منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تلتف على فضيحة تقريرها المفبرك بشأن حادثة دوما المزعومة
مرهف المير محمود:
اليوم كانت سوريا الحاضر الأكبر في المؤتمر الرابع والعشرين لمنظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية ...
كما كان متوقعاً لم تعتذر المنظمة عن فضيحة تقريرها المفبرك بشأن حادثة دوما المزعومة (9 نيسان 2018) ..
المدير العام للمنظمة فرناندو أرياس استخدم الأسلوب التالي للالتفاف على الفضيحة وقال:
خلال إعداد التقرير تكون هناك وجهات نظر مختلفة، لكن التقرير النهائي يصدر على أساس حقائق وليس وجهات نظر، وإذا كانت هناك وجهات نظر يتم تداولها في المنتديات العلنية فأنا أؤكد:
تأييدي التام للاستنتاجات المحايدة والمهنية التي توصلت إليها لجنة تقصي الحقائق ...
هذا الموقف أيده ممثلا أستراليا والاتحاد الأوروبي خلال كلمتهما ...
للتذكير فإن العدوان الثلاثي (الأمريكي البريطاني الفرنسي) وقع في 18 نيسان 2018 .. بينما تم تسليم التقرير في بداية آذار 2019 .. طبعاً هذه مفارقة لها دلالاتها لمن يفكر قليلاً ....
الحكومة السورية رفضت التقرير في حينها واعتبره فضيحة لتجاهله الكثير من الحقائق .. ولكن كالعادة روج الإعلام للتقرير ولم يفكر أحد في تفنيد التقرير ... والآن عاد الحديث عن الفضائح والفبركة لأن الفضيحة أتت من داخل المنظمة.
ميثاق المنظمة يقول إنها منظمة فنية .. ومهمتها تنحصر في تأكيد استخدام أسلحة أو مواد كيماوية من عدمه ... ليس من مهام المنظمة تحديد المسؤولين ...
لهذا السبب فكرت المنظمة بآلية جديدة تعطيها سيفاً جديداً تسلطه على رقاب من يخرج عن الإرادة الأمريكية والغربية ... والنتيجة كانت تشكيل ما يسمى فريق التقصي وتحديد المسؤولين (Investigation and Identification Team) في حزيران 2018 .. وتم تسليم التقرير له لمتابعته وتحديد المسؤولين عن استخدام المواد الكيميائية المزعومة في دوما (وسبع حالات أخرى) بحسب كلام المدير العام فرناندو أرياس ...
طبعاً تشكيل مثل هذا الفريق لقي رفضاً من قبل العديد من الدول الأطراف في المنظمة، وعلى رأسها سوريا وروسيا وإيران والصين ... ولكن لأول مرة يتم اتخاذ قرار بدون الإجماع وتم تشكيل الفريق ...
المدير العام اشتكى في كلمته من أن الحكومة السورية لا تمنح تأشيرات دخول لهذا الفريق .. وطالبها مع مندوب الاتحاد الأوروبي ومندوب أستراليا بالسماخ له بالدخول للتحقيق في سوريا ...
هذه المطالبة بحد ذاتها وقاحة ... لكن عندما يضيف بأن الفريق، وبرغم عدم السماح له بدخول سوريا، فهو يقوم بمهامه من خارج سوريا ويعمل على جمع العينات والمعلومات لتحديد المسؤولين .. هذه وقاحة الوقاحة ...
ما حصل اليوم هو مشهد متكرر رأيناه حتى الملل في مجلس الأمن الدولي وفي الكثير من المؤتمرات والمنابر ...
ما حصل اليوم يؤكد المؤكد بأن ما يسمى بالمنظمات الدولية ليست سوى أدوات تستخدم ضد الدول "المغضوب عليها أمريكياً وغربياً" ... طبعاً أمريكا والغرب ليسوا بحاجة إلى ذرائع أو تبريرات (العدوان وقع قبل التقرير) .. وهذا رأينا في العراق وسوريا وليبيا ولبنان واليمن ... إلى آخر القائمة ...
لكن على ما يبدو فإن هذه المنظمات الدولية ستفقد دورها عما قريب ... حتى وكالة الأونروا التي لعبت دوراً في الغطية على الجريمة الإسرائيلية الغربية الأمريكية سينتهي دورها قريباً ...
الآن عصر منظمات الـ NGOs .. والدليل أنه في مقدمة المؤتمر كانت هناك مطالبة بإشراك هذه المنظمات في عمل ومؤتمرات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وهو ما اعترض عليه المندوب السوري والروسي ...
للتذكير: من بين المتحدثين اليوم كانت إيران الوحيدة التي نوهت إلى ضرورة إجبار إسرائيل بأن تنضم إلى المنظمة وتتخلى عن ترسانتها الهائلة من الأسلحة الكيميائية ...
إضافة تعليق جديد