60 جريمة شرف في سورية خلال عام 2014 منها 20 بدمشق وريفها
لم تستطع نور أن تقنع زوجها أنها لم تفعل أي عمل يخل بشرفه أو أنها خانته مع رجل آخر على الرغم أنها قدمت له كافة الأدلة التي تثبت براءتها إلا أن زوجها لم يقتنع ولو للحظة واحدة أن زوجته بريئة وأن التهمة الموجهة لها ليس لها أي وجود.
في طبيعة الحال الزوجة نور قدمت كل ما لديها من وسائل الإقناع لزوجها لعلها تجد في قلبه رحمة الإنسان وليس وحشية زوجية حكمتها العادات والتقاليد التي لا ترحم أو أنها تجد في قلبه استعطافاً لحالتها المزرية إلا أن جميع محاولاتها ذهبت هباء منثوراً فالزوج اتخذ قراره بقتل زوجته دون أن يبحث عن أي دليل ضدها فشكوكه التي بنى عليها قراره جاءت من صديق له شاهد زوجته مع رجل آخر وهي تدخل معه إلى المنزل.
يقول الزوج حسب ضبط الأمن الجنائي إنه خطط لقتل زوجته دون أن يترك أي أثر يثبت ذلك وبالفعل هذا ما حدث بالفعل من خلال قتلها في مكان لا تطأه قدم إنسان تاركاً وراءه جثتها لمن سيزور هذا المكان ليكتشف الجثة.
فبعد محاولة إقناع خاضها مع زوجته لإقناعها أنه نسي الأمر بهدف منحها نوعاً من الاطمئنان قاد زوجته إلى أحد المزارع في ريف إدلب بمدينة أريحا وهناك قام بضربها بآلة حادة أخذها معه إلى مسرح الجريمة وبالطبع فإن كل مجرم لابد أن يترك أثرا لجريمته مهما بلغ من الذكاء ما بلغ فحسب تقرير الطبيب الشرعي تم العثور أثناء فحص الجثة على آثار دلت بعد التحاليل أنها لزوجها وبعد التحقيق معه اعترف الزوج أنه أقدم على قتلها نتيجة أنها خانت شرفه وأنه ارتكب هذه الجريمة دفاعاً عن شرفه.
وبيّن مصدر في وزارة الداخلية أن عدد جرائم الشرف وصلت في سورية خلال عام 2014 إلى 60 جريمة شرف في سورية منها ما يقارب 20 جريمة شرف في دمشق وريفها لافتةً إلى أن عدد الجرائم في محافظة حلب بلغت ما يقارب 14 جريمة.
وأشار المصدر إلى أن عدد جرائم الشرف في محافظة إدلب بلغت ما يقارب 12 حالة في حين سجلت محافظة دير الزور 8 جرائم ومحافظة الرقة 5 حالات في حين لم تسجل محافظة درعا سوى حالتين فقط.
وأضاف المصدر إلى أن عدد جرائم الشرف في محافظة السويداء تجاوزت 6 جرائم في حين سجلت محافظة طرطوس 4 حالات ومحافظة اللاذقية ثلاث حالات مشيرة إلى أن عدد جرائم الشرف في محافظة حمص وصلت إلى 10 حالات بينتما لم تتجاوز جرائم الشرف في محافظة حماة ثلاث حالات.
ولفت المصدر إلى أن نسبة جرائم الشرف في الأرياف تجاوزت ما يقارب 80% من الجرائم مؤكدة أن ارتفاع نسبة جرائم الشرف بالأرياف تعود إلى العادات والتقاليد التي تحكم تلك الأرياف.
واعتبر قانون العقوبات السوري الصادر في عام 1949 جريمة الشرف من الجرائم المخففة أي أن مرتكب هذه الجريمة يستفيد من العذر المخفف وذلك حسبما نصت عليه المادة 548 من القانون السالف الذكر ونصت المادة المذكورة على أنه يستفيد من فاجأ زوجه أو أحد أصوله أو فروعه أو أخته في جرم الزنا المشهود أو في صلات جنسية فحشاء مع شخص آخر فأقدم على قتلهما أو إيذائهما أو على قتل أحدهما من دون عمد.
كما ستفيد من العذر المخفف من فاجأ زجه أو أحد أصوله أو فروعه أو أخته في حالة مريبة مع آخر.
يذكر أن وزارة العدل شكلت لجنة لتعديل المواد القانونية المتعلقة بالمرأة في قانون العقوبات السوري فكان مقترح اللجنة بإلغاء المادة 548 من القانون السالف الذكر باعتبار أن هذه المادة تسبب إجحافاً كبيراً بحق المرأة باعتبار أن الرجل يقدم على قتل المرأة تحت مسمى جرائم الشرف أو أنها هانت شرفه ما يدفع بالرجل إلى بالدفاع عن شرفه بقتل زوجه أو أمه أو أخته
محمد منار حميجو
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد