مسرح الإرهاب التراجيدي.. والحبال الأميركية الرثّة
أيام «الربيع» الوهابي الصهيوني الأميركي تقرع جرس النهاية، وأزهار شجيراته تموت، بعد أن قتلها ظمأ الشوق لخبر انتصار من هنا أو هناك، وباتت واشنطن منشغلة أكثر من أي وقت مضى بترتيب مسرح الدمى في الجنوب لعرض آخر أعمالها، والوقوف على باب خشبة التراجيديا،منتظرة دون جدوى سقوط البطل الفجائي نتيجة ثقته الزائدة بنفسه والتي تزيد عن حدود المعقول، وصدمته بالإمكانات المتاحة.
حتى الآن لم تستفد أميركا من مفهوم المشابهة، واستحضار التجارب التي استنسختها في أكثر من مكان، حيث تخونها الذاكرة والحظ، ويخيب رجاؤها بالأدوار والممثلين وكتّاب السيناريو، ولم تدرك حتى الآن أن ألاعيبها باتت مكشوفة ولن تنطلي على أحد، ولكن ما يؤرقنا أن المسرحية التي تسعى الولايات المتحدة لعرضها سيكون ضحاياها سوريين، وهذا ما يضيف للآلام التي نعانيها ألماً، والمآسي مأساة، كما نعلم تماماً أنها لن تحقق أي نتيجة ترجوها في نتيجة الحرب، ما خلا المزيد من عمليات قتل السوريين الممنهجة.
فبأي وجه سوف تفسر أميركا مسرحياتها وأعمالها العدوانية للعالم، وهي تعي أكثر من غيرها أن النتائج محسومة لمصلحة سورية، وأن كل ما فعلته حتى الآن لن يتوّج إلا بالفشل والهزيمة، حتى لو اقترنت متتالياتها الدرامية بسلوكيات حركية أخرى وأفعال شيطانية تفوق سابقاتها تخطيطاً وتنفيذاً؟
على المسرح السوري لا تقف واشنطن وحدها، فهناك فرنسا وبريطانيا و”إسرائيل” والسعودية وتركيا وأولئك ضالعون بتلك الجرائم، والهدف استخدامها في كل مرة كذريعة للاعتداء والتآمر، وتأجيج الرأي العام ضد الحكومة السورية، ومحاولة تسخير ذلك على المنابر الدولية لتحصيل بعض الأهداف التي أخفقوا طوال السنوات الماضية بالتقاطها، وهم يعلمون تماماً أن سورية لم تعد تملك شيئاً من السلاح المزعوم، وتخلصت منه بمعرفة المجتمع الدولي، ولم تستخدمه أصلاً حتى عندما كان بحوزتها.
الانتقال من نصر لآخر عنوان المرحلة المقبلة، ولن يبقى الإرهابيون كثيراً في المناطق التي يوجدون فيها، ومسألة التخلص منهم باتت في خطواتها الأخيرة، في خطوة لإعلان النتائج النهائية، وخاصة أن الساحات المتبقية سوف تُفتح تباعاً أو بالتوازي، ومن بقي من ممثلين وكومبارس وأدوات سيضطرون للبحث عن أعمال مختلفة في أماكن أخرى، ليعلموا بعدها أنهم كانوا معلقين بحبال غربية رثّة.
المصدر : الثورة
إضافة تعليق جديد