حلب: الجيش يطبق حصاره على المسلحين

06-05-2014

حلب: الجيش يطبق حصاره على المسلحين

تمكن الجيش السوري خلال اليومين الماضيين من السيطرة على منطقة البريج الإستراتيجية شمال المدينة، والتي من شأنها فك الحصار عن سجن حلب المحاصر منذ نحو عام، وإعادة السيطرة على المنطقة المحيطة بمبنى مستشفى الكندي الذي تعرض للتدمير بشكل شبه كامل بعد أن قام مسلحون متشددون بتفجير سيارتين فيه، في خطوة كانت مفاجئة للمسلحين المحتشدين في المدينة الصناعية في الشيخ نجار وعلى جبهة الزهراء قرب مبنى الاستخبارات الجوية.
وأوضح مصدر معارض،  أن الخطة كانت تقضي بفتح جبهات عديدة تشتت قوى الجيش، إضافة إلى السيطرة على مبنى الاستخبارات الجوية، الأمر الذي يعني سقوط حلب بيد المسلحين، «إلا أن النظام قلب الطاولة بسيطرته على هذه المنطقة».
المصدر المعارض الذي أكد ما تناقلته صفحات «جهادية» عن انسحاب مقاتلين متشددين بشكل مفاجئ من منطقة البريج إثر تعرضها لقصف عنيف قبل قيام الجيش باقتحامها، الأمر الذي خلط الأوراق على جبهات القتال، وأثار خلافات عديدة بين الفصائل المسلحة، أشار إلى أن هذه الخطوة كانت منتظرة وان جميع الفصائل المسلحة كانت تعلم بأنها آتية، وان جميع المعارك التي فتحت كان هدفها منع وصول الجيش إلى هذه النقطة. وأضاف: «لقد وقع المحظور».
مصدر عسكري شرح، أهمية سيطرة الجيش على منطقة البريج، كآخر نقطة وصل بين المسلحين الموجودين داخل مدينة حلب وريفها الممتد إلى تركيا. وقال: «خلال العمليات السابقة للجيش تمكن من السيطرة على كامل محيط المدينة الجنوبي، ومن ثم اتجه شرقا، فسيطر على تلة الشيخ يوسف والطعانة والبركات، واتجه نحو الشمال فسيطر على الشيخ نجار والشيخ زيات والبريج مؤخراً، قاطعاً كل طرق الإمداد المتصلة بالشرق والشمال والجنوب، وحتى الغرب، حيث سيطر على مدرسة الحكمة ومنطقة الراشدين، ما يعني أن مسلحي الداخل عزلوا بشكل نهائي عن الريف، تمهيداً لاختراق الجيش لأحياء حلب الشرقية التي يسيطر عليها المسلحون، وحصرهم داخل الأحياء التي باتت شبه فارغة من سكانها، الأمر الذي من شانه أن يعيد تكرار سيناريو حمص، التي تودع في الوقت الحالي آخر المظاهر المسلحة».
وإضافة إلى إطباق الحصار على المسلحين داخل حلب، فمن شأن هذا الطوق الذي شكله الجيش في محيط المدينة أن يحولها إلى قلعة حصينة يصعب اختراقها، حسب ما يؤكد المصدر، الذي يضيف: «نزل خبر السيطرة على البريج كالصاعقة على المسلحين، وانخفضت وتيرة المعارك كثيرا، خصوصا على جبهة الزهراء، وقرب مبنى الاستخبارات الجوية»، حيث حقق الجيش تقدماً على هذه الجبهة، مسيطراً على مدرسة الملاكي والأبنية المحيطة بها باتجاه ساحة النعناعي، كما تابع تمشيط منطقة العامرية، من دون أن تتحرك أية جبهة أخرى داخل المدينة.
وكان مصدر عسكري كشف في وقت سابق، انه وبمجرد فرض طوق حول المدينة سيعمل الجيش على «السيطرة على الاوتوسترادات والدوارات في أحياء حلب الشرقية من دون الدخول في تطهير الحارات والبنايات». وقال: «تمتد هذه المحاور من النيرب باتجاه دوار الحاووز باتجاه الشعار وصولا إلى الصاخور، ومن اوتوستراد المطار الى دوار الصاخور وثكنة هنانو فميسلون، ومن الشعار لقاضي عسكر لباب الحديد لجب القبة وصولا للقصر العدلي والقلعة. أما من الجهة الأخرى فهي من الإذاعة - جامع حذيفة باتجاه جسر الحج، ومن سيف الدولة - نزلة المشهد وصولا الى جسر الحج وهكذا». وتابع: «سيتم بعد السيطرة على هذه المحاور نصب قناصة لمنع أي تحرك خارج هذه الأحياء التي باتت شبه فارغة من المدنيين، وانتظار استسلام المسلحين في الداخل».
وفي أول ردة فعل على سيطرة الجيش على منطقة البريج، اقتحم مسلحون متشددون محطة التحويل في الزربة، وقطعوا التيار الكهربائي عن المدينة بعد ساعات من عودته بشكل جزئي اثر اتفاق تم عن طريق وسطاء، الأمر الذي أدى من جديد إلى قطع المياه عن المدينة التي تعيش ظروفا خدماتية صعبة.
وبدأت الأعمال العسكرية في تشرين الثاني الماضي بعد سيطرة الجيش على مدينة السفيرة شرق حلب، ومحيط مطار حلب الدولي، حيث انطلق من هذه النقاط نحو المدينة الصناعية التي يسعى الجيش جاهدا للسيطرة عليها وتأمينها لإعادة تشغيلها، حيث يحقق الطوق الذي فرضه حول المدينة، وتقدمه في الأحياء الشرقية الشمالية منها، طريقا آمنة من المدينة.


علاء حلبي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...