"داعش" يهاجم "النصرة" في البوكمال ومحاولة لربط دير الزور بالعراق وأنباء عن فرار الجولاني
عادت الحدود السورية - العراقية إلى واجهة الأحداث الأمنية أمس، مع هجوم شنه تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) على مدينة البوكمال، بهدف طرد عناصر "جبهة النصرة" من المعبر الحدودي ومن منطقة دير الزور الغنية بالنفط، في محاولة لربط المنطقة بالانبار في العراق والحصول على العوائد المالية الضخمة للنفط.
وسارعت "جبهة النصرة" إلى إصدار بيان هددت فيه "جماعة الدولة بما يسوؤهم"، واتهمت زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي بسحب مقاتليه من مناطق القتال مع القوات السورية لمهاجمة البوكمال ودير الزور، التي فر منها زعيم "النصرة" أبو محمد الجولاني وقيادات إلى حلب، خوفا من قتلهم.
وفي حلب، يواصل الجيش السوري محاولاته لاستعادة المباني التي سيطر عليها "جهاديون" أمس الأول في الليرمون، بعد شنهم هجوما عنيفا في إطار معركة أطلقوا عليها اسم "المرحلة الثانية من بتر الكافرين". واستطاع المسلحون، في الهجوم الذي انطلق من ثلاثة محاور في غرب حلب، السيطرة على أبنية في حي الليرمون، في حين تمكن الجيش السوري والفصائل المؤازرة له من التصدي لهجومَي الراشدين والراموسة.
وفي الوقت الذي كانت القوات السورية تواصل هجومها على المليحة في ريف دمشق، ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) "قُتِل مواطنان، وأصيب 37، في سقوط عشرات قذائف الهاون التي أطلقها إرهابيون على مناطق جرمانا والقصاع والدويلعة والطبالة وكشكول ومزة 86 السكنية". وبعد يوم من استرداد رنكوس، أطلقت القوات السورية عملية جديدة مستهدفة بلدة الصرخة في منطقة القلمون الإستراتيجية.
وسلّط الهجوم الحاشد الذي شنّه "داعش" على مدينة البوكمال في ريف دير الزور، الضوء على هذه المنطقة الحدودية الغنية بالنفط، والتي تؤمن لمن يسيطر عليها مصادر تمويل ضخمة. كما أن من شأن السيطرة عليها، بالتزامن مع التقدم الذي يحققه "داعش" في منطقة مركدة وصولاً إلى بلدة غريبة على مدخل دير الزور الغربي، أن يضع مدينة دير الزور، التي تسيطر عليها "جبهة النصرة" و"الجبهة الإسلامية" بين فكي كماشة، ويحيي بالتالي آمال "داعش" بربط دير الزور مع صحراء الأنبار في العراق.
وأصرّ قياديو "جبهة النصرة"، وعلى رأسهم عطية الله العكيدي، أن أرتال المهاجمين دخلت عبر الحدود العراقية، موجها اتهاماً غريباً إلى البغدادي بأنه يتلقى الدعم من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
أما المعلومات المؤكدة فإنها تشير إلى أن رتل "داعش" الذي هاجم البوكمال جاء من البادية. وأكد مصدر محلي، أن عشائر عدة ساعدت رتل "داعش" في الهجوم على البوكمال، منها المراسمة، والجبور الشيخ حمد، وعقيدات الشعفة، والبكّير. في المقابل، قاتل إلى جانب "النصرة" ألوية عدة مثل "لواء القعقاع" و"جيش أهل السنة والجماعة" و"جيش مؤتة" و"جيش محمد" وقسم من قبيلة العقيدات. وذكر ان "51 مسلحا قتلوا في المعركة".
وفي دير الزور، أكدت مصادر إعلامية مقربة من "داعش" أن قادة "النصرة" وعلى رأسهم أبو محمد الجولاني وأبو ماريا القحطاني وبعض أعضاء "مجلس شورى" الجبهة هربوا إلى حلب. وكان الجولاني والقحطاني يقيمان في مدينة الشحيل التي ضاق الحصار حولها بعد الاشتباكات الأخيرة، كما أن تصفية "داعش" لرئيس "الهيئة الشرعية في النصرة" في المنطقة الشرقية محمد الراوي (أبو الليث)، قد تكون أثارت مخاوف قيادات "النصرة" من مصير مماثل فعمدوا إلى الهروب.
واتهمت "قيادة المنطقة الشرقية في جبهة النصرة"، في بيان، "البغدادي بحشد جنوده وسحبهم من الجبهات على ثغور النصيرية (رغم قلتها) ــ كما في الساحل وغيره ــ لقتال المجاهدين في المنطقة الشرقية، فجمعوا جمعهم إلى مدينة البوكمال، التي لم يكن لجماعة الدولة أي تواجد فيها".
وأضاف البيان: "لقد صدق في هؤلاء وصف شيخنا (زعيم القاعدة أيمن) الظواهري حيث نعتهم بأحفاد ابن ملجم، وهم كذلك". وتابع: "ندعو الأمة عامة، وعلماءها خاصة، إلى الإسراع باتخاذ موقف شرعي واضح من هذه الفئة التي أفسدت الجهاد في الساحة الشامية، ونذكِّر العلماء بأن ما عند الله خير وأبقى فلا يخافون في الله لومة لائم وليصدعوا بالحق الذي أمرهم الله به. وإنّا لنبشر جماعة الدولة ــ إن استمروا في بغيهم ـ بما يسوؤهم، ولنخيبن سعيهم، ونفضحن ضلالهم، ولنحققن قول الظواهري: سيخيب في أرض الشام حفيدهم".
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد