مدينة الصدر تعيش حالة من الذعر
بعد شهر من الإغلاق التام والقصف الجوي والاقتتال في الشوارع بين أتباع الزعيم مقتدى الصدر والقوات العراقية والأمريكية مازال سكان حي "مدينة الصدر" الشيعي في بغداد يعيشون معاناة قاسية جدا وحالة من الذعر والهلع.
وتسمع يوميا مع حلول الظلام انفجارات مدوية، جزء منها جراء قصف جوي أمريكي يهز أرجاء الحي الذي تقطنه غالبية شيعية موالية لمقتدى الصدر فضلا عن اشتباكات بين القوات العراقية والأمريكية من جهة وميليشيا "جيش المهدي" التابعة للصدر والتي تتحصن في الأزقة الضيقة.
وكان رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي قد أعطى الضوء الأخضر لقواته بمحاصرة مدينة الصدر وملاحقة "جيش المهدي" في الحي بالتزامن مع انطلاق خطة "صولة الفرسان" بهدف استعادة الأمن في مدينة البصرة (550 كم تقريبا جنوب بغداد) فجر الخامس والعشرين من مارس/ آذار الماضي.
وقال النائب حارث العبيدي عضو مجلس النواب العراقي عن جبهة التوافق إن "الوضع خطير ومأساوي جدا في مدينة الصدر ويجب إيقاف العمليات العسكرية والركون إلى الحل السياسي"، وأضاف "كنت يوم الأربعاء برفقة 11 من أعضاء مجلس النواب في زيارة تفقدية للاطلاع على الأوضاع في المدينة ورأينا جزءا من معالم الخراب والحالة المأساوية التي تعيشها المدينة منذ شهر جراء العمليات العسكرية التي تنفذها الحكومة من اجل مطاردة الميليشيات وفرض سلطة القانون".
وقال النائب العراقي "لم نستطع زيارة المدينة (الصدر) بالكامل بسبب الاقتتال بين الميليشيات والقوات العسكرية العراقية والأمريكية فضلا عن انتشار القناصة حيث كنا نسمع أصوات الطلقات النارية ونحن بداخل المدينة".
وأضاف أن "الناس هناك متذمرون ويواجهون معاناة خطيرة ولابد من فك الحصار عن المدينة حيث لا يوجد غير مدخل واحد للدخول والخروج بإشراف القوات العراقية يشهد زحاما شديدا كما شكا الناس من وضع جدار عازل بين أحياء المدينة".
وأشار العبيدي إلى أن كل شيء في المدينة معطل المدارس والأبنية الحكومية والمحال التجارية والأسواق مقفلة والمستشفيات في وضع مأساوي للغاية وهي غير مطابقة لأبسط المواصفات وتعيش وضعا صعبا جراء نفاد للأدوية والمستلزمات الطبية فضلا عن إصابات كثيرة جدا.
وذكر العبيدي أن "الناس في حي الصدر يعيشون في حالة من الهلع والذعر جراء انتشار القناصة فوق البنايات العالية وفي الشوارع وان عددا كبيرا من المصابين سقطوا جراء الإصابة برصاص القناصة".
وقال انه سيتم إعداد تقرير مفصل لرئيس البرلمان لشرح الأوضاع العامة في المدينة والذي يتضمن الطلب من الحكومة العراقية إنهاء الأزمة فورا وعدم استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين ومعالجة خروقات حقوق الإنسان والتأكيد على سيادة القانون وسلطة القضاء واعتقال الأشخاص المطلوبين للعدالة من خلال مذكرات اعتقال.
وبعد مرور شهر على بدء القتال في مدينة الصدر فإن العبيدي يرى أنه لا يمكن حل الأزمة عسكريا لأن التيار الصدري له قاعدة شعبية كبيرة وممثل في البرلمان وان استخدام القوة العسكرية المفرطة ليس حلا أبدا، ودعا إلى العمل من اجل تغليب لغة الحوار على لغة السلاح وان التيار الصدري يسير باتجاه الحل السياسي للازمة بالطرق السلمية وأنهم مع ضبط الأمن وسيادة القانون وهذا شيء جيد علينا العمل من خلاله لإنهاء معاناة الأهالي.
المصدر: د ب أ
إضافة تعليق جديد