7 مليار دولار عقود ساركوزي في الجزائر
ليست سهلةً مهمة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في الجزائر، هكذا كتبت صحيفة «ليبيراسيون» الفرنسية، أمس، مشيرةً إلى أن كلماته «المنتقاة» عن الاستعمار الفرنسي للجزائر، «لن تمر هكذا» عند الجزائريين.
ووجدت الصحيفة الفرنسية لرأيها تبريرات تتمحور حول شخص ساركوزي، فهو «من يرفض الاعتراف بجرائم الاستعمار»، وهو الذي «يصعب حصول الجزائريين على تأشيرات إلى فرنسا (120 ألفاً في 2006 مقارنة مع 270 ألفاً في 2001)»، وهو من «ابتدع وزارة الهجرة»، وهو «يفضّل إسرائيل ويميز المغرب».
ويبدو أن «ليبيراسيون» لم تأخذ في الحسبان قيمة العقود التي حصل عليها ساركوزي من الشركات الجزائرية، والتي فاقت السبعة مليارات دولار، مكتفيةً بنقل «تنديد» وزير الداخلية الجزائري يزيد زرهوني.
واعتبر زرهوني أن تصريحات ساركوزي «خطوة في الاتجاه الصحيح لكنها غير كافية»، مضيفاً «لا اعلم ما إذا كانت الاعتذارات ضرورية، لكنها مفيدة دوماً»، وإن كان غيابها «لن يحول دون اعتماد رؤية جديدة في علاقاتنا، وحيث الصداقة ممكنة».
وإذا كان زرهوني قد تكفّل بمسألة «معاتبة» الضيف الفرنسي، فإن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، تطرق، خلال مأدبة أقيمت على شرف «صديقه العزيز»، إلى وضع «الجالية الجزائرية في فرنسا.. التي تعيش مهمشة، وتعاني ربما أكثر من غيرها من انعدام التفاهم والتمييز الديني»، داعياً إلى ضرورة توظيفها «كهمزة وصل قوية» بين البلدين.
وشدد بوتفليقة أيضاً على أهمية «تسهيل المبادلات وتنقل الأشخاص والأفكار والثروات»، داعياً إلى «معالجة» المشاكل الثنائية «بشجاعة وصراحة».
وردّ ساركوزي، في ثاني يوم من زيارته إلى الجزائر، انه «يرغب في جعل تجديد العلاقات بين بلدينا من أولوياتي»، مجدداً الحديث عن «ظلم» الحقبة الاستعمارية، وعن استعداده «للنظر إليها والإمعان فيها وبجوانبها القاتمة، بلا محرمات»، مضيفاً أنه ينوي «إعادة إرساء» العلاقة الفرنسية الجزائرية «حول ثلاثية: التدريب والاستثمار والتبادل».
وبمعزل عن نجاح الزيارة سياسياً أو عدمه، فإن مؤسسات فرنسية عديدة، غنمت عدداً كبيراً من العقود، حيث وقعت مجموعة «توتال» الفرنسية عقداً مع شركة «سونطراك» الجزائرية، لإقامة مجمع بتروكيميائي بقيمة «ثلاثة مليارات دولار»، تستثمر المجموعة الفرنسية نصفها مباشرةً، فيما أعلنت مجموعة «غاز دو فرانس» أنها أبرمت اتفاقاً مع «سونطراك» لتمديد عقود استيراد الغاز الطبيعي المسال حتى ,2019 تبلغ قيمته السنوية 3.7 مليار دولار، بينما أعلنت مجموعة «الستوم» الفرنسية أنها حسمت تفاصيل عقد مع الجزائر لبناء محطة توليد الكهرباء «بقيمة تقارب الملياري دولار».
كما وقعت فرنسا والجزائر اتفاقاً حول «استخدام الطاقة النووية وتطويرها لأغراض سلمية»، في أول اتفاق بهذه الضخامة تبرمه باريس مع دولة عربية، ويشمل، بحسب مصدر فرنسي، جميع مجالات التعاون، كالأبحاث ونقل التكنولوجيا والتدريب وإنتاج الكهرباء والتنقيب عن اليورانيوم.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد