واشنطن تعيد رسم خريطة الميليشيات
بعد التوافق الروسي الأميركي حول سورية والذي أثمر عن توقيعه اتفاقين لـ«تخفيف التصعيد» الأول في جنوب غرب البلاد في السابع من الشهر الجاري والثاني في منتصفه في غوطة دمشق الشرقية، توجهت واشنطن لتغيير خريطة انتشار وهيكلية الميليشيات المسلحة على امتداد مساحة البلاد بأسلوب العصا والجزرة.
وتجلت إستراتيجية العصا عبر دعم الاقتتال بين الميليشيات أو بين الميليشيات والإرهابيين، وتجسدت مع سيطرة جبهة النصرة الإرهابية على مدينة إدلب الأسبوع الماضي بعد اشتباكات ومعارك مع ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية»، التي اقتربت من الانهيار التام نتيجة توالي الانشقاقات في صفوف مسلحيها وانضمامهم إلى جبهة النصرة التي تمثل «هيئة تحرير الشام» واجهتها الحالية.
وأعلنت ألوية وكتائب تابعة لـ«أحرار الشام» عبر عدة بيانات لها في مواقع التواصل الاجتماعي انفصالها عن «الأحرار» وانضمامها إلى «النصرة»، والسبب وفق القيادي في قاطع البادية، أحد القطاعات التي انشقت عن «أحرار الشام»، أبو منذر الشامي، هشاشة التأهيل العقائدي عند «الأحرار» مقابل «عمق عقائدي» عند عناصر «النصرة» إضافة إلى تردي وضع «الأحرار» مقابل جهوزية «النصرة» وكذلك الدورات العسكرية المكثفة التي تقيمها قيادات «النصرة» لعناصرها، وتحدث عن إرادة دولية وإقليمية في التخلص من «أحرار الشام»، وهذا ما يتضح بعدم السماح لميليشيات «درع الفرات» المتحالفة مع تركيا شمال حلب، بمؤازرة «الأحرار»، وفقاً لما ذكر، على حين أصدرت «النصرة» تعميماً، «يمنع تشكيل أي فصيل جديد في الشمال تحت أي مسمى».
بموازاة ذلك تجددت الاشتباكات بين ميليشيات مسلحة موالية للحكومة التركية ووحدات «حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية في قرى عفرين ومنطقة الشهباء بريف حلب الشمالي وامتدت لتشمل بلدتي مارع وتل رفعت، وقال مصدر في «حماية الشعب» إن قصف الوحدات لبلدة مارع أمس من قريتي أم حوش والشيخ عيسى جاء رداً على قصف ميليشيات لمواقع الوحدات الكردية في بلدة تل رفعت ومحيطها وأن الوحدات لم تبدأ القصف».
أما في الغوطة الشرقية التي تعيش بأجواء اتفاق تخفيف تصعيد، فقد أكد نشطاء، أن التوتر لا يزال مسيطراً على الغوطة بعد التظاهرات الاحتجاجية الحاشدة التي خرجت الجمعة في مدينتي دوما وعربين وبلدة كفر بطنا، وطالبت بخروج مسلحي «النصرة» من الغوطة، الأمر الذي رد عليه مسلحو الأخيرة بإطلاق النار على المتظاهرين في كفر بطنا لكن المحتجين هاجموا المسلحين، ما أجبرهم على الفرار من الموقع، من دون ورود معلومات عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
بموازاة ذلك تواصل الاقتتال المسلح بين «النصرة» وعناصر من حلفاء الأمس في ميليشيا «فيلق الرحمن»، نتيجة رفض أحد عناصر «النصرة» التوقف أثناء مروره عبر حاجز لـ«الفيلق» في بلدة حمورية وإصابته مسلحين اثنين بالرصاص، وثم قتله بالنيران المضادة، على حين نفى المتحدث باسم «الفيلق» وائل علوان توصل تنظيمه إلى اتفاق مع ميليشيا «جيش الإسلام» لمحاربة «النصرة» وذلك بعد انتشار صور لعلوان جمعته ومحمد علوش، القيادي في «جيش الإسلام».
وتجسد أسلوب الجزرة في السياسة الأميركية مع الميليشيات بالتهديد بوقف الدعم جنوباً، وكشف رئيس المكتب السياسي لتجمع «ألوية العمري»، التابعة لميليشيا «الجيش الحر»، وائل معزر أن الولايات المتحدة طالبت بـ«إيقاف القتال» ضد الجيش العربي السوري و«الموافقة على قتال تنظيم داعش وإرسال قوات إلى الرقة، شمالي شرقي سورية، وتسليم الصواريخ والراجمات»، لاستئناف الدعم لـ«الجبهة الجنوبية».
الوطن
إضافة تعليق جديد