مصر: إحراق المقر الرئيسي لـ«الإخوان»، ومرسي يطيل أمد الأزمة: حوار مشروط ورفض تأجيل الاستفتاء
سعى الرئيس المصري محمد مرسي إلى كسب الوقت بما يسمح بالخروج من الأزمة السياسية القائمة وفق شروط تيار الإسلام السياسي، إذ وجّه دعوة للمعارضة الوطنية والقوى الثورية إلى «حوار شامل» بشروط مسبقة أبرزها الإصرار على إجراء الاستفتاء على مسودة الدستور الجديد، رافضاً في الوقت ذاته التراجع عن الإعلان الدستوري الأخير، في ما عدا وعداً ملتبساً بالتخلي عن المادة السادسة من هذا الإعلان، والتي تمنحه صلاحيات مطلقة بذريعة «حماية الثورة»، ومحدداً سقف الحوار باستكمال تشكيل مجلس الشورى، ومناقشة قانون الانتخابات المقبلة، ووضع خريطة طريق لما بعد الاستفتاء المقرر في الخامس عشر من كانون الأول الحالي.
لكن الأخطر في خطاب مرسي، كان في ما تضمنه من تهديدات مباشرة وجهها ضد من أسماهم «مندسين ينتسبون أو ينسبون أنفسهم إلى القوى السياسية»، ما أثار مخاوف في أوساط شباب الثورة من احتمال أن يكون ذلك مقدمة لقمع المعارضين، وإن كان الرئيس المصري قد أصر على التمييز بين»السياسيين والرموز الوطنية المعترضة على بعض المواقف والتصرفات السياسية ومسودة الدستور»، وبين الذين «ينفقون أموالهم الفاسدة لحرق الوطن وهدم بنيانه».
وقال مرسي، في خطاب بثه التلفزيون المصري ليل أمس، إن «الأصل هو أن يتم حل الأمور بالحوار، وأن يتم الوصول إلى كلمة سواء تحقق مصلحة الوطن بالنزول على إرادة الشعب التي كنا نحلم طويلاً جميعاً بعد سنين من التهميش والقهر والظلم والفساد وتزوير الانتخابات واستخدام كل أنواع البلطجة من قبل نظام سقط برموزه ولن يعود».
وأضاف «لا بد أن نقف جميعا على إرادة هذا الشعب ومصلحته، وهذه المصلحة لا يحققها العنف، وتلك الإرادة لا تعبّر عنها التجمعات الغاضبة، وإنما بالحكمة والسكينة اللتين تمنحان الفرصة لاتخاذ القرار الصائب الذي تنزل فيه الأقلية على رأي الغالبية، ويتعاونان معاً في تحقيق المصلحة الوطنية العليا، متجاوزين المصلحة الخاصة والتعصب للرأي أو الحزب أو الطائفة».
وقال مرسي «إننا وإن كنا نحترم حق التعبير السلمي، فلن أسمح أبداً بأن يعمد أحد بتدبير ليل إلى القتل والتخريب وترويع الآمنين والدعوة إلى الانقلاب على الشرعية القائمة على الخيار الحر لشعب مصر العظيم». وأضاف أن «المتظاهرين السلميين اعتدي عليهم من قبل مندسين اعتداءً صارخاً ومرفوضاً باستخدام السلاح وهذا هو الجديد في الأمر».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد