مصر: "الإخوان المسلمون" يحاورون الحكومة
أعلن التلفزيون الرسمي المصري أن جماعة "الإخوان المسلمون" المعارضة المحظورة قد وافقت على المشاركة في الحوار الوطني.
وأضاف التلفزيون نقلا عن الجماعة المذكورة قولها "إن دخول الإخوان الحوار يأتي "التزاما منهم بمصالح الأمة، إذ لا أطماع لهم في الرئاسة، وهم يقفون ضد أي تدخل أجنبي في الشأن المصري".
وقال بيان صادر عن الحركة إن الإخوان "مصرون على مطالب ملايين المتظاهرين، وعلى رأسها تنحي رئيس الدولة عن الحكم، ومحاكمة المسؤولين عن إراقة الدماء في المظاهرات السلمية، والإلغاء الفوري لحالة الطوارئ، وتشكيل حكومة وطنية انتقالية تتولَّى السلطة التنفيذية".
من جانبه، قال عصام العريان، القيادي البارز في الحركة: "إن الجماعة قررت الدخول في جولة حوار مع نائب الرئيس المصري عمر سليمان بهدف التعرف على جدية المسؤولين إزاء مطالب الشعب المصري ومدى الاستعداد للاستجابة لهذه المطالب".
يُشار إلى أن حركة "الإخوان المسلمون" كانت قد أعلنت قبل أيام رفضها الدخول في أي حوار مع السلطات المصرية قبل تنحي الرئيس حسني مبارك عن السلطة، والإستجابة لكافة مطالب المتظاهرين المصريين الأخرى.
في غضون ذلك، نأت وزارة الخارجية الأمريكية بنفسها عن التصريحات التي أدلى بها السبت فرانك ويزنر، مبعوث الرئيس الأمريكي إلى مصر، وقال فيها إنه لا بد من بقاء مبارك على سدة الحكم خلال الفترة الانتقالية بغية ضمان إجراء التحوُّل المطلوب إلى نظام ديمقراطي في البلاد.
ففي تصريح أدلى به إلى مراسلة بي بي سي في واشنطن، وفاء جباعي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، بي جي كراولي: "إن تصريحات ويزنر تعبِّر عن وجهة نظره الشخصية فقط".
وأضاف كراولي قائلا: "إننا نبدي احتراما كبيرا لفرانك ويزنر، ونكبر فيه استعداده للسفر إلى مصر الأسبوع الماضي. بيد أنه لم يعد يواصل القيام بأي صفة رسمية بهذا الصدد بعد تلك الرحلة. كما أنه لم ينسق تصريحاته الأخيرة مع الحكومة الأمريكية".
وكان ويزنر قد قال في وقت سابق السبت "إن هنالك ثمة حاجة إلى وجود إجماع وطني في مصر على اشتراطات الخطوة القادمة للتحرك إلى الأمام".
ففي كلمة له عبر الفيديو وجهها من واشنطن، خاطب ويزنر مؤتمر الأمن المنعقد في ميونيخ السبت قائلا: "إن مخاطر اندلاع العنف لا تزال محدقة بمصر، وإن كان هنالك في الوقت نفسه ثمة إشارات إلى أن البلاد تتحرك باتجاه حل سلمي للأزمة".
وتعليقا على التقارير التي تحدثت عن إمكانية دعم البيت الأبيض لمبارك أو لسليمان، قال المعارض المصري البارز محمد البرادعي في مقابلة أجرتها معه وكالة رويترز للأنباء عبر الهاتف: "إن كان ذلك صحيحا، فسيكون بمثابة كارثة كبرى".
وقال البرادعي إنه يأمل بأن يجري نقاشا "يفضل أن يكون قريبا" مع رئاسة أركان الجيش المصري حول "عملية انتقال السلطة من دون إراقة دماء".
ففي مقابلة مع مجلة دير شبيغل الألمانية، قال البرادعي إنه يرغب في أن يجري نقاشا مع قادة الجيش، "ومن الأفضل أن يكون ذلك في أقرب وقت ممكن لكي ندرس كيفية الوصول إلى عملية انتقالية من دون إراقة دماء".
كما جدد دعوته لمبارك بالاستقالة في أقرب وقت ممكن، قائلا: "سيكون هناك بالتأكيد بلد عربي لاستقباله، وسمعت حديثا عن البحرين".
في غضون ذلك، اتصل نائب الرئيس الأمريكي، جوزيف بايدن، بنظيره المصري، عمر سليمان، السبت وشدد له على ضرورة وضع برنامج إصلاح ملموس وجدول زمني واضح لإجراء التغييرات الضرورية في البلاد.
بدورها قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن الشرق الأوسط سيكون في مهب "عاصفة جبارة" من القلاقل.
وأضافت قائلة إنه من واجب قادة المنطقة العمل بسرعة على تحقيق وتفعيل إصلاحات ديمقراطية حقيقية، أو مواجهة احتمالات المزيد من عدم الاستقرار.
وخاطبت كلينتون مؤتمر الأمن في ميونخ قائلة: "إن المنطقة تتعرض لعاصفة جبارة من التحولات القوية، وهو ما دفع المتظاهرين للخروج إلى شوارع تونس والقاهرة ومدن أخرى في أنحاء المنطقة، وبات أمر الإبقاء على الأوضاع الراهنة خيارا غير قابل للاستمرار".
وفي تطور آخر، أعلن التلفزيون المصري السبت عن استقالة أعضاء هيئة المكتب السياسي للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، بما في ذلك صفوت الشريف، الأمين العام للحزب، وجمال مبارك، رئيس لجنة السياسات في الحزب ونجل الرئيس الذي كانت قد جرت خلال الفترة السابقة تكهنات كثيرة بشأن احتمال توريثه الحكم.
كما تم الإعلان أيضا عن تعيينات جديدة في الهيئة شملت تعيين حسام بدراوي أمينا عاما للحزب، بدلا من الشريف، على أن يشغل في الوقت نفسه منصب أمين لجنة السياسات التي كان يرأسها جمال مبارك.
وعرف حسام بدراوي، وهو طبيب ورجل أعمال، بانتقاداته الحادة للسياسات السابقة للحزب الوطني، الأمر الذي جعل كثيرا من المراقبين يفسرون تعينه على أنه محاولة لتهدئة المعارضة.
وكان بدراوي عضوا في لجنة سياسات الحزب، بيد أنه ظل يحتفظ بعلاقات جيدة مع العديد من شخصيات المعارضة نظرا لما كان يبديه من آراء تؤيد إجراء انفتاح سياسي أكبر في البلاد.
كما جرى أيضا تعيين محمد عبد الله أمينا عاما مساعدا وأمينا للجنة الإعلام في الحزب.
وفي حديث لـ بي بي سي بُعيد تعيينه، قال عبد الله: "إن هذه التغييرات تقطع الطريق أمام التشكيك بقضية ترشُّح جمال مبارك لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة".
وأضاف: "إن هذه التغييرات تعني أن لكل مرحلة ظروفها ولكل مرحلة رجالها، والمجموعة السابقة مجموعة أدت دورها كاملا، لكنها ارتأت ان تقدم استقالتها".
وقال عبد الله: "إن جمال مبارك أنشأ المجلس الأعلى، أو لجنة السياسيات، وتولاها الآن الأمين العام، وبذلك يكون قد وضع حدا نهائيا لكل محاولات التشكيك في أنه ينوي في هذه المرحلة الالتفاف حول فكرة الترشيح".
وكانت هيئة مكتب الحزب الوطني الحاكم تضم إضافة إلى صفوت الشريف وجمال مبارك كلا من علي الدين هلال، أمين الإعلام، وأحمد عز، أمين التنظيم الذي استقال قبل بضعة أيام من الحزب، وزكريا عزمي، رئيس ديوان رئاسة الجمهورية، ومفيد شهاب، وزير المجالس النيابية والشؤون الدستورية.
وفي أول رد فعل من قبل الإدارة الأمريكية على هذه الاستقالات، أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، تومي فيتور أن "استقالة أعضاء هيئة المكتب السياسي في الحزب الوطني الحاكم في مصر تشكل خطوة إيجابية نحو تغيير سياسي ضروري، ونحن ننتظر القيام بمبادرات إضافية".
وكانت وسائل الإعلام المصرية الرسمية قد أعلنت أن الرئيس مبارك اجتمع بالفريق الاقتصادي في الحكومة الجديدة، وذلك في محاولة على ما يبدو لإعادة تسيير الاقتصاد الذي أُصيبت عدة جوانب فيه بالشلل بفعل الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.
ولم تذكر وكالة الشرق الأوسط الحكومية للأنباء، التي نقلت النبأ، شيئا عن جدول أعمال الاجتماع، لكنها قالت إن مبارك اجتمع مع رئيس الوزراء، ووزير النفط، ووزيرة التجارة والصناعة، ووزير المالية، ومحافظ البنك المركزي.
ويقول مراسل البي بي سي ان العديد من المصريين بدأوا يقلقون بشأن خسارتهم لأجورهم، وما ينتج عن ذلك من تعثر لسير حياتهم اليومية، بسبب الاضطرابات.
إلى ذلك واصل المتظاهرون اعتصامهم في ميدان التحرير وسط القاهرة، ودخلت احتجاجاتهم يومها الثالث عشر، مؤكدين عزمهم على تنظيم تظاهرات ثابتة أيام الأحد والثلاثاء والجمعة "حتى إسقاط الرئيس مبارك".
وقال مراسل بي بي سي في القاهرة إن الآلاف من المحتجين لا يزالون معتصمين في ميدان التحرير، على الرغم من تساقط الأمطار وتزايد برودة الجو في القاهرة.
تواصل الاحتجاجاتعلى الصعيد الميداني، واصل المتظاهرون اعتصامهم في ميدان التحرير وسط القاهرة. فمع دخول الاحتجاجات يومها الثالث عشر، أكد المتظاهرون عزمهم على تنظيم تظاهرات ثابتة أيام الأحد والثلاثاء والجمعة "حتى إسقاط الرئيس مبارك".
وقال مراسل بي بي سي في القاهرة إن الآلاف من المحتجين لا يزالون معتصمين في ميدان التحرير، على الرغم من تساقط الأمطار وتزايد برودة الجو في القاهرة.
وقال جورج إسحاق، أحد الناشطين المعارضين، إن هناك بيانا تم الاتفاق عليه مع الشباب من قادة الاحتجاجات يقضي بإبقاء الاعتصام في ميدان التحرير بوسط القاهرة بأعداد أقل من الموجودة حاليا، وتنظيم مظاهرات مليونية يومي الثلاثاء والجمعة من كل اسبوع، بهدف تسهيل الحياة اليومية.
وقال إن الشباب المتظاهرين دعوا المواطنين إلى العودة إلى أعمالهم والاهتمام بشؤون حياتهم اليومية، على الرغم من تواصل الاحتجاجات.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد