحسب المعنيين في مديرية الزراعة المركز الأول بإنتاج العنب على مستوى سورية والذي يتراوح سنويا بين 36 و 58 ألف طن وفقا للظروف الجوية كون الزراعة بعلية فيما تأتي ثانيا بالمساحات المزروعة التي تصل حاليا إلى 9869 هكتارا ويبلغ عدد الأشجار الكلي فيها 4 ملايين و 663 ألف شجرة يشكل المثمر منها 3 ملايين و 944 ألف شجرة.
وزراعة الكرمة بالسويداء رغم مكانتها شهدت خلال السنوات العشر الأخيرة تدهورا تدريجيا بالمساحات المزروعة لأسباب أبرزها وفقا لمدير زراعة السويداء المهندس أيهم حامد معدل الهطول المطري وارتفاع تكاليف الإنتاج واستبدال زراعتها بأنواع أخرى مثل التفاح في منطقة السويداء واللوز في منطقة صلخد مؤخرا وكذلك الإصابة بحشرة الفيلوكسيرا التي تم إنشاء حقل أمهات للأصول المقاومة لها الملائمة لبيئة المحافظة استعدادا لإنتاج عقل الكرمة المعدة للزراعة والمطعمة بالأصناف المرغوبة تسويقيا.
والقنوات التسويقية لمنتج الكرمة في المحافظة كما يذكر مدير الزراعة ما زالت ضعيفة جدا ومقتصرة على البيع المباشر من الحقل لتاجر الجملة وما ينجم عن ذلك من ابتزاز للمزارعين إضافة إلى أن عمليات البيع في السوق المحلية ضعيفة جدا وغير متاحة لجميع المنتجين فضلا عن توريد محصول الصنف العصيري إلى الشركة السورية لتصنيع العنب بسعر يراه المزارعون متدنيا واقتصار التصنيع المحلي للمنتج على دبس العنب والزبيب حيث تعتبر هذه الصناعات ذات مردود جيد للمنتجين وتؤمن هامشا ربحيا مقبولا لكنها ما زالت تقليدية يدوية في معظم الأحيان وتتطلب تطويرا لها.
نقاط قوة لزراعة الكرمة في المحافظة تتضمن بحسب مدير الزراعة سهولة تحولها إلى زراعة نظيفة أو عضوية وتأمين فرص لاستثمارات زراعية وصناعات غذائية وفرص عمل موسمية لأعمار مختلفة فيما تواجهها مشاكل متعددة يأتي في مقدمتها التسويقية جراء ضعف الأرباح المحققة الناجم عن ارتفاع تكاليف الإنتاج مقارنة بأسعار المنتج ما يستلزم الدعم المالي المباشر لوحدة الإنتاج المباع للقطاع العام إضافة لمشاكل بيئية فضلا عن طرق التربية الزاحفة المتبعة والتي تستلزم استبدالها بطرق التربية الحديثة وكذلك عدم وجود مشروعات صغيرة للصناعات المعتمدة على عنب الكرمة العصيري رغم ارتفاع نسبة السكر التي تحقق نسبة استخلاص مرتفعة.
رئيس غرفة زراعة السويداء حاتم أبو راس أوضح أن زراعة الكرمة التي تحتل المرتبة الثانية بعد التفاح تراجعت مقترحا إدخال أصناف تصديرية جديدة ترضي ذوق المستهلك في الأسواق الخارجية وخاصة الخالية من البذور وتعميم زراعة الأصناف المقاومة لحشرة الفيلوكسيرا وإدخال خطوط تصنيع جديدة ضمن شركة تصنيع العنب لإنتاج العصائر والدبس وعدم اقتصارها على المنتجات الكحولية وزيادة خطتها السنوية بما يضمن استقبال أكبر كمية ممكنة من إنتاج المحافظة.
وأمام خبرته الفنية كمهندس متقاعد وتعامله مع الأرض كمزارع يدعو نايف سنيح إلى مساعدة المزارعين بتصدير منتجات العنب وفق المواصفات العالمية إلى الأسواق الخارجية وخاصة دول الجوار والمشاركة بالمعارض وتنشيط دور الغرف الزراعية في هذا المجال وتخفيض أجور الشحن لنقل المنتج وإقامة جمعية أو اتحاد لمصنعي الدبس لمتابعة المشاكل التي يعاني منها المزارعون وحلها بالتعاون مع الجهات المعنية والمساهمة في تسويق الإنتاج بعد ضبط المواصفة اللازمة للمنتج والترويج له وإقامة شركات تسويقية مختصة بصناعة الزبيب والتعاون مع جهات القطاع العام التي تعمل بالتسويق لتسويق منتجات العنب وإيصاله للمستهلكين في جميع المحافظات.
ويؤكد سنيح ضرورة إدخال الأجهزة الحديثة ضمن معاصر العنب وإيصال الكهرباء إليها وتسهيل إجراءات الترخيص والإعفاء من كل الرسوم لصناعة الدبس بحيث يشجع أصحاب المعاصر على طرح منتجهم بالسوق بشكله النظامي واللائق وبعبوات ذات أحجام تتناسب مع إمكانية وذوق المستهلك.
يذكر أن مدة عطاء شجرة الكرمة طويلة تبدأ مع نهاية شهر تموز وتستمر لنهاية شهر أيلول وأهم أصناف العنب بالسويداء السلطي الذي تتجاوز نسبته 70 بالمئة من المساحة المزروعة و الحلواني والبلدي وتتركز زراعتها في المناطق الجبلية والهضابية وأهمها الكفر وسهوة الخضر وحبران وعرمان وظهر الجبل.
الثورة
إضافة تعليق جديد