سفينة بيئية تجوب البحار لتدوير القمامة
تعوم في بحار العالم مئة مليون طن من النفايات، والمسؤول عن ذلك بصفة خاصة الدول المطلة على البحار والمحيطات. ولحل هذه المشكلة تعتزم شركة ألمانية الإبحار بسفنها نحو منتجي النفايات لإعادة تدويرها.
وكَرَّس ديرك ليندناو حياته لرحلات السفن ما جعله يزور أماكن كثيرة من العالم، لكن علاقته بجزر الرأس الأخضر في غرب أفريقيا علاقة خاصة، والآن يريد ديرك استخدام خبرته ومعارفه الخاصة بتلك المنطقة. ومشروعه الجديد عبارة عن سفينة لإعادة تدوير ومعالجة النفايات. ويريد في المستقبل السفر بهذه السفينة إلى الدول المكونة من جزر مثل المالديف والرأس الأخضر، لكي تتم السيطرة على مشكلة المخلفات التي ترمى في البحر هناك. ويقول ديرك ليندناو «في حالة كانت الدولة مكونة من جزر لا يمكننا أن نبني في كل جزيرة محطة مكلفة لمعالجة النفايات، لذلك فكرنا أن تذهب السفينة إلى النفايات هناك. علما بأن السفينة ستزود بوحدة فرز وإعادة تدوير».
فكرة «سفينة القمامة»
وسوف يكون طول السفينة حوالي 140 متراً، وعرضها 25 متراً. ونظراً للزيادة الضخمة في أعداد السفن في السوق العالمي فلن يتم بناء سفينة جديدة، وإنما من المخطط استخدام سفينة مستعملة وتحويلها إلى سفينة معالجة للنفايات في حوض ألماني لبناء السفن، من أجل الاستفادة من الخبرة التقنية الألمانية. وسيكلف المشروع بأكمله التكلفة ذاتها التي يتطلبها بناء سفينة جديدة. وعند تحويل السفينة يجب قبل كل شيء مراعاة المتانة وقوة أساساتها وطرق النقل، وسيتم تغيير منطقة التحميل بالكامل، بحسب ما يقول مصمم السفن في كيل البروفيسور أندرياس ماير بوهي.
وينوي مطورو سفن كهذه استخدامها لاحقاً في مناطق أخرى أيضاً، وليس فقط في جزر الرأس الأخضر. فحينما كان يمتلك ديرك ليندناو حوضاً لبناء السفن، جمع خبرات كثيرة من دول أخرى مكونة من جزر أيضاً. فمثلا في المالديف لا تزال تجري عملية حرق المخلفات، ولكن لأن هناك أكثر من ألف جزيرة منها جزر سياحية صغيرة، فإنها بحاجة إلى طريقة أخرى.
ومن المفترض أن ترسو سفينة إعادة التدوير في المالديف في ميناء ماله. وستقوم سفن صغيرة موجودة بالفعل في العديد من المنتجعات بجمع النفايات وإحضارها لإعادة التدوير، كما يوضح ليندناو.
بعيداً عن الجزر
ليست الدول المكونة من الجزر هي وحدها من يعاني من مشكلة النفايات، وإنما أيضاً المدن الكبرى الواقعة على السواحل كمدينة نيويورك مثلاً. ويذكر ليندناو أنه أجرى بالفعل محادثات مع إدارة المدينة. فهناك يخلف كل شخص يومياً أربعة كيلوغرامات من القمامة. ونظرا لأن مقالب القمامة تبعد حتى مئة كيلومتر والطرق غالباً مكتظة، يجري حالياً نقل النفايات بالسفن بتكلفة كبيرة. «هناك بالفعل بنية تحتية مناسبة تجعل التوصل إلى مفهوم سفينة إعادة التدوير أمرا ممكنا وبسرعة»، يقول ليندناو. ويضيف: «لكن في حالة نيويورك توجد حاجة إلى خمس وحتى عشر سفن، من أجل استيعاب الكميات الكبيرة من النفايات».
(عن «دويتشه فيلله»)
إضافة تعليق جديد