(وثائق سورية):كتاب استقالة الأتاسي المقدم إلى المجلس النيابي السوري
قام المفوض السامي الفرنسي بيو بتعيين محافظاً جديداً لمحافظة اللاذقية، متجاوزاً بذلك سلطات الحكومة السورية، فقدم هاشم الأتاسي استقالته من رئاسة الجمهورية السورية في السابع من تموز 1939م، وفيما يلي نص كتاب الاستقالة الذي قدمه الرئيس هاشم الأتاسي إلى المجلس النيابي السوري:
إلى رئاسة المجلس النيابي:
منحني مجلسكم الكريم ثقته، وانتخبني في أول جلسة عقدها لرئاسة الجمهورية، وعلى أثر عقد المعاهدة، وإقامة الصلات بين فرنسا وسورية على قواعد التحالف والمودة، وذلك تمهيداً لإدراك هذه الأمة الغاية الشريفة التي تسعى لها من الاستقلال والسيادة القومية، وقد تعاقبت حكومات في سورية، وهي تبذل قصارى جهدها في سبيل إبرام العهد المقطوع، والميثاق المعقود، واثقة أنه ينطوي على الخطوة الوحيدة التي تعزز جانب الوطن السوري، وترفع من شأنه، كما توثق الروابط بينه وبين الجمهورية الفرنسية، حتى يسود علاقاتهما جو من الصفاء والإخلاص، وحتى تقوى هذه البلاد على مغالبة الأحداث وصد الأطماع.
غير أن الجهود التي بذلت لم تؤدي إلى برغم الوعود الصادرة من رجال الوزارت التي تتابعت في فرنسا منذ سنة 1936م، إلى الآن، فذهبت ضياعاً تلك الآمال التي توجهنا بها إلى سياسة التحالف والتعاقد، وشهدنا عودة إلى أساليب قديمة، وتجارب جديدة، تناقض ما تعاقدنا عليه ودخلنا الحكم على أساسه.على أن حوادث الماضي، وقرائن الحاضر لا تجعل مجالاً للشك في أن هذه الخطط التي يراد أتباعها، واستئناف العمل بها، لا تثمر إلا المشاكل والخلافات، كما أنها تضعف كيان هذه البلاد، وتوهن قواها، وتهدد مستقبلها.
لذلك لا أرى بداً من الاستقالة من المنصب الذي وكّلت إلى الأمة القيام به، ووثقت بي في تحمل أعبائه، راجياً أن يكون في الأيام المقبلة ما يخفف عنها العناء، ويحقق لها ما تصبو إليه من الكرامة والمجد.
دمشق في 20 جمادى الأولى 1358هـ.
7 تموز عام 1939م.
رئيس الجمهورية السورية
هاشم الأتاسي
المصدر:هاشم الأتاسي حياته وعصره، محمد رضوان أتاسي، إصدار خاص.
الجمل- إعداد: سليمان عبد النبي
إضافة تعليق جديد