نتائج مؤامرة إذكاء العداوة بين الأيزيديين والعرب السنة في العراق

الجمل : "مؤامرة إذكاء العداوة بين الأيزيديين والعرب السنة في العراق" عنوان المقالة المنشورة في أرشيف موقع الجمل بتاريخ 3 / 9 / 2007 ونرى في إعادة نشرها إضاءة على الأحداث الجارية ضد الإيزيديين في العراق اليوم :

 قام أتباع الطائفية الايزيدية في العراق، بإحياء أحد أهم طقوسهم المقدسة، وهو الاحتفال بـ(عيد الشف برات)، الذي يصادف سنوياً ليلة 14/15 من شهر شعبان، ويتغير موعده كل عام بفارق 10 إلى 11 يوماً بسبب الاختلاف بين نظام التقويم الشمسي والتقويم القمري.. وتفيد المعلومات القادمة من محافظة نينوى العراقية بأن احتفال الطائفة الايزيدية تم هذه المرة تحت إجراءات أمنية مشددة، بسبب التفجيرات التي ظلت تتعرض لها مناطقهم الواقعة في قضاء سنجار، وعلى وجه الخصوص بعد الانتقام الذي تعرض له الايزيديين من جراء قيامهم بقتل فتاة ايزيدية رجماً بالحجارة أمام المارة بسبب اعتناقها للدين الإسلامي وزواجها من شاب مسلم.
يقوم الايزيديون بإجراء طقوسهم الاحتفالية الدينية في معابدهم الموجودة في منطقة قضاء سنجار، وعلى وجه الخصوص (معبد لالش) الذي يمثل المعبد الرئيسي، والذي يقع في منطقة شيخان الموجودة على بعد 50 كيلومتراً شمال مدينة الموصل العراقية.
يقول الشيخ (بيشام) عضو المجلس الروحاني الايزيدي بأن الطائفة الايزيدية تتعرض في الوقت الحالي الى كارثة أمنية خطيرة تهدد بالقضاء عليها.
العيد الذي احتفل به الايزيدون (أي عيد الشف برات) هو عيد ظل الايزيديون يحيون طقوسه حتى الصباح وذلك لأنهم يعتبرون ليلة هذا العيد ظهور (الشيخ حسن) التي جاء فيها بغد أن غاب ست سنوات عن قومه حاملاً الوصايا والتعاليم الدينية.
أما (بابا جاويش) وهو المسؤول عن خدمة (معبد لالش) فيقول بأن رجال الدين الايزيديون يتوجهون هذه الليلة إلى معبد لالش من أجل أداء المراسم الدينية الخاصة بالعيد، وذلك بحضور كامل المجلس الروحاني الايزيدي، والذي يترأسه حالياً (بابا شيخ) الذي يمثل المرجع الديني الأعلى للطائفة الايزيدية، ويتجمع أبناء الطائفة الايزيدية داخل المعبد في هذه الليلة حيث يقومون بالمشاركة في مراسيم تلاوة الأدعية والأقوال الدينية وإنارة المصابيح.
تتضمن طقوس الاحتفال بليلة ظهور (الشيخ حسن) قيام ما يطلق عليه الايزيديون تسمية (القوالون) –أي الذين يقومون بالترتيل- بتلاوة الأقوال الدينية، وأيضاً تتضمن طقوس الطواف داخل المعبد على أنغام ما يعرف بـ(الدف والشبابا) المقدستين في الديانة الايزيدية.
أحداث العنف التي تعرضت لها المناطق الايزيدية بعد حادثة مقتل الفتاة، أدى إلى جرح وقتل أكثر من 800 شخص.
وهناك من يشير إلى تواطؤ سلطات الاحتلال الأمريكي في عمليات العنف الجارية حالياً في مناطق الايزيديين الموجودة بالقرب من الموصل، وذلك على أساس اعتبارات أن إشعال صراع إسلامي- سني- ايزيدي، يمكن أن يدفع الايزيديين (الذين ظلوا على الحياد في الصراعات العراقية الداخلية) إلى التحالف مع الحركات الكردية، بما يؤدي إلى المزيد من العداوة والكراهية بين الايزيديين والعرب السنة المجاورين لهم، وفي نهاية الأمر يتم ضم مناطق الايزيديين إلى إقليم (كردستان) العراقي.
الهدف الرئيسي من ضم مناطق الإيزيديين إلى (كردستان) العراقية هو اكتشاف وجود خامات (اليورانيوم) في هذه المناطق.. إضافة إلى المخزونات النفطية، إضافة إلى أن سيطرة الحركات الكردية على مناطق الايزيديين تمهد الطريق أمام الحركات الكردية المتحالفة مع أمريكا وإسرائيل من أجل السيطرة على منطقة الموصل، وتفريغها بالكامل من العرب السنة.
وعموماً، أياً كانت الأسباب والمسببات التي أشعلت العنف، فإن معطيات نظرية المؤامرة الجارية حالياً في المناطق الايزيدية لا تشير بشكل مؤكد إلى أن العرب السنة هم الذين يقومون باستهداف أبناء الطائفة الايزيدية، وذلك لأن المتمردين العرب السنة أكثر اهتماماً بشن الهجمات ضد القوات الأمريكية، ولا يخفى على أحد دور (الأيادي الخفية) الأمريكية في إشعال الصراع السني- الشيعي في العراق، وعلى الأغلب أن تكون الهجمات الجاري تنفيذها حالياً ضد الايزيديين من أجل تهجيرهم من ديارهم، أو دفعهم إلى الارتماء في أحضان الحركات الكردية المرتبطة بإسرائيل وأمريكا، هي اعتداءات بـ(فعل فاعل) يعرفه جيداً الجنرال الأمريكية (تويتي) قائد اللواء الرابع التابع للغرفة المجوقلة الأمريكية التي تتمركز حالياً في منطقة الموصل، وتمهيداً لترتيبات تسليم مسؤولية الأمن في المنطقة لقوات الـ(بشمركة) التابعة لـ(حكومة كردستان الإقليمية).