مشكلة مكب نفايات قرية البصة في اللاذقية لا تجد الحل
أصبح مكب البصة حديث الشارع السوري في مواقع التواصل الاجتماعي لما يثيره من مشاكل صحية واجتماعية لحياة السكان في مدينة اللاذقية على مدار السنوات السابقة.
يقع مكب البصة على أطراف قرية البصة الزراعية جنوب شرق مدينة اللاذقية على بعد 15 كم من مركز المدينة، حيث ترمى القمامة لمدينة اللاذقية وضواحيها على امتداد 3 كم على شاطئ البحر المتوسط بين نهري الكبير الشمالي والصنوبر، على ارتفاع يصل إلى 3-4 أمتار من مستوى اﻷرض، ويقدر إجمالي كمية النفايات غير المطمورة بحدود مليون طن بمساحة تقدر حاليا ب100 هكتار، حسب دراسة أجرتها الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "جايكا".
بدأ استخدام مكب البصة منذ عام 1970، حيث كانت تلقى النفايات بدون تغطيتها بالتربة وبدون قيام بلدية المنطقة بأي عمل منظم في هذا المكب مما أدى إلى تفاقم مشكلة التلوث البيئي في منطقة المكب.
مر وقت طويل، وبات خطر المكب أكبر بعد تضاعف عدد سكان اللاذقية في العشر سنوات الأخيرة نتيجة الحرب والتدفق الكبير للمهاجرين إليها من المناطق المنكوبة، حيث تقدر كمية النفايات الواصلة إلى المكب بـ أكثر من ألف طن من الريف والمدينة يومياً.
وقال أحد سكان القرى المحاذية لقرية البصة عند السؤال عن الوضع في منطقة المكب: "لم يعد الوضع مقبولاً، حيث يتوجب علينا إغلاق النوافذ والأبواب بسبب الروائح الكريهة التي تحملها أخف نسائم الصيف، وأن هذا الوضع السيء يثير سخط واستياء أهالي قرية البصة، خصوصاً أنه يتم حرق النفايات غير المطمورة بشكل يومي لإتاحة المجال لوضع المزيد غيرها على حد قولهم، مناشدين الجهات المعنية بحل هذه المشكلة التي تؤثر على صحتنا وصحة أطفالنا".
المهندسة الزراعية صبا غضبان الخبيرة في مجال البيئة قالت: "إن قرية البصة والقرى المجاورة لها تتحول في كل صيف إلى بؤرة حشرات طائرة وزاحفة، إضافة إلى كمية الغازات السامة الكبيرة المنبعثة من أول وثاني اوكسيد الكربون وغيرها من نتيجة موجات الحر وما تسببه من حرائق تندلع بشكل يومي تقريبا في منطقة المكب".
وتابعت قائلة: "من وجهة نظري الشخصية كباحثة في مجال الآفات البيئية انه اذا لم تكن هناك نية حقيقة لحل هذه المشكلة أتمنى أن يتم وضع خطة فعالة من أجل الاستفادة من غاز الميثان المنبعث و جمعه عن طريق مخمرات حيوية ثم ضخه للبيوت القريبة من المكب كـ رد جميل لأهالي المنطقة على حد تعبيرها و استخدامه لأغراض الطبخ أو التدفئة، أو إيجاد طرق فعالة من اجل توليد الكهرباء منه مثلا".
وأردفت: "سيترتب في هذه الحالة الكثير من النتائج الايجابية مثل الحد من زيادة تلوث الهواء في البصة و القرى المجاورة والتخفيف قدر المستطاع من آثار التلوث على مياه البحر (كون موقع المكب ملاصق لواجهة بحرية) وتقليل كمية المواد السامة المخزنة مع المياه الجوفية (التي تصل لها عبر طبقات التربة) وتخفيف الضرر الحاصل في الأراضي الزراعية وحماية المحاصيل من الحشرات والأوبئة والجرذان المتوافدة من منطقة المكب إلى الأراضي الزراعية والتي قللت من انتاجيتها كثيرا بسبب اتلافها للمزروعات الزراعية وأكلها، وبالتالي لن يضطر البعض لترك منازلهم و الانتقال لمكان آخر بسبب السموم المنتشرة من المكب".
وفي اتصال مباشر مع الطبيب الأخصائي في مشفى تشرين الجامعي في اللاذقية د. رامي اسماعيل قال : "إن الآثار السلبية للمكب تؤدي إلى زيادة تواتر حدوث نوبات الربو عند البالغين والأطفال خاصة بسبب غازات أول أوكسيد الكربون، وبالتالي زيادة معدل حدوث الصدمات التحسسية".
وتابع قائلا: "إن تعرض الحوامل للغازات يزيد من احتمال إصابة حديثي الولادة بالربو، والأهم من ذلك العلاقة المباشرة لتأثير هذا التلوث البيئي على ارتفاع حالات السرطان وخاصة سرطانات الرئة".
وفي النهاية نظرا للمخاطر الناجمة عن هذه المشكلة يجب ايجاد حل سريع للحد من تأثثيرها السلبي على الصحة والمجتمع وعدم تفاقمها.
سبوتنيك
إضافة تعليق جديد