موسكو: واشنطن تتجاهل الجيش السوري القوة الحقيقية في مواجهة الإرهاب
أكدت وزارة الخارجية الروسية أن الاتفاق الأمريكي التركي لتدريب وتجهيز وتسليح ما تسميهم واشنطن “معارضة معتدلة” يشكل استمرارا للمسار السابق في سورية بدعم أولئك الذين يرغبون في الحصول على أهدافهم بالقوة بغض النظر عن الضحايا في النزاع بين الأشقاء ومعاناة السكان المدنيين والهدف المعلن للخطوة بخصوص محاربة تنظيم “داعش” يبدو مشكوكا فيه.
وقالت الخارجية الروسية في بيان اليوم حول توقيع تركيا والولايات المتحدة اتفاقا على تدريب فصائل /المعارضة/: “وفقا للتقارير الواردة جرى التوقيع في 19 شباط الجاري في أنقرة على الاتفاق الأميركي التركي بصدد إعداد وحدات عسكرية سورية تابعة لـ /المعارضة المعتدلة/ من قبل المدربين الأمريكيين في أراضي جمهورية تركيا ضمن برنامج /تدريب وتجهيز/ أطلقته الولايات المتحدة بقيمة نصف مليار دولار والذي سيتم وفقه قيام أربعمئة من العسكريين المحترفين الأمريكيين بتدريب خمسة آلاف عنصر من المعارضة السورية سنويا في معسكرات للتدريب في تركيا والأردن والسعودية”.
واعتبرت الخارجية الروسية “أن هذه المعلومات تثير العديد من التساؤلات أي أنه على خلفية تصريحات علنية حول الحاجة للتغلب على الأزمة في سورية بالوسائل السياسية يجري الحديث في الواقع عن استمرار للمسار السابق في سورية بدعم أولئك الذين يرغبون في الحصول على أهدافهم بالقوة بغض النظر عن الضحايا في الصراع بين الأشقاء ومعاناة السكان المدنيين”.
وتابعت الخارجية الروسية: “إن الهدف المعلن عن قيام /المقاتلين المعتدلين/ المدربين والمجهزين بالسلاح والعتاد بمحاربة تنظيم /داعش/ الإرهابي يبدو مشكوكا فيه ويتضح أنه بعد كل شيء لا يزال كالسابق يجري تجاهل الجيش السوري الذي يعتبر القوة الحقيقية في مواجهة الإرهابيين كما ليس هناك أي وضوح حول المكان الذي ستقاتل فيه هذه الالاف من المقاتلين بعد فترة من الوقت وإلى جانب من سيقفون وضد من سيقاتلون في ذلك الحين”.
وجددت الخارجية الروسية موقف روسيا وعزمها على ” الاستمرار في بذل الجهود المتواصلة لتعزيز التسوية السياسية العاجلة في سورية بما في ذلك في إطار /عملية موسكو/ المنطلقة ولذلك سوف تتم في الأيام المقبلة في موسكو اتصالات مع قيادات /المعارضة السورية/ من هيئة التنسيق الوطنية وقد تم تحديد إجراء عدد اخر من اللقاءات التشاورية الثنائية ومتعددة الأطراف المبنية على أساس الالتزام الثابت بنص وروح بيان جنيف”.
واستضافت موسكو أواخر الشهر الماضي لقاء تشاوريا ضم وفدا عن حكومة الجمهورية العربية السورية وشخصيات المعارضة تم الخروج في نهايته باتفاق على مبادئ أساسية أهمها حفظ السيادة السورية ورفض التدخل الخارجي والاتفاق على أن الإرهاب خطر تجب محاربته من الجميع.
من جهته أكد وزير الخارجية الروسى سيرغي لافروف أن التدخل الخارجي السافر في شؤون بلدان منطقة الشرق الأوسط واللامبالاة بمصير شعوبها أدى إلى انتشار التطرف والإرهاب فيها.
وخلال لقائه غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجى بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس فى موسكو اليوم أوضح لافروف أن الوضع السائد حاليا فى عدد من بلدان المنطقة ناجم عن التدخل الخارجى السافر في شؤونها الداخلية وقال “إن هذا التدخل السافر واللامبالاة بمصير الشعوب أدى إلى انتشار التطرف والإرهاب المستشري الذى تجب محاربته اليوم”.
وشدد وزير الخارجية الروسي على أن بلاده ستواصل جهودها لتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط موضحا أن موسكو تعمل على مواصلة الجهود “للتغلب بالطرق السلمية على الأزمة فى سورية واليمن ومنع زعزعة استقرار الوضع في العراق وأن الروس قلقون جدا حيال الوضع في ليبيا”.
من جانبه أعرب البطريرك يازجي عن التقدير للموقف الروسي والجهود التى تبذلها موسكو لتحقيق استقرار الوضع في الشرق الأوسط والتوصل إلى حل سلمى للمشاكل في المنطقة.
وكان البطريرك يازجى استهل زيارته لموسكو ولقاءه البطريرك كيريل بطريرك موسكو وعموم روسيا فى المقر البطريركى بموسكو بالإشارة إلى “أهمية الدور الروسي سياسيا بالدفع نحو الحل السياسي السلمي للأزمة في سورية عبر الحوار وإنسانيا عبر المساعدات الإنسانية” مشيرا إلى أن أنطاكية وموسكو تصليان وتعملان دوما من أجل السلام في الشرق الأوسط بما فيه عودة الأمن والاستقرار إلى سورية وصون استقرار لبنان.
كما ترأس البطريرك يازجي خدمة صلاة الشكر في كنيسة المقر البطريركي قبل بدء المحادثات الرسمية بين الوفدين الأنطاكي والروسي والتي تطرقت إلى نقاط عدة منها قضية الوجود المسيحي في الشرق والمجمع الارثوذكسي الكبير.
وفي ختام المباحثات قلد البطريرك يازجي الوزير لافروف وسام القديسين بطرس وبولس مؤسسي الكرسي الأنطاكي من درجة ضابط كبير “تقديرا لجهوده في إحلال السلام وإثناء على الدور الروسي في المساعدة المعنوية والإنسانية والسياسية التي ترمي إلى ترسيخ دعائم السلام والاستقرار في المنطقة”.
سانا
إضافة تعليق جديد