حلب: الجيش السوري يثبّت مواقعه وإسلافيو القوقاز يقودون دفة المعارضة
تمكن الجيش السوري، برغم الحشد الكبير من قبل الفصائل المسلحة، من تثبيت مواقعه في ست قرى في ريف حلب الشمالي، هي: مصيبين، ودوير الزيتون، وكفرتونة، ومسقان، وباشكوي، وحردتنين.
وكان الجيش سيطر على سبع قرى خلال الهجوم المباغت قبل ثلاثة أيام، لإطباق الحصار على المسلحين داخل المدينة وعزلهم عن الريف الشمالي المفتوح على تركيا، في حين تمكنت الفصائل من استعادة قرية رتيان، بعد معارك عنيفة شهدت أسر مجموعة من عناصر الجيش السوري والفصائل التي تؤازره، في وقت فتحت فيه الفصائل المسلحة معارك جديدة على جبهة أخرى، عن طريق هجوم عنيف شنه مسلحو «جبهة النصرة» و «جيش المهاجرين والأنصار»، الذي يشكل القوقازيون عموده الفقري، في اختراق جديد للمشهد في الريف الشمالي لحلب.
وقال مصدر معارض، إن الفصائل المقاتلة في الريف الشمالي، وبعد «النكسة» الكبيرة التي منيت بها إثر تقدم الجيش السوري والفصائل التي تؤازره، سارعت لطلب «النجدة» من «جبهة النصرة»، التي أرسلت بالفعل مجموعة مقاتلة إلى منطقة مزارع الملاح قرب مخيم حندرات، قبل أن تلتحق فصائل من «جبهة أنصار الدين»، التابعة لـ «جيش المجاهدين والأنصار»، إلى الجبهة ذاتها، والتي شهدت اشتباكات عنيفة جداً، تمكن المهاجمون في الساعة الأولى منها من تحقيق اختراق في صفوف دفاعات الجيش السوري، قبل أن يرد الجيش بقصف بالأسلحة الثقيلة على مراكز المهاجمين معيدا التوازن إلى المنطقة.
كذلك، أشعل «جيش المهاجرين والأنصار» جبهة جمعية الزهراء شمال غرب حلب، والتي شهدت اشتباكات عنيفة جداً، من دون اي تغير في خريطة السيطرة، في محاولة لـ «إرباك قوات الجيش السوري، وتشتيت انتباهه، في وقت يتابع فيه حشد قواته استعداداً لاستكمال التقدم نحو قريتي نبّل والزهراء المحاصرتين لفك الحصار عنهما».
كما نفذ الجيش السوري كميناً لرتل كبير من المسلحين كان متوجها من مدينة مارع، بريف حلب الشمالي، نحو جبهات القتال في قرية رتيان، ما أدى إلى مقتل عدد من المسلحين وتدمير آليات عسكرية.
المصدر العسكري الذي أكد أن ردة فعل الجيش السوري العنيفة على محاولة الفصائل المرتبطة بتنظيم «القاعدة» كانت بالغة القسوة، أوضح أنه «تم تحقيق إصابات دقيقة في صفوف العدو»، مشيراً إلى أنه «تم نقل عشرات المصابين إلى المستشفيات التركية لتلقي العلاج»، في وقت توقفت فيه الهجمات وعاد التوازن إلى هذه الجبهة، كما تم استقدام تعزيزات كبيرة للتصدي لأية محاولة جديدة من شأنها خلط الأوراق في المنطقة. وتناقلت صفحات معارضة أسماء عديدة لقتلى المسلحين على جبهة الملاح، أبرزهم القياديان رمضان الداغستاني وأبو مالك التونسي.
وفي السياق ذاته، شن مسلحون من «جبهة النصرة»، بمؤازرة قوات من «الجبهة الشامية»، لليوم الثاني على التوالي هجوماً عنيفاً على قرية عزيزة الإستراتيجية في ريف حلب الجنوبي، في محاولة للسيطرة على القرية التي تؤمن طريق إمداد الجيش السوري (حلب ـــ خناصر)، ما يعني تشكيل حصار على الجيش في حال سقطت القرية، إلا أنه مني بالفشل دون أية تغيرات تذكر في خريطة السيطرة على هذه الجبهة، في حين شهدت جبهة الراشدين جنوب غرب حلب هجوماً عنيفاً تصدى له عناصر الجيش السوري.
إلى ذلك، استقدم الجيش السوري تعزيزات إلى جبهات القتال قرب منطقة الليرمون، وفي محيط منطقة بني زيد، في ما يبدو أنه تمكين وتثبيت للمواقع لصد أية محاولات تقدم من قبل الفصائل المتمركزة في حي بني زيد، وأبرزها «جبهة النصرة» من التقدم عبر هذه المحاور.
من جهة أخرى، تبادلت فصائل معارضة الاتهامات في ما بينها، إثر تمكن قوة من الجيش السوري من الوصول إلى قرية الزهراء المحاصرة، الأمر الذي اعتبره مصدر معارض «خرقاً، بسبب الانتشار الكبير للفصائل في المناطق الفاصلة بين أماكن تمركز الجيش السوري وقرية الزهراء»، موضحاً أنه يتم تسويق اتهامات إلى «قيادي في جبهة النصرة في هذا الموضوع»، خصوصاً بعد أن تصدرت «النصرة» وشقيقها «جيش المهاجرين والأنصار» المرتبطان بتنظيم القاعدة المشهد في ريف حلب، وذلك بعد «تدخل مباشر من قبل تركيا، التي تشير كل الدلائل إلى أنها تولت زمام إدارة المعركة»، وهو ما يتقاطع مع حديث مصدر عسكري أكد وجود قيادة ضباط أتراك لغرفة العمليات في ريف حلب الشمالي، حيث تم الاستغناء عن خدمات الفصائل «الإسلامية» لمصلحة شقيقتها «الجهادية».
بدورها، أصدرت «الهيئة الشرعية» المعارضة في منطقة إعزاز «فتوى تعتبر كل من يعبر عن فرحه بتقدم الجيش السوري في ريف حلب الشمالي خائنا لله ورسوله»، داعية «للتبليغ عن كل من أبدى سروره ليتم اعتقاله».
علاء حلبي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد