«5+1» تجتمع اليوم بحضور ظريف وكيري
لا يزال النشاط الديبلوماسي المكثف للوفد الإيراني موضع اهتمام ومراقبة في الأمم المتحدة من قبل البعثات ووسائل الاعلام. وتتفاوت ردود الأفعال على خطاب الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي حدد فيه اسس العلاقة مع المجتمع الدولي والغرب تحديداً، وأكد على أن إيران لا تريد الحصول على سلاح نووي.
وتعرب الدول الغربية، التي كانت علاقاتها متباعدة مع إيران، عن تفاؤل حذر. وفي حديث إلى «السفير»، قالت المتحدثة باسم البعثة البريطانية لدى الأمم المتحدة إيونا توماس إن «ما يحصل هو بالتأكيد إشارة مشجعة، لكنه ليس اختراقاً، وسنرى كيف سيكون الاجتماع (اليوم الخميس) في مجموعة الست».
وأضافت إن بريطانيا ترحب باللغة الجديدة «التي يجب أن تكون مدعومة بخطوات ملموسة»، وهذا ما تقوله أيضاً كل من فرنسا والولايات المتحدة.
وتعليقاً على خطاب روحاني، قال مستشار الرئاسة العراقية فيكتور خليفة الزبيدي لـ«السفير»، إنه «كان متوقعاً من خطاب الرئيس الإيراني أكثر من ذلك»، مشيراً إلى أن الخطاب «كان نوعاً من التصالح، لكن كان بإمكانه أن يقدم مبادرة، وإن شاء الله يحصل ذلك في المسقبل».
وتراقب بعثات الدول الخليجية التطورات من دون التعليق على الموضوع. والدولة الوحيدة التي أعربت عن استيائها هي إسرائيل، التي طلبت من بعثتها مغادرة قاعة الجمعية العامة لدى إدلاء روحاني بخطابه.
ويجتمع اليوم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مع نظيره الأميركي جون كيري ووزراء خارجية فرنسا وروسيا والصين وبريطانيا وألمانيا (5+1) لمناقشة إمكانية استئناف المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وسيكون اللقاء بين ظريف وكيري الأول على هذا المستوى بين الولايات المتحدة وإيران منذ العام 2007، كما أنه سيكون الأول بين إيران ومجموعة الدول الست منذ شهر نيسان الماضي موعد آخر محادثات.
والتقى ظريف أمس، مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس في اجتماع ثنائي، أعرب خلاله وزير الخارجية الإيراني عن أمله في أن يؤدي اجتماع مجموعة «5+1»، إلى بداية قوية للمفاوضات لحل الخلاف بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وقال ظريف إن هدف المفاوضات يجب أن يكون «التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن»، مؤكداً استعداد إيران و«إرادتها السياسية لإجراء مفاوضات جادة»، معرباً عن أمله في أن تكون هذه الإرادة موجودة عند الجانب الآخر.
من جهة أخرى، تناولت الصحف الأميركية خطاب روحاني، حيث اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أنه «لم يقدم اقتراحات محددة للوصول إلى حل وسط في النزاع النووي الذي أدى إلى عزل إيران الاقتصادي بسبب العقوبات الغربية». أما صحيفة «واشنطن بوست»، فرأت في خطاب الرئيس الإيراني «أصداء من الماضي في خطاب القائد الجديد»، لافتة إلى أنه تضمن «انتقاداً إيرانياً مألوفاً للولايات المتحدة وإسرائيل».
ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أن أوباما ناقش حجة الولايات المتحدة الخاصة بحل نزاعات الشرق الأوسط المتفاقمة أمام زعماء العالم، غير أن دفعاً مضاداً من جانب إيران أضعف الآمال التي كانت تتزايد بخطوات سريعة.
وأشارت الصحيفة إلى أن قرار روحاني رفض الاجتماع مع أوباما، أو حتى المصافحة أطاح آمال المسؤولين الأميركيين والأوروبيين، في ما كان سيمثل تقدماً في جهود إخماد التوترات.
وأضافت الصحيفة أن روحاني أعقب ذلك الرفض بكلمة أمام الجمعية العامة أعرب فيها عن آماله من أجل المصالحة، وفي الوقت نفسه تمسك بحق بلاده في تخصيب اليورانيوم، منتقداً بعض جوانب السياسة الخارجية الأميركية، ومن بينها العقوبات الاقتصادية على طهران، مشيرة إلى أن القرار الإيراني الرافض لعقد اجتماع بين الرئيسين أوقف التقدم الذي كان آخذاً في التصاعد على المستوى الديبلوماسي بقوة بين واشنطن وطهران.
وأشارت «وول ستريت جورنال» إلى أنه بدلاً من ذلك ستبدأ جهود التواصل بين البلدين في اجتماع كيري مع نظيره الإيراني.
غير أن بعض المحللين الأميركيين اعتبروا أن ذلك كان موجهاً إلى المتشددين في إيران، الذين لا يحبذون تقارباً محتملاً مع الولايات المتحدة.
ويقول محللون إنه في الأشهر المقبلة، سينتظر «المتشددون» في إيران أن يشير روحاني إلى الخطوات الملموسة التي تقوم بها الولايات المتحدة رداً على سياسة الانفتاح الإيرانية الجديدة، وإلا فسوف يشككون في مصداقيته.
بالإضافة إلى ذلك، فإن أوباما أيضاً يواجه مخاطر داخلية بسبب التقارب الديبلوماسي مع الرئيس الإيراني، حيث اعتبر الباحث في «مجلس العلاقات الخارجية» ستيورت باتريك أنه في حال فشلت المحادثات «سيسخر منه منتقدوه، وسيقولون إنه ساذج».
وتطرقت الصحافة الفرنسية بإيجابية إلى الانفتاح الإيراني، حيث اعتبرت صحيفة «لوموند» أمس، أن «إيران حسن روحاني أصبحت مستعدة للتعاون».
وذكرت الصحيفة أنه، على الرغم من عدم حصول المصافحة المنتظرة بين روحاني وباراك أوباما، فإن روحاني يبقى الرئيس الأكثر «مغازلةً» في افتتاح الدورة الـ68 للجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأول، ومحط أنظار الجميع والمسيطر على «أمر يوم» هذه الدورة.
وأضافت الصحيفة إن الفضول القوي الذي أحيط به الرئيس الإيراني يشكل انتصاراً بحد ذاته للديبلوماسية الإيرانية، ويؤسس لعودة مدوّية لإيران على الساحة الدولية.
وأشارت «لوموند» إلى خطاب روحاني في افتتاح الدورة، معتبرة أنه تمكن من «الدوزنة» بين الصلابة وإمكانية التسوية. وختمت بالتأكيد على أنه «بالرغم من الموقف الدولي الحذر حيال المبادرات الإيرانية الأخيرة، يبقى أن الرئيس الإيراني هو من سرق الأضواء من جميع قادة الأرض الموجودين في نيويورك».
رنا الفيل
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد