مسودة تقرير للأمم المتحدة: التغيّر المناخي يهدّد المخزون الغذائي
يبدو أن تغيّر المناخ سيطرح مخاطر كثيرة على المخزون الغذائي في العالم في السنوات المقبلة. ومن المرجح أن يظهر ذلك من خلال انخفاض الإنتاج من جهة، وزيادة الأسعار من جهة ثانية، وذلك في وقت سيرتفع فيه الطلب على الغذاء بكثرة، بحسب ما وجد علماء.
ومن خلال التقديرات الأولية، وجد العلماء أن ارتفاع درجات الحرارة سيؤثر إيجاباً على بعض المحاصيل في عدد من المناطق، إلا أن ذلك لا ينطبق على المحاصيل كافة، إذ أنه بشكل عام ستمنع درجات الحرارة المحاصيل من النمو. ومن الممكن أن ينخفض الانتاج بنسبة اثنين في المئة كل عشر سنوات حتى نهاية القرن الحالي. أما تحذير العلماء فورد في مسودة تقرير للجنة خبراء التغير المناخي في الأمم المتحدة، ومن المفترض أن يصدر التقرير الكامل في شهر آذار المقبل. يذكر أن تقارير لجنة الأمم المتحدة تصدر مرة كل ست سنوات.
وبحسب التقرير، فإن تأثيرات التغير المناخي بدأت فعلياً بالظهور في عدد من المناطق، وهي فعلياً تتزايد أكثر. ويصف العلماء في التقرير عالماً جديداً من الفوضى، حيث تبحث النباتات والحيوانات عن مناطق جديدة بعيداً عن الحرارة المرتفعة، وهم يحذرون من أن تلك الكائنات معرضة للانقراض. ويعتبر هذا التحذير حول المخزون الغذائي الأكثر حدة للجنة خبراء الأمم المتحدة. ويتحدى التقرير الجديد افتراضات أخرى حول احتمال زيادة الانتاج الغذائي بسبب ارتفاع كمية ثاني أوكسيد الكربون في الجو. ويعتبر ثاني أوكسيد الكربون السبب الرئيس للاحتباس الحراري، إلا أنه يساهم أيضاً كسماد للنباتات.
وحول المخزون الغذائي، يجد التقرير بعض التأثيرات الإيجابية للاحتباس الحراري في بعض المناطق، مثل الأراضي الشمالية، وهي تعتبر فعلياً هامشية في ما يتعلق بالانتاج الغذائي، إلا أن التقرير يخلص إلى أن الانتاج الزراعي قد ينخفض بنسبة اثنين في المئة كل عشر سنوات حتى نهاية القرن. وخلال هذه الفترة، من المتوقع أن ترتفع نسبة الطلب بحوالي 14 في المئة كل عشر سنوات، في حين من المفترض أن يرتفع عدد سكان العالم من 7,2 مليار اليوم إلى 9,6 مليار في العام 2050.
وبطبيعة الحال فإن الشعوب الفقيرة هي من ستواجه أولاً أي تطورات سلبية، كما يحصل فعلياً اليوم جراء الارتفاع المستمر لأسعار الغذاء.
ويشيرالتقرير إلى أن دولاً عدة بدأت فعلياً بمواجهة التغير المناخي، ولكن المحاولات ما زالت غير ناضجة بشكل كافٍ مقارنة بالمخاطر.
السفير نقلاً (عن «نيويورك تايمز» بتصرف)
إضافة تعليق جديد