نزفت مدة أربع ساعات ولم ينقذها أحد
يقول المواطن علي ابراهيم إن زوجته (نجاح ملا رشيد) الحامل في نهاية شهرها السادس أصيبت بحالة نزيف يوم الأحد 2/8/2009 فأدخلها مباشرة إلى مشفى ريف دمشق التخصصي (مشفى دوما).
وفي اليوم الثالث من دخولها المشفى (الثلاثاء) 4/8/2009 أصيبت بنزف شديد إثر سقوطها عن السرير، وذلك حوالي الساعة الثامنة مساء، وبقيت مدة أربع ساعات تقريبا وهي تطالب بحضور طبيب دون أن يمد لها يد العون طبيب أو حتى ممرضة.
المريضة «نجاح» لم تستطع الاتصال بذويها لعدم وجود هاتف معها ولعدم سماح إدارة المشفى لمرافقتها بالدخول معها إلى قسم التوليد.
وبعد انتهاء الساعات الأربع سمح المعنيون في المشفى لمرافقة المريضة بالدخول إلى القسم، وعند ذلك اتصلت المرافقة بزوج المريضة وبالدكتور الخاص بالمريضة اللذين حضرا على الفور.
وإثر اطلاع طبيبها على حالة المريضة طلب إجراء عملية قيصرية لها على الفور خوفا من مضاعفات النزيف على حياتها وحياة الجنين..
وبناء على قرار وطلب الطبيب قام المشرف على قسم التوليد بالاتصال بالطبيب المناوب الموجود خارج المشفى نادر سامو وأخبره بحالة المريضة وبضرورة الحضور لإجراء العملية القيصرية فرد الدكتور سامو على مشرف القسم طالبا منه ابلاغ طبيبها الخاص غير المناوب تلك الليلة بإجراء العملية القيصرية لها..
في هذه الأثناء وبعد رفض الطبيب المناوب إجراء العملية، اضطر الزوج لإخراج المريضة على مسؤوليته الشخصية إلى مشفى خاص لإجراء العملية القيصرية، وتم ذلك بعد مرور ساعات على سقوط المريضة عن السرير وبدء حالة النزف، وكانت الساعة حوالي الثانية عشرة ليلاً.
د. وليد الشهابي وبعد أن أجرى لها العملية القيصرية في مشفى النور (خاص) لاحظ أن المشيمة كانت ببداية الانفكاك، وكان لابد من وضع الطفل في المنفسة ، في هذه الأثناء علم والد الطفل أن كلفة وضع الطفل في المنفسة حوالي 9000ل.س يوميا، وعلم كذلك أن الطفل قد يحتاج للبقاء في المنفسة مدة شهر كامل، مايعني أن عليه أن يدفع حوالي 270،000ل.س إذا بقي في مشفى النور.
ولأن الرجل (والد الطفل) لايملك هذا المبلغ قرر العودة بالجنين إلى مشفى دوما على الفور.
بعد وصول الوالد وطفله إلى مشفى دوما رفض طبيب الأطفال المختص استقبال الطفل بمبرر أنه قادم من مشفى خاص، وأن هذه أوامر رئيس القسم مع العلم أن الطبيب المختص أخبر ذوي الطفل بوجود منفسة شاغرة ولكنه لايستطيع إدخال الطفل إليها التزاما بالتعليمات.
بقي الطفل بين أخذ ورد والده والطبيب المختص حوالي 45 دقيقة خارج المنفسة، اضطر بعدها والده لإعادته إلى المشفى الخاص (النور) وبقي فيه حتى صباح اليوم التالي حيث حصل والده على موافقة مشفى دوما باستقباله بعد إجراء الوساطات المطلوبة وبعد ذلك بيومين توفي الطفل في مشفى دوما.
وبحسب رأي الطبيب وليد الشهابي فإن بقاء الطفل خارج المنفسة لمدة 45 دقيقة إثر الأخذ والرد بين والده والطبيب المختص بمشفى دوما أفقد الطفل فرصة الإنعاش الصحيح ومن ثم الأمل بالحياة.
وحين سألنا د. وليد الشهابي الطبيب الخاص بالمريضة عما حدث مع المريضة قال: جاءتني المريضة إلى عيادتي وكانت بحالة نزف مشيمة واطئة، وهذه الحالة قد تستمر لمدة شهر ونصف الشهر، بحسب تطور حالة النزف لدى المريضة، وحولتها إلى مشفى ريف دمشق التخصصي «دوما».
وتابع يقول: في اليوم الثالث من دخولها المشفى اتصل بي زوجها وأخبرني أن زوجته تعاني من حالة نزف شديد منذ حوالي أربع ساعات ولايوجد من يفحصها في المشفى وطلب مني الحضور للاطلاع على حالتها وحين قمت بتصويرها على الايكو ضمن المشفى -تبين بأن الجنين مازال حيا وأن النزف يشتد فقررت أنها بحاجة إلى عملية قيصرية فوراً وأضاف : أنا أداوم يومين في المشفى أسبوعيا في ذلك اليوم لم أكن مناوباً في المشفى وهناك تعليمات بأن يقوم الطبيب المناوب بإجراء العمليات الجراحية ولايجوز أن يأتي أحد أطباء المشفى من عياداته لإجراء عمل جراحي داخل المشفى.
وحين سألته عن مبرر ذلك قال: لسد ثغرة ...كان يستغلها بعض الأطباء بحيث يقوم هذا بإحضار مريضه من عيادته الخاصة ويجري له العملية في المشفى بدلا من إجرائها في العيادة.
وقال: على هذا الأساس اتصل رئيس الأطباء المقيمين في قسم التوليد الدكتور باسل الشوفي (معاون مدير المشفى) بالطبيب المناوب كي يحضر لإجراء عملية قيصرية للمريضة.
وبعد أن أنهى الدكتور الشوفي مكالمته مع الطبيب المناوب - الموجود خارج المشفى د. نادر سامو - وأغلق سماعة التلفون سأله زوج المريضة: هل رفض الدكتور الحضور فأجابه: (هيك الهيئة).
وعلى هذا الأساس لم يكن أمامي إلا التشاور مع زوجها لإخراجها إلى مشفى آخر.. وهذا ماحدث.
كلام مدير المشفى مختلف
أما مدير المشفىد. عبدالله العسلي فأوضح أن المريضة دخلت المشفى وبقيت حوالي ثلاثة أيام تم خلالها إجراء الفحوص اللازمة لها وأعطيناها أربع وحدات دم لتقوية حالتها العامة.
وتابع: الذي عرفته أن الطبيب المناوب د. نادر سامو كان يعلم بحضور د.وليد الشهابي إلى المشفى في تلك الليلة ويعلم أيضا أنه طبييها الخاص، وعلمت من الدكتور باسل الشوفي أن د. سامو أخبره «إذا كان الدكتور الشهابي يريد إجراء العملية فأنا لا أمانع.. وعلى هذا الأساس لم يحضر».
ووجه اللوم إلى الدكتور الشهابي لأنه لم يتصل شخصيا بالدكتور سامو ويتفق معه على إجراء العملية للمريضة داخل المشفى.
وحين قلت له إن التعليمات تمنع على الأطباء غير المناوبين إجراء العمليات داخل المشفى قال: نعم هناك تعليمات ولكن تستثنى منها الحالات التي تدخل المشفى وتكون داخل المشفى ويريد طبيب المريض الخاص المشرف على حالة المريض أن يجري له العملية.
وعن عدم استقبال الطفل في المنفسة بعد ولادته في المشفى الخاص أوضح مدير المشفى أن معاونه أخبره أنه حدث سوء فهم من قبل الطبيب المشرف على المنفسة حيث إنه يعلم أن المنفسة محجوزة من قسم التوليد (محجوزة) لمولود المريضة نفسها.
ولكنه لايعلم أنها خرجت وولدت خارج المشفى وعادوا بوليدها نفسه المحجوزة له.
هلال عون
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد