أردوغان يتوقع إنجاز الاتفاق مع إسرائيل "قريباً"
أبدى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، تقديره باحتمال إنجاز اتفاق المصالحة بين إسرائيل وتركيا لتطبيع العلاقات بينهما في فترة قريبة، وأنه قد يتم خلال أيام أو أسابيع قليلة، بينما كشف عن طلب تسليم الداعية فتح الله غولين من الولايات المتحدة.
وبعد يوم واحد من نشر صحيفة "حرييت" التركية نبأ عن أن العائق أمام إنجاز الاتفاق يكمن في رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التوقيع عليه، أشار أردوغان إلى أن ما يعيق حتى الآن التوقيع على الاتفاق هو موضوع المساعدات التركية للفلسطينيين.
وقال في مقابلة أجراها مع مقدم البرامج الحوارية تشارلي روز، في شبكة "بي بي أس" الأميركية، إن للرئيس الأميركي باراك أوباما، دوراً جوهرياً في تقدم الاتصالات بشأن المصالحة التركية الإسرائيلية، مقرّاً بأن أوباما "صديق" وأنه لولا جهوده والمشاركة الأميركية لما كان بالوسع تحقيق المصالحة مع إسرائيل.
وأكد أردوغان أن "الاعتذار الهاتفي من جانب رئيس الحكومة الإسرائيلية كان ثمرة جهود الرئيس أوباما"، مضيفاً أن إسرائيل وتركيا توصلتا إلى اتفاق بشأن تعويضات ضحايا أسطول الحرية للتضامن مع غزة في العام 2010. مع التذكير هنا بأن أوباما في أيار 2013 وأثناء زيارة إسرائيل أقنع نتنياهو بتقديم الاعتذار الرسمي لنظيره التركي، لتسهيل تطبيع العلاقات بين الدولتين وإعادة السفراء. وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، قال كلاماً مشابهاً الشهر الماضي عندما أوضح أن الاتفاق قريب وأن "هناك زخماً إيجابياً والعملية تتحرك باتجاه إيجابي".
ومعروف أن المفاوضات بشأن المصالحة والتي بقيت جامدة طوال شهور تحركت مؤخراً بمبادرة تركية في الاتصالات مع الطاقم الإسرائيلي الذي يرأسه مستشار الأمن القومي يوسي كوهين.
وسابقاً أشارت صحيفة "هآرتس" إلى أن تركيا لطّفت مطالبها بشأن التعويضات، وأن إجمالي التعويضات التي بات يطلبها الأتراك في حدود 30 مليون دولار. ولكن هذا المبلغ لا يزال ضعف المبلغ الذي كانت مستعدة إسرائيل لتقديمه. وأشارت التقديرات الأخيرة إلى أن إسرائيل صارت مستعدة لتقديم 20 مليون دولار مع استعداد لدفع 2-3 مليون دولار آخر.
ومعروف أن التعويضات لن تدفعها إسرائيل مباشرة للضحايا، بل ستوضع في صندوق خيري تركي يموّل عائلات الضحايا والجرحى وفق معايير محددة. وكانت صحيفة "حرييت" التركية نشرت أن إسرائيل تعرقل التوقيع على اتفاقية المصالحة التي سبق أن صيغت، ونقلت قبل حوالي شهرين لمصادقة رئيس الوزراء.
وذكرت أن الطواقم الفنية في الدولتين أنهت صياغة الاتفاق قبل أسابيع عدة وأن الجانب الإسرائيلي يقف خلف تأجيل التوقيع، موضحة أن نتنياهو "يخشى من العواقب السياسية لمثل هذه الخطوة" على خلفية المصاعب في المفاوضات مع الفلسطينيين.
وتبادلت تركيا وإسرائيل الاتهامات والتسريبات حول من يعرقل إنجاز اتفاق المصالحة، الذي كان مقرراً التوقيع عليه في 30 آذار الماضي. وكان مقرراً التوقيع على الاتفاق في نيسان الجاري. إذ أشارت أوساط إسرائيلية إلى أن أردوغان لم يكن معنياً بتوقيع الاتفاق قبل انتهاء الانتخابات البلدية في بلاده، وأنه لهذا السبب عمد إلى تشديد مطالبه وأدرج بينها فك الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة. كما قالت هذه الأوساط إنه خلافاً لما يُشاع فإن تركيا هي من يعرقل تنفيذ تطبيع العلاقات.
وفي كل حال فإن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية رفض التعقيب على الأنباء التركية، بينما أشار مصدر في الخارجية الإسرائيلية إلى أن "الصفقة غارقة في مكان متقدم نسبياً".
وحسب كلامه فإنه بعد اتفاق المصالحة بين حركتي "حماس" و"فتح" فإن "كل مطلب تركي بإدخال غزة داخل القصة يجعلها أشد تعقيداً من ناحيتنا".
وفي المقابلة نفسها، قال رئيس الوزراء التركي، إن بلاده ستطلب من الولايات المتحدة تسليم الداعية الإسلامي فتح الله غولين، الذي يتهمه أردوغان بالتآمر للإطاحة به وتقويض تركيا باستخدام اتهامات ملفقة بالاحتيال وتسريبات لتسجيلات صوتية.
واعتبر أن غولين يمكن أن يصبح خطراً على أمن الولايات المتحدة بسبب الأنشطة التي يقوم بها.
إلى ذلك، جدد أردوغان أمس تعازيه لأحفاد الأرمن الذين قتلهم جنود عثمانيون إبان الحرب العالمية الأولى. وقال، أثناء كلمة أسبوعية في البرلمان في أنقرة، إن تركيا ترغب في بناء مستقبل على السلام والصداقة.
وأضاف مخاطباً "سنسير في هذا الطريق مع كل مَن يرغبون في السير معنا. مجدداً أريد أن أقدم تعازيّ لكل المواطنين العثمانيين الذين لاقوا حتفهم قبل 99 عاماً وندعو الله ألا يدعَ أي دولة تمرّ بمعاناة مماثلة".
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد