نصوص: محمود ماضي
وأنت الذي قد ضمّك الغياب؛ ترضع منه ما يكفيك. وأنت الذي قد جادت عليك الأمنيات بأنثى من زحام ورفضت العرض الأنيق. وأنت الغريب المقيم فيك. وأنت العابس المطلّ على ناحية الغيوم. وأنت الحرب الدائمة الحضور. وأنت الهزيمة الضائعة. وأنت الفصل الأخير في مفكرة تائهة على مكتبها العجوز. وأنت الحرف اليتيم على شفتيها. وأنت النكرة الأبدية. وأنت الذي يمضى بلا تأويل لسؤالها السائل. وأنت انكسار الريح فوق جبينها الفضيّ. وأنت بدون احتمالات وجهها الآخر.
- مراقبة
في الليل،
أراقب سيدة تخرج من نافذة بعيدة
على يدها ينام الوقت
وفي خفّة يتمدّد على كتفها قلق المكان.
- مفارقات
تعبس الكواكب حين سيدات المخيّم يجلسن القرفصاء أمام مكتب وكالة الغوث. ينتظرن الطحين فيما أطفال الخيمة الشاحبة يرتبكون أمام جهاز الحاسوب الذي سرقه والدهم من بيت ربّ عمله خلف الحدود.
- قذيفة ذكية
تنزعين ملابسك خلف حائط أنهكته القذائف.
ترفعين شارة نصر فوق قلبك الميّت
لا شيء يردم رغبة أمّك.
لا شيء يحذف، من ذاكرتها، دموع جسدك
حين
احتضن الرصاص.
- جوع
كلّ السهول
تلفظ
الجنود حين يهزّون القرى ليلا
يأكلون على عجل سيّدات بسيطات.
يسكبون النهر في جعبتهم
ويرحلون.
محمود ماضي
المصدر: النهار
إضافة تعليق جديد