يهود ضالعون في فضائح حرب العمال البريطاني
تدخل رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير على نحو مثير في الجدل الدائر حول فضيحة “منح غيت” بالتأكيد على أنه لا يعرف شيئاً عنها، بينما تكشّف أن اثنين من أقطاب الجالية اليهودية متورطان في الفضيحة التي تهز حزب العمال.
وقد جاءت خطوة بلير بعد أن حاول غريمه اللدود وخليفته جوردون براون إلقاء اللوم على سلفه بالنسبة للمنح غير المشروعة لحزب العمال التي تهز أركان الحكومة البريطانية، ورحب براون بالتحقيق الذي ستجريه الشرطة، مؤكداً تعاونه الكامل.
وفي الوقت نفسه، فإن زعماء الجالية اليهودية في لندن أعربوا عن قلقهم من احتمال بروز موجة عداء جديدة ضد السامية بعد أن أوضحت صحيفة “الجويش كرونيكل” اليهودية أن الشخصيتين الرئيسيتين في الفضيحة هما جون ميندلسون الذي كان يقوم بجمع التبرعات لحملة انتخاب براون، وديفيد ابراهامز الذي استخدم أسماء أشخاص آخرين لتقديم مبلغ 650 ألف جنيه استرليني كمنح للعمال.
وقد ثبت أن ابراهامز انتهك القوانين الانتخابية الخاصة بتقديم المنح على هذا النحو المثير للشكوك وغير المشروع.
وقال زعماء اليهود، إن التحقيق الجنائي الذي ستجريه الشرطة حول الفضيحة سيعيد إلى الأذهان الاتهامات التي كانت قد وجهت إلى اللورد ليفي الذي كان يعتبر الخزينة المتنقلة لحزب العمال خلال عهد بلير، وخاصة بعد فضيحة “قروض غيت” الخاصة بالقروض في مقابل الألقاب الشرفية.
وبعد تحقيقات استمرت 15 شهراً مع بلير وليفي وعدد آخر من أقطاب “العمال” لم توجه الشرطة أي اتهام رسمي إلى أي شخص برغم تقارير صحافية بأن اللورد ليفي حاول إخفاء الحقائق عن ملابسات الفضيحة.
وأوضحت الجالية اليهودية أن ميندلسون هو رئيس سابق لجمعية أصدقاء “إسرائيل” في حزب العمال البريطاني، وقد أثار نواب عماليون التساؤلات حول ما إذا كان ميندلسون يعلم عن الوسائل غير المشروعة التي استخدمها ابراهامز المتخصص في الاستثمارات العقارية بالنسبة لتقديم هذه المنح.
وعلق النائب العمالي اليهودي الأصل اندرو وينرمور على ما جرى بالقول “إن الناس تبحث عن روابط تتعلق بالمصالح اليهودية، وكذلك الأدلة عن وقوع مؤامرة يهودية” وإن هناك أشخاصاً من رجال الصحافة سيسعون إلى توجيه الاتهامات إلى اليهود.
ويقول هذا النائب على نحو مثير للدهشة ان الفضيحة لم تكن ستثير مثل هذه الضجة الكبيرة من جانب الصحافة إذا لم تكن تتعلق بشخصيات يهودية بارزة. ومن ناحية أخرى، يحذر المسؤول التنفيذي في جماعة الضغط اليهودية الرئيسية في لندن جون بنغامين من أن هناك احتمالاً لأن تتركز الضجة والفضيحة على الشخصيات اليهودية مثلما جرى بالنسبة للورد ليفي الذي كان أيضاً مبعوث بلير الشخصي في الشرق الأوسط، وكان يلقب بالمستر كاش (الأموال).
ومن جانبه، كان جاك سترو وزير العدل قد أقر بأن بلير كان هو زعيم حزب العمال عندما بدأ الحزب الحاكم في قبول المنح التي قدمها ابراهامز عن طريق وسطاء عام ،2003 ولكن مصدراً مقرباً لبلير رفض هذه الاتهامات والانتقادات، مؤكداً أن رئيس الوزراء السابق لم يعلم بأي شيء عن هذه الفضيحة، وقد تكشف أيضاً في الوقت نفسه أن هاربت هارمين نائبة زعيم العمال كانت قد أخفقت في الإقرار بأنها حصلت على قرض بمبلغ 40 ألف جنيه لتمويل حملة انتخابها لهذا المنصب الرفيع.
عمر حنين
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد