3 بالمئة من حديثي الولادة في سورية مشوهون
أعلن عميد كلية الطب بجامعة دمشق صلاح الشيخة أن نسبة التشوهات للأطفال حديثي الولادة بلغت في سورية نحو 3 بالمئة، معرباً عن تخوفه من ازديادها نتيجة عدم وجود بيئة صحية سليمة في بعض المناطق السورية ولاسيما الشمالية والشرقية.
وأوضح الشيخة أن ما تقوم به المجموعات المسلحة من تكرير النفط بشكل بدائي يؤثر بشكل كبير في زيادة نسبة التشوهات للأطفال، وخاصة في محافظات المنطقة الشرقية والشمالية لقيامها بتكرير النفط بشكل بدائي جداً لاستخراج مشتقاته المازوت والبنزين وبيعها للأهالي أو تهريبها إلى خارج البلاد.
وأكد الشيخة أن نسبة الأمراض عند الأطفال ارتفعت أيضاً وذلك نتيجة عدم وجود وسائل التدفئة التي من الممكن أن تساهم في الحد منها، مشيراً إلى ازدياد حالات أمراض القلب والربو وهذا يعد أمراً خطيراً، مشيراً إلى أن سورية لم تكن من الدول التي تعاني زيادة في أمراض الأطفال إلا أن الظروف الراهنة لعبت دوراً بارزاً في هذا الموضوع.
وأضاف الشيخة: إن هناك محاولات حثيثة من الدولة لتخفيف أمراض الأطفال سواء كانوا حديثي الولادة أم إنهم تجاوزا عدة سنوات من عمرهم بطرق مختلفة سواء في تأمين اللقاح لهم والأدوية أو تغير الأجواء الصحية إلا أن ما يحدث في المناطق الشرقية والشمالية أمر لا يمكن قبوله من المجموعات المسلحة، وخاصة أن المياه شبه ملوثة والعوامل الصحية غير متوافرة.
وفيما يتعلق بأمراض النساء أكد الشيخة أن نسبة الأمراض لديهن مازالت بالحدود الطبيعية، وخاصة ما يتعلق بالحوامل، مضيفاً: إننا لم نشهد ارتفاعاً ملحوظاً في هذا الجانب إلا أن التخوف من التشوهات التي تصيب الجنين.
وبين الشيخة أنه في حال تم اكتشاف أن الجنين مشوه وتجاوز مرحلة متقدمة من الحمل فإنه لا يحق لأبويه أن يجهضا الطفل وأن من حق الطبيب أن يرفض عملية الإجهاض، باعتبار أن القانون يحاسب على ذلك كما أن الشريعة الإسلامية تحظر مثل هذه الحالات، موضحاً أنه لا يجهض الطفل إلا قبل 120 يوماً من الحمل أي إنه لا يجوز بعد هذه المدة أن يجهض الجنين.
وقدرت إحصائيات طبية أن عدد حالات الإجهاض في سورية بلغت نحو 10 آلاف حالة في العام الماضي، مشيرة إلى أن معظم الحالات كانت بسبب أمراض ناجمة عن ملوثات كما أن هناك عدداً لا بأس به نتيجة الظروف المعيشية التي تمر بها الأسرة السورية.
وكشفت المصادر أن معظم النساء في الوقت الراهن اتجهن إلى إجراء العمليات القيصرية أثناء الولادة وذلك لسهولة الإنجاب بهذه الطريقة، إضافة إلى أن العوامل البيئة أدت إلى استغراق الطفل في رحم أمه لفترة تتجاوز لـ9 أشهر وبالتالي فإن الحامل تلجأ إلى القيصرية خشية حدوث أي حالة تؤثر في الجنين.
ولفتت المصادر إلى أن تكلفة العملية القيصرية تراوحت من مشفى لآخر، ففي بعض المشافي تجاوزت نحو 250 ألف ليرة في حين في مشافي أخرى 150 ألف وأرخصها بـ50 ألف ما اعتبرته استغلالاً كبيراً من المشافي للأهالي، إضافة إلى أن الطبيب الذي يجري العملية يتحمل جزءاً من المسؤولية وذلك أنه هو الذي يحدد سعر العملية للمشفى الذي يعمل فيه.
وأكدت المصادر أن بعض الأطباء لا يهمهم إلا جني المال وهذا ما حدث لإحدى النساء الحوامل حينما راجعت طبيبتها المختصة عدة مرات وفي كل مراجعة تؤكد لها أن حملها بخير وحينما حانت وقت الولادة طلبت منها نحو 150 ألفاً ما دفع المرأة الحامل إلى طبيبة أخرى أجرت لها العملية القيصرية وبعد ولادتها تبين أن الطفل مشوه من الداخل وذلك أن قلبه على اليمين ولا يوجد له رئة، مضيفة: إنه حينما راجعت طبيبتها الأولى أخبرتها الطبيبة أنها كانت تعلم بذلك إلا أنها لم تخبرها بهذا التشويه.
محمد منار حميجو
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد