هل يخلق القلق أزمة ام الأزمة تخلق القلق؟ هذا السؤال لكل المطمئنين
بدأها الشاعر محمود درويش في إضافته الختامية سابقا كي لا يضيف عبرة من بعدها شيئا، ملخصا كل المشاعر والأحاسيس والنبوءات : كل ما أريد أن أقوله ما قاله المتنبي سابقا (( على قلق وكان الريح تحتي )) ، وما وصفه انسي الحاج عن خصوصية القلق:
((ما يحّبه الرجل في المرأة ليس فقط ضعف الكائن الاجتماعي المستضعَف والمستغَلّ،كما يعتقد بعض النَسَوّيات. ثمّة ضعف آخر فيها يستهوي، هو ((قلق الأم)) على الرجل، ولو عشيقها، ولو أكبر منها سنّاً. تلك الرقّة المسؤولة التي هي في باطنها حكمة وقوّة عندما تطوّقان الرجل لا يصمد له من قوّته المزعومة سوى العضلات. ))
نعم هو ذاته ما استدعاني الكتابة قلقي كأم وأخت و وابنة ومواطنة وإنسانة على حبيب اسمه وطن ، قلق مسؤول وساءل يستدعي البراهين ويكشف التساؤلات الفاضحة المغزى والمكان .
هو القلق الذي يستثير ذاتي ويؤرق مضجعي ويصعب فؤادي بسهاد عميق لكل ما يجري حولنا وحيالنا ويجعلنا نسأل أنفسنا لم لانقلق اذا ؟ ولم كل هذا الاطمئنان؟؟
بعد سبع سنوات عجاف من حرب مجنونة شرسة زارت البلاد واوقعت ساكنوها في أزمة مستدامة من قلق و رهاب وخوف واستعار بنيران نتائجها التي ماتزال تحصد الأرواح قبل العمران . حيث استمادت في استعارها .حد أنها صارت محبذة لتجار الأزمات وروتينا مستساغ بوقائعه الدامية لكل الشامتين والمستغلين للدماء والحروب .
.ياه … ا أي قلق كبير ان تشمت بالموت وتستحبه ، هذه إشارة واضحة ومؤشر منطقي لأسباب هذا اللهيب الذي يستدعي الفؤاد بناره الطاغية حد القلق والأرق.
نعم الأزمة سمة القلق، ولا إبداع بلا قلق، لا شيء بلا قلق، حتى الإيمان لا يعيش بعيداً عن القلق، لا يتوقف والقلق والتوتر إلاّ بالموت، ولا أعرف، ولا أحد يعرف إذا كان الموت يوقفها حقاً أم أنها من هناك تنتقل إلى شكل آخر.
هل القلق يخلق أزمة ام الأزمة تخلق القلق ؟ هذا السؤال لكل المطمئنين هنا
احصائيات دولية مخيفة وأخبار عاجلة عن الموت والكوارث والدمار ، أرقام مذهلهة عن التشرد ، والنزوح والاختطاف والتهجير والتدمير وادمع الأمهات ودماء الشهداء ، اطفال بلا تعليم نساء مغتصبات وخيام على الحدود وتكبيرات سوداء .
تصريحات للامم المتحدة بمسمى وصولنا خط الفقر او دونه .
ياه كل هذه الأزمات ولا تريدون لسيل من طوفان القلق في دمي أن يحدث.؟ ونسال لم القلق وأسال عن دواعي الاطمئنان في ظلال هذه النكبات والأزمات
الأزمة ليست هي الازمة فقط ، المشكلة هي نوع الازمة ومن يواجهها . ازمتنا الحاصلة ليست عسكرية وإنما اخلاقية ودوافعها غياب مبررات القلق الفعال .
ان هناك مجموعة من الدوافع التي تصوغ نفسها وتفرضه علينا وتحيط بنا من كل جانب يجعلنا في أزمة معاشة اضافة إلى ازمة الحرب الواقعة بالبلاد
ولعل أهم أسباب هذا الوساوس القهري الزائر (القلق ) هي الأمية بكل اصنافها
أمية الضمير ، أمية الأخلاق ، أمية الثقافة ، أمية النزاهة ، أمية الحقوق ،أمية الكرامة المصانة …الخ
الأمية التي اقصد ليست محصورة بالكتابة والقراءة ، نحن وطن امي بكافة المقاييس ، يعاني من داء الأمية المتفشي فيهلا حد النزيف الذي يجعل أوردته وموارده وأبناءه وطاقاته في استنزاف ، وحدوده في تقسين واستلاب .
كيف لوطن او جسد او نفس أمية وهي في سجنها المغلق بظلمته الدامسة التي لاتريد ان ترى النور وتعرف معالم ما يجري حولها وضمنها من مستجدات ، ان تعرف نقاط خللها ومكامن قوتها ، عدوها من صديقها ، خيرها من شرها وصلاحها من فسادها ؟ أن تستطيع ان تعايش المتغيرات الثقافية والسياسة والاقتصادية وتبني وطنا وأسرة وافرادا معافين اصحياء واعين لكل ما يقترب من أمنها ولا يفتح ويشرع أبواب للاضطراب ويشعل فتيل الحروب والنزاعات ؟؟
كيف لأمي الضمير مثلا الذي يسرق ويعيث فسادا في البلاد وطغيانا على حقوق العباد ان يعلم حجم الكارثة التي يبذرها في مفاصل الحياة اليومية للمواطنين والمؤسسات ، كيف يستلذ بما يفعله ويشرعه حلالا مكتسبا ؟ كيف له ان يكون لبنة في بناء الوطن وحمايته ان اشتدت عليه النوائب ؟؟
وكيف وبعد ما جرى وجرى وفاضت بحور الدماء في في مدائننا وفتكت بالوجوه والاماكن بدمار لاشبيه له الا اسمه ، ان نصفق لكل أميَ داعمين مسلكه مؤيدين فعائله ، مطبطبين على أرائكه لينام قرير العين وبلاده تعيش ويلات من فعائله جالبة لأسباب القلق والنقمة ؟ كيف ؟
كيف وبعدما أصبحنا غارقين نبحث عن ضفة للنجاة قد يقدمها لنا حكيم او متنور يقدم سبلا للعبور والا قتلناه وصلبناه مهللين بفتوى التغير وانتهاك المحرومات والصلاح ؟
كيف لانقلق ومازال بعد كل هذه الأعوام الفاسدون هم الفاسدون وفي ازدياد .
وجوه إعلامنا فاسدين ، مفاصل التغير في مؤؤساتنا فاسدة ، ثقافتنا والمسؤولون عن دورهم من نخب ودورها تحولت لدكاكين تبيع وتقايض بحفنة مال مصير اجيال كاملة ..
كيف لمرافق عامة معروف من هم سارقيها ، يتم ترقيتهم وتعليتهم بدل محاسبتهم ليكونوا مثالا لكل أميً ينشر الظلمة ويسرق الحياة الصحيحة بل تستمر أياديهم لتنهب ( البيضة وقشرتها ) من أموال الدولة والشعب الذي تحتاجه للبناء والدفاع عن الوطن ضد هجوم الغزاة والمعتدين عليها ؟؟
كيف لا اقلق عندما تتحول مسارحنا ومراكز الثقافة لمحطات خاوية تصفر فيها الريح وتتاؤب بها رائحة الدخان والكسل وآلاف الاطفال بحاجة للتعليم ؟
كيف لا اقلق وارى صورتنا بصحف العالم وإذاعاته ترثي ماحل بنا وتهول لحجم الإرهاب و بوصفنا مرتعا للحى والعباءات السوداء والوجوه المنقبة والدخلاء الأجانب المقاتيلين .
كيف وصوت تحريضات اعلامهم يبني على الأمين وظلام نفوسهم لبث الفتنة وتقسيم ماتبقى اجتناعيا وانسانيا .
كيف لا أقلق وصورنا أمام انفسنا تستدعي التوقف عمرا لاحراز تصحيحها ، وقد ننجح او لانننجح في احلال الاستقرار البنيوي في كل المفاصل بدل العزلة والتمادي في الانحلال والتفكك والفوضى
هل سنقدر ان نتصالح مع أنفسنا وتاريخنا وثقافتنا وحضارتنا التي صارت في قلق إنساني ومعرفي أيضا ، هل سنتمكن من مواجهة الأسباب و الازمات بكل شجاعة
بنشر ثقافة توعوية تنويرية تعيد اعمار الانسان قبل قبل اعمار الحجر والقضاء على أميته ليعيش ويحيا ، أم لاحياة لمن تنادي ؟؟
قلقة نعم عليكم على بلدي على ابني القادم على أحبتي على جيل في العتمة هائم ولي ماطلبه محمود دوريش رغبة لكل قطعة من ارضي الحبيبة شفاء وسلام :
وإن كان لا بُدَّ من علمٍ للبلاد
فليكنْ عالياً، وخفيَّ المجاز.. قليلَ السواد
وبعيداً، كأودية، عن جفاف المكان وأيدي الصغار
وعن غرفِ النوم، وليرتفع فوق سطح النهار.
وإن كان لا بدَّ مني. جاهز للسلام..
لي مطلبٌ واحدٌ: أن يكون اليمام ,
هو المتحدّثُ باسمي، إذا سقط الاسم منّي
رشا الصالح:صاحبة الجلالة
إضافة تعليق جديد