مصر:تواصل الاعتصام في ميدان التحرير واحتجاب صحف ومحطات

تواصل صباح أمس اعتصام القوى والأحزاب الثورية المصرية في ميدان التحرير وسط القاهرة لليوم العاشر على التوالي وجابت مسيرات لبعض المتظاهرين ميدان التحرير رددوا فيها بعض الهتافات المطالبة باسقاط الرئيس المصري محمد مرسي وحكم المرشد وجماعة الإخوان المسلمين.

وأكد المعتصمون بالميدان استمرارهم في الاعتصام حتى تتحقق مطالبهم بالكامل وابرزها إسقاط الإعلان الدستوري الجديد ووقف الاستفتاء على مسودة الدستور الحالية وإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية لكتابة دستور البلاد بشكل متوازن يضمن إصدار دستور يعبر عن كل المصريين.

وواصل المعتصمون إغلاق كل المداخل المؤدية إلى الميدان حيث قاموا بوضع الحواجز المعدنية والأسلاك الشائكة بمداخل الميدان أمام المتحف المصري وشوارع طلعت حرب والفلكي ومحمد محمود.

من ناحية اخرى شهد محيط قصر الاتحادية صباح أمس انتشارا لعربات الامن المركزي واقامة حواجز من الاسلاك الشائكة على اطراف القصر قبل زحف عدد من القوى السياسية والثورية المعتصمة بميدان التحرير في مسيرات سلمية دعت إليها الليلة قبل الماضية إلى القصر لتأكيد رفض الإعلان الدستوري ورفض الاستفتاء على مشروع الدستور.

ومع استمرار خطوات الاحتجاج على الاعلان الدستوري الذي اصدره مؤخرا مرسي والرفض الشعبي لمشروع الدستور الذي حدد يوم الخامس عشر من الشهر الجاري موعدا للاستفتاء عليه قررت 11 صحيفة مصرية يومية حزبية ومستقلة الاحتجاب الثلاثاء عن الصدور احتجاجا على انتهاك الحريات ومصادرة حرية الرأي والتعبير وعدم الوفاء بالحد الأدنى لما أقرته دساتير مصر السابقة كما قررت ثلاث قنوات فضائية تسويد الشاشة يوم الأربعاء القادم تصعيدا للاحتجاجات.

وأقر رؤساء التحرير وممثلو الفضائيات في الاجتماع الذي دعت إليه اللجنة الوطنية للدفاع عن حرية الرأي والتعبير بالإجماع الحجب وتسويد الشاشات ورفض الإعلان الدستوري الذي يعتبرونه انقلاباً على أهداف الثورة وعدم الاعتراف بالدستور وإعلان التضامن مع القضاة.

ويأتي قرار الصحف بالاحتجاب تنفيذا لقرار مجلس نقابة الصحفيين والذي أصدره كخطوة إيجابية فى مواجهة استمرار تجاهل الجمعية التأسيسية لمطالب الصحفيين كخطوة أولى تتبعها خطوات تصعيدية ..والصحف التي ستحتجب هي اليوم السابع والمصري اليوم والتحرير والوطن والصباح و الشروق والوفد والأهالي والأسبوع والأحرار والفجر كما وافقت قنوات اون تي في ودريم وسي بي سي تسويد شاشاتها.

إلى ذلك دعت القوى الوطنية والحركات الثورية والأحزاب المعتصمة بالميدان إلى المشاركة اليوم الثلاثاء في المسيرات الحاشدة إلى قصر الاتحادية لما أطلقوا عليه مليونية الإنذار الأخير لإعلان رفض الإعلان الدستورى وطرح دستور غير توافقي للاستفتاء عليه.

وحددت القوى في بيان لها أمس خريطة تلك المسيرات ومكان الالتقاء ثم استكمال المسيرة إلى قصر الاتحادية كما دعت إلى الاحتشاد بميدان التحرير مع استمرار الاعتصام فيه.

من جهة أخرى أكد حزب الكرامة استمرار اعتصامه بميدان التحرير مع باقي القوى الوطنية وتأييده الكامل للقرارات التي شارك فيها أمس الأول في اجتماع جبهة الإنقاذ الوطني في الوقت الذي حددت القوى السياسية المعتصمة بالميدان خط سير المسيرات التي سوف تقوم بها إلى قصر الرئاسة اليوم الثلاثاء.

وأضاف حزب الكرامة في بيان له أمس "أنه سوف يحتشد بمسيرة يوم الثلاثاء تنطلق في الثالثة عصراً من أمام جريدة الكرامة إلى ميدان التحرير وستكون تعبيراً عن رفض الإعلان غير الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي ورفض الجمعية التأسيسية غير الشرعية لكتابة الدستور والدعوة للاستفتاء على الدستور".

ودعا الحزب الأعضاء المشاركين إلى أن تكون المشاركة سلمية تماما مع الالتزام بقرار جبهة الإنقاذ بأن تكون الوقفة أمام قصر الاتحادية لمدة ساعتين فقط ثم العودة بعد ذلك للميدان.

وأكد الحزب أنه على الرئيس مرسي أن يدرك أنه عندما يرفض القضاة والمحامون والإعلاميون والعمال والأحزاب وكل القوى الوطنية إعلانه الدستوري والدستور غير الشرعي فعليه أن يتأكد أنه على خطأ لأن مصر ومصالحها أكبر من أي فصيل سياسي.

من جهته دعا عمرو موسى المرشح الرئاسي السابق العضو المنسحب من الجمعية التأسيسية لوضع الدستور جموع الشعب المصري وكل القوى الوطنية للتوجه إلى ميدان التحرير وكل ميادين التحرير بمحافظات مصر للمشاركة في مليونية الإنذار الأخير المقرر تنظيمها الثلاثاء.

وقال موسى في بيان أصدره أمس: "إنه سيشارك صباح الثلاثاء في مؤتمر صحفي بمقر مركز إعداد القادة مع بقية الأعضاء المنسحبين من الجمعية التأسيسية لوضع الدستور لشرح كل البنود الخلافية التي وردت في مسودة الدستور التي دعا الرئيس محمد مرسي الشعب المصري للاستفتاء عليها يوم 15 الجاري".

وقال طارق تهامى عضو الهيئة العليا لحزب الوفد ورئيس اللجنة النوعية للشباب أن حزب الوفد سيشارك الثلاثاء في مليونية الإنذار الأخير المقرر تنظيمها بميدان التحرير وأن المسيرة ستنطلق من المقر الرئيسي للحزب بالدقي في الثالثة عصراً ويقودها الدكتور السيد البدوي رئيس الوفد ويشارك فيها قيادات الوفد وأعضاء الهيئة العليا الذين قرروا الانضمام للمسيرة عقب انتهاء اجتماعهم الطارئ المقرر انعقاده في الواحدة ظهراً بمقر الحزب.

واشار تهامي إلى إن شباب الوفد ملتزم بكل القرارات التي تصدر عن تنسيقية الميدان لمواجهة هيمنة جماعة الإخوان المسلمين على مفاصل الدولة المصرية من خلال إعلان دستوري باطل ومشروع دستور فاسد أصابه العوار وولد ميتا من رحم تأسيسية مشوهة.

بدوره انتقد الدكتور محمد البرادعي مؤسس حزب الدستور الاستفتاء المقرر إجراؤه على مسودة الدستور التي أعدتها الجمعية التأسيسية وقال: "في وجود رئيس محصن له صلاحيات مطلقة وغياب سلطة قضائية ومشروع دستور يؤسس للاستبداد يكون الاحتكام إلى الصندوق خديعة فاقدة للشرعية وديمقراطية زائفة".

ومن القرر أن تعقد الجمعية التأسيسية للدستور مؤتمراً صحفياً ظهر "الثلاثاء" للإعلان عن تفاصيل الفترة القادمة حتى موعد الإستفتاء على الدستور في 15 الجاري.

وفي خطوة مخالفة لما أعلن عنه نادي قضاة مصر أمس الأول برفض المشاركة في الإشراف على الاستفتاء على الدستور ومقاطعته قرر المجلس الخاص لمستشاري مجلس الدولة الموافقة على اشتراك قضاة ومستشاري مجلس الدولة في عملية الإشراف على الاستفتاء على مسودة الدستور الجديد لمصر.

كما وافقت هيئة النيابة الإدارية على اشتراك مستشاري النيابة الإدارية في عملية الإشراف على الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد لمصر.

من جهته طالب العالم المصري الدكتور فاروق الباز الرئيس المصري محمد مرسى بالتراجع عن موقفه الخاص بالإعلان الدستوري الأخير داعيا التيارات السياسية في مصر المناهضة لجماعة الإخوان المسلمين والقوى الإسلامية إلى البدء بالعمل الفوري والدؤوب لخوض الانتخابات القادمة لمنع أخونة مصر.

ورأى الباز الذي يشغل منصب مدير مركز تطبيقات الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن الأميركية في تصريح صحفي نقلته صحيفة اليوم السابع المصرية ان الخروج من المأزق السياسي الذي تشهده الساحة السياسية المصرية حاليا لا يكون إلا بالحوار بين كل الأطراف مشيرا إلى أن الغوغاء الحالية تزيد الاحتقان وتهز الاقتصاد وتقضي على السياحة بالكامل في مصر.

وأكد الباز أن الديمقراطية تزدهر في الحكم المدني مشددا على وجوب أن يسمح هذا الحكم بحرية التعبير مهما كانت اللغة أو الظروف نظرا لان الحرية هى أول مبادئء الديمقراطية.

بدوره أكد عمرو موسى عضو اللجنة العليا لجبهة الانقاذ الوطني في مصر ان القوى الوطنية لن تتراجع او تتنازل عن موقفها المطالب بدستور وطني موضحا ان الجبهة ستصدر في وقت لاحق بيانا تعلن فيه موقفها من الاستفتاء على الدستور.

إلى ذلك قرر أعضاء هيئة تدريس كلية الحقوق في جامعة القاهرة تعليق تدريس القانون بالكلية بسبب " سقوط دولة القانون "بعد منع القضاء من ممارسة عمله من قبل متظاهرين موالين للأخوان والرئيس محمد مرسي أمام المحكمة الدستورية.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الدكتور أحمد البرعي عضو هيئة التدريس بالكلية وهو وزير سابق للقوى العاملة وأستاذ للقانون قوله إن "أعضاء هيئة التدريس قرروا تعليق تدريس القانون بسبب سقوط دولة القانون" معتبرا أنه لم يعد هناك حاجة لتدريس القانون في مصر بعد القرارات الأخيرة الباطلة للرئيس مرسي وبعد محاصرة الآلاف من المتظاهرين الموالين له للمحكمة الدستورية ومنعها من الاجتماع ونظر دعوى حل الجمعية التأسيسية للدستور ومجلس الشورى.

ووافق مجلس القضاء الأعلى على إشراف القضاة على الاستفتاء العام المقرر إجراؤه في مصر هذا الشهر على مشروع الدستور الجديد.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن المجلس قوله في بيان: "إنه قرر الموافقة على ما انتهت اليه أمانة المجلس بندب القضاة وأعضاء النيابة العامة للإشراف على الاستفتاء بلجان المحافظات واللجان العامة والفرعية".

ومن المقرر أن يجري الاستفتاء في الخامس عشر من كانون الأول الجاري.

وكان نادي القضاة حث أعضاءه أمس الأول في قرار غير ملزم على عدم الإشراف على الاستفتاء احتجاجا على الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي وحصن به القرارات والقوانين التي أصدرها ويصدرها من الطعن أمام القضاء.

المصدر: وكالات