الجانب المعتم للإنترنت: 4 من كل 10 يتعرضون للمطاردة
خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية، كان للإنترنت دور كبير في فتح آفاق واسعة وغير مسبوقة أمام وسائل التواصل الإنساني. في المقابل، لم تخل هذه التكنولوجيا، من بعض الجوانب المعتمة، التي تحتاج إلى المزيد من محاولات ضبطها.
وخلص استطلاع حديث للرأي أجراه معهد «بيو» للأبحاث، إلى أن «أربعة من كل عشرة مستخدمين للإنترنت في العالم تعرضوا للمضايقة عبر هذه التكنولوجيا من خلال أحد أوجهها المتعددة»، مشيراً إلى أن «75 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع أفادوا بأنهم شهدوا على تعرض أحد ما للمضايقة عبر الإنترنت».
ووفقاً للاستطلاع، فإن «أسوأ أشكال المضايقات، وهي التهديد الجسدي، أو التحرش الجنسي، أو المطاردة، كانت من نصيب النساء».
ومن خلال إجابات مقدمة من 2849 مستخدماً للإنترنت، يعتبر استطلاع مركز «بيو» الأكثر شمولاً وتفصيلاً من بين الدراسات المخصصة لأشكال المضايقات التي تتم عبر الإنترنت، وهو يأتي في وقت انتشرت فيه مؤخراً أخبار عديدة تفيد بتحرش أو تهديد أو فضائح تطال شخصيات عالمية تعمل في المجال العام، لا سيما الفني.
وتقول الباحثة في معهد «بيو» لي ريني إن «هناك أوجهاً عديدة للمضايقات التي تحصل عبر الإنترنت، وهي تنقسم إلى فئتين: الخفيفة والقاسية».
أما الفئة الأولى، فتتضمن «المناداة بالإسم والإهانة»، فيما تستهدف الفئة الثانية «شريحة أصغر من المستخدمين، وتتضمن أفعالاً كالملاحقة المستمرة، والمضايقة خلال فترة زمنية طويلة، والتهديدات باستخدام العنف»، وهو النوع الذي احتل مؤخراً عناوين الصحف العالمية.
من جهتها، تقول المنسقة في حملة «استرجعوا التكنولوجيا» سارة باكر، إن «العالم يشهد تحولاً وتنفيذاً حقيقياً للتهديدات التي تصدر عن العالم الافتراضي»، موضحة أنه «بغض النظر إذا ما أفرزت هذه التهديدات عنـفاً جسدياً حقيقياً أم لا، فإنها تترك آثاراً مؤذية على الإنسان المتلقي من دون أدنى شك».
ووفقاً لدراسة معهد «بيو»، فإن «النساء يواجهن أشكالاً قاسية من التهديد الإلكتروني، وبشكل يفوق بكثير ما يتعرض له الرجال بهذا الشأن»، مشيراً إلى أن «26 في المئة من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و24، تعرضن لملاحقة الكترونية، فيما أكدت 25 منهن تعرضهن لتحرش جنسي».
وأعطت حملة «استرجعوا التكنولوجيا» مؤخراً علامات متدنية جداً لمواقع «فايسبوك» و«تويتر» و«يوتيوب» في ما يخص «عدم القيام بأي خطوات ملموسة لتجنب الإساءة إلى النساء الكترونياً».
وفي هذا السياق، ألمحت دراسة معهد «بيو» إلى أن «وسائل التواصل الاجتماعي هي أكثر الأماكن التي تجري فيها المضايقة الإلكترونية»، فيما أشار مستخدمون إلى مواقع أخرى مثل «صفحات التعليقات على مواقع الإنترنت، ومواقع الألعاب الإلكترونية، ومن خلال الرسائل الإلكترونية، أو عبر مواقع النقاشات والمواعدة».
ويعود السبب في صعوبة اكتشاف المتطفلين والمخترقين عبر الإنترنت إلى الطبيعة السرية وغير المعرَّفة لبعض المنتديات الإلكترونية، إذ أكد نصف من شملهم الاستطلاع إلى أنهم لا يعلمون أسماء مخترقهيم.
أما الجانب الإيجابي الوحيد الذي عرضته الدراسة، فهو أنه «بقدر ما نعرف عن المضايقة التي تلاحق الأفراد إلكترونياً، بقدر ما يساعدنا الإنترنت على ملاحقة أكبر عدد من المتطفلين».
(عن «سي أن أن» وورلد)
إضافة تعليق جديد