تساؤلات حول مستقبل التكنولوجيا بعد 25 عاماً وأجوبة مثيرة
ما هي القضايا التي سنواجهها في ما يخص تفاعلاتنا الأكثر عمقاً مع أجهزة الكمبيوتر بعد 25 عاماً من الآن؟
هذا السؤال كان محور دراسة أجرتها مجلة «نيو ساينتيست» لتنبؤات بعض الباحثين الكبار في مجال علوم الكمبيوتر، التي قد تفتح إذا صحت باباً مثيراً للنقاش، وربما القلق أيضاً، بشأن بعض الموضوعات المتعلقة بتطور أجهزة الكمبيوتر، من العمليات الجراحية الدقيقة، وصولاً إلى الآثار المترتبة على زراعة شرائح إلكترونية في الدماغ.
أما بالنسبة إلى انتشار السيارات ذاتية الحركة في العام 2040، فتقول الدراسة إن «هذه الظاهرة ستقيد سائقي السيارات التقليديين، الذين ربما لن يجدوا مكاناً سوى بعض ساحات السيارات المعدة للترفيه لقيادة سياراتهم»، فيما سيعجب آخرون من الطرح الذي يقول إن «العدد الأمثل لأصابع اليدين هو 12,5، وذلك لمواكبة النمط السريع للحياة في المستقبل».
إنها باختصار رؤية جديدة للعالم بعد ٢٥ عاماً من الآن، كما يحلم بها باحثو اليوم في مجال دراسة التفاعل بين الإنسان والكمبيوتر.
ووضع مشاركون في مؤتمر علمي في مدينة تورنتو الكندية جدول أعمال لمؤتمر افتراضي للعام 2039 يتنبأ بأنواع التحديات التي سنواجهها مع أجهزة الكمبيوتر المستقبلية، والتي سيزرع منها العديد في أجسادنا في صورة شرائح إلكترونية.
وحول فكرة ذلك المؤتمر، يقول صاحبها أريك بومر من جامعة كورنيل في نيويورك إن «هناك الكثير من التفكير العكسي بشأن الماضي، ولكن لا يوجد القدر ذاته من التفكير بشأن المستقبل الذي نعتقد أننا نعمل من أجله».
وفي ملخص بحثي يحمل عنوان «أعضاء جسدي تتبادل الملاحظات»، بحث المسؤول في شركة «آي بي إم» العملاقة مايكل مولر الآثار التي ستنتج عندما تصبح أجهزة مراقبة الأعضاء البشرية، التي ستزرع في أعضائنا الداخلية، قادرة على مشاركة البيانات وإرسال المعلومات لتقديم إرشادات تهدف لتعزيز الصحة، وهو أمر ليس ببعيد في ظل اكتساب وسائل التكنولوجيا التي يمكن ارتداؤها، والتي تتابع الأنشطة البدنية، شعبية متزايدة اليوم، في وقت قام فيه باحثون خلال العام الحالي بزراعة شرائح سيليكون لتوليد الطاقة من أعضاء بعض الحيوانات.
ولفهم أعمق للموضوع، لا بد من الإضاءة على مصطلح «بلانتاستك»، الذي يشير إلى رقائق إلكترونية متناهية الصغر تثبت فوق النباتات لجمع المعلومات عنها، وهو من ابتكار بيل توملينسون وزملائه في جامعة كاليفورنيا، لـ«جعل إمدادات الغذاء أكثر استدامة».
ويمكن لتقنية «بلانتاستيك» أن تمد المزارعين بالنصائح المتعلقة بالنباتات الأكثر ملائمة للزراعة في مناطقهم. كما يمكن لتلك الرقائق الإلكترونية الصغيرة أن ترسل معلومات مفصلة حول البيئة التي توجد فيها، وذلك للتعرف على النباتات التي يمكن أن تنمو بشكل أفضل، ونوع البيئة الأمثل لها.
أما في ما يخص عالم السيارات الذكية، فبدأ أندرياس راينر، من معهد «الحوسبة الواسعة الانتشار» في مدينة لينز في النمسا، ملخص دراسته بنظرة افتراضية وجريئة للمستقبل، قائلاً إن «أولى سيارات القيادة الذاتية طافت في شوارعنا في العام 2019، والآن، وبعد ٢٠ عاماً، حان الوقت لإعادة النظر في ذلك الابتكار الذي غيّر سلوكنا في التنقل».
ويعتقد راينر بأنه عندما يقود الروبوت السيارة ويذهب بنا إلى كل مكان، فإن العديد منا سيفقد متعة القيادة بالكلية، بينما سيظل بعضنا يمتلك سيارات تقليدية، وسوف يقوم بالتباهي بها أمام الآخرين، أو يقودها من أجل الترفيه فقط».
من جهة أخرى، أعرب العديد من المشاركين في مؤتمر تورنتو عن آمالهم المرتفعة في الرقائق الإلكترونية التي تمكن زراعتها في الدماغ، سواء أكان ذلك يعني التقاط رسائل معينة مما يمكن أن ترسله أي من حواسنا، أم التعرف على الأوامر التي تنتجها الخلايا العصبية في الدماغ بشكل مباشر.
ويتصور دانيال غروين، من مركز أبحاث شركة «آي بي إم»، أن هناك أجهزة يمكنها أن «تحث الذاكرة عندما تنسى أمراً معينا»، معلقاً أيضاً ان «الصعب في الأمر معرفة مصادر الأفكار التي تراودنا».
(عن «بي بي سي»)
إضافة تعليق جديد