مرتفعات الجولان والعلاقات السورية- الإسرائيلية: ماذا يريد الأسد
الجمل: أصدر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى الورقة السياسية رقم 1163، بتاريخ 15 تشرين الثاني 2006، والتي حملت عنوان: (مرتفعات الجولان والعلاقات السورية- الإسرائيلية: ماذا يريد الرئيس الأسد).
تضمنت ورقة معهد واشنطن، التي أعدها الباحث سيز ويكاس خمسة نقاط أساسية، يمكن استعراضها على النحو الآتي:
• الخلفية: تعرضت الورقة إلى التغيير الذي حدث في استراتيجية سوريا إزاء موقفها من إسرائيل، والذي تحول من (استراتيجية التكافؤ) مع إسرائيل إلى (استراتيجية السلام).. ثم الانتقال إلى ترك الباب مفتوحاً أمام السلام والحرب، وذلك على أساس اعتبارات أن سوريا تتعامل مع الخيارين:
- خيار السلام بالقوة.
- خيار الحرب بالقوة.
كذلك أشارت الورقة إلى الموقف السوري القائم على مبدأ أن تحقيق السلام غير ممكن دون استعادة كامل الجولان، وما تبعه لاحقاً من موقف سوري يشير ويؤكد –بعد حرب إسرائيل مع حزب الله- بأن سوريا مستعدة لاتباع خياري الحرب والسلام.
• الجولان، وإسرائيل، وسوريا في عام 2006م: يقول الباحث سيز ويكاس بأن مجموعة تحمل اسم (المنظمة الشعبية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي في الجولان) قد أصدرت بيانها الأول في 27 حزيران 2006م، والذي نددت فيه بتمرد إسرائيل ورفضها المتواصل لقرارات الأمم المتحدة بالانسحاب الإسرائيلي.
يقول الباحث بأن سوريا ظلت تقدم الإشارات المختلطة لإسرائيل، على موضوعي الحرب والسلام، وعلى سبيل المثال في الوقت الذي تقول فيه وسائل الإعلام بأن هناك احتمالات نشوب واندلاع صراع مسلح تحضر له سوريا وإسرائيل، فإن وزير الخارجية السوري السيد وليد المعلم صرّح قائلاً: إن بلاده مستعدة لاستئناف مفاوضات السلام.. والجدير بالملاحظة أن هذا التصريح جاء بعد يوم من انعقاد مؤتمر المقاطعة لإسرائيل الذي استضافته العاصمة السورية دمشق وشاركت فيه 14 دولة عربية.
• بوابة السلام: يقول الباحث بأنه ضمن بنية الإشارات المختلطة حدث أن قام وزير الإعلام السوري محسن بلال بافتتاح مؤتمر إعلامي بعنوان (الجولان: بوابة السلام)، في قرية عين التينة التابعة للقنيطرة والمطلة على مدينة مجدل شمس الواقعة على جانب الجولان –الذي تحتله إسرائيل- وقد حضر هذا المؤتمر 300 صحفي وناشط في حقوق الإنسان، من 30دولة، وشددوا على الآتي:
- قيام الإسرائيليين بالعمل من أجل تزوير التاريخ وطمسه حقائقه على النحو الذي يضفي هوية يهودية على الجولان بدلاً من هويتها السورية.
- حق مواطني الجولان في العودة إلى مناطقهم.
- إدانة سرقة إسرائيل لمياه الجولان العربية السورية.
• التحليل: حاول الباحث أن يؤكد على ترجيح حدوث مقاومة مسلحة للوجود الإسرائيلي في الجولان، ولكنه قلل من اهمية ذلك، عندما تبنى أطروحة تقوم على أساس اعتبارات أن سوريا تركز على السياسة الخارجية أكثر من السياسة الداخلية.. وبناء على ذلك فقد حاول كاتب ورقة معهد واشنطن أن يلمح بأن الموقف السوري لاسترداد الجولان في المرحلة القادمة سوف يركز على التحركات الخارجية.
• الموقف العام: يقول الباحث بأن منطقة شرق المتوسط أصبحت تضم المزيد من التيارات العارمة المضطربة، مثل حرب إسرائيل- حزب الله الأخيرة، وتعزيز محور إيران- سوريا، حزب الله، واحتمالات حدوث تحول في السياسة الأمريكية إزاء العراق.
يرى الباحث بأن أمريكا تحاول القيام بإبعاد سوريا عن إيران، ولكنه يستدرك صعوبة حدوث ذلك فيشير إلى تشاؤم وزارة الخارجية الأمريكية حول إمكانية إحداث تغيير في سلوك سوريا إزاء إيران وحزب الله.. كذلك يقول الباحث بأن محاولة أمريكا عزل وإبعاد سوريا عن إيران يمكن أن تتم عن طريق قيام بعض الدول الأوروبية الغربية بالضغط على سوريا للابتعاد عن إيران وحزب الله.
ويختتم الباحث ورقته، بعدة ملاحظات أبرزها وصفه للقيادة السورية بأنها قيادة حذرة، بما يلمح إلى أنها قيادة تتعامل بجاهزية مع كل الخيارات والاحتمالات.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد