الحسكة: انغماسيون وتفجيرات قبيل الإفطار وحقل جزل النفطي آمن.. والقذائف تستهدف حلب
برغم تأمين الجيش السوري والفصائل التي تؤازره بالتعاون مع القوات الكردية لمحيط الحسكة وإبعاد شبح «داعش» عن المدينة التي يبحث فيها التنظيم عن موطئ قدم، عاش أبناء المدينة الواقعة شرق سوريا يوماً دموياً أمس الأول، اهتزت فيه أركان المدينة بسلسلة تفجيرات، ليختلط صوت أذان المغرب بأصوات سيارات الإسعاف.
وأوضح مصدر ميداني، أن مسلحي «داعش» فجروا سيارتين، تبعهما اقتحام أربعة «انغماسيين» لنقطة عسكرية وسط المدينة، حيث قام ثلاثة منهم بتفجير أحزمة ناسفة، في حين قتل الرابع متأثرا بتفجير نفذه أحد زملائه في مكان قريب منه.
وأوضح أن التفجير الأول استهدف نقطة تجمع لقوات «الأسايش» الكردية في حي تل حجر شمال المدينة، في حين استهدف الثاني، وهو عبارة عن صهريج مفخخ، نقطة تمركز لقوات «الدفاع الوطني» في حي النشوة جنوباً، تبعهما اقتحام «الانغماسيين» لمركز الفوج الخامس التابع لحرس الحدود.
وتسببت التفجيرات، بحسب مصدر طبي، بمقتل شخص، وإصابة أكثر من 20، بالإضافة إلى دمار كبير طال مستشفى الأطفال وكليتي الآداب والتربية ومسجد المنصوري، في حين لم تعرف نتائج الاستهداف الذي طال مركز الفوج الخامس بدقة. وقال مصدر أهلي إن الحياة عادت إلى وضعها الطبيعي في المدينة بعد الهجوم، في وقت كثف فيه الجيش السوري استهدافه لمواقع تمركز مسلحي «داعش» في محيط بلدة الهول وقرية أم حجيرة في ريف الحسكة الشرقي.
وأشار مصدر ميداني إلى أن ما حصل يفتح الباب مجدداً حول ضرورة تكثيف العمل لكشف الخلايا النائمة الموجودة في المدينة، موضحاً أن تنظيم «داعش» كان يهدف من التفجيرات الى خلخلة الوضع الأمني داخل الحسكة، تمهيداً لاقتحامها إلا أنه فشل في ذلك بسبب القوة الكبيرة التي تحصن المدينة.
إلى ذلك، نجح الجيش السوري والفصائل التي تؤازره في تحصين حقل جزل النفطي قرب تدمر في ريف حمص، وذلك بعد عدة عمليات عسكرية انتهت بانسحاب مسلحي «داعش». وقال مصدر ميداني، إن تأمين الحقل جاء بعد محاولات متكررة من قبل «داعش» لاختراق الحقل والسيطرة عليه، حيث استقدم الجيش السوري تعزيزات كبيرة إلى المنطقة، واستطاع عناصر المشاة، تحت تغطية نارية، جوية ومدفعية، من تأمين محيط الحقل، الأمر الذي دفع مسلحي التنظيم التكفيري إلى الانسحاب إلى مدينة تدمر.
ويأتي ذلك في وقت ذكرت فيه مصادر «جهادية» أن «داعش» قام بسحب جزء كبير من قواته من مدينة تدمر نحو ريف الرقة، فيما يبدو أنه تمهيد للتصدي لهجوم محتمل من قبل وحدات الحماية الكردية على معاقل التنظيم في الريف الشمالي للمدينة، بعد أيام من سيطرة القوات الكردية على مدينتي تل ابيض وعين عيسى وانسحاب مسلحي «الدولة الإسلامية» من مقر «اللواء 93»، الأمر الذي يضع القوات الكردية على مشارف مدينة الرقة، وهو ما يبدو ان «داعش» بات يخشاه.
وبانسحاب جزء كبير من مسلحي التنظيم من مدينة تدمر في ريف حمص، يبدو أن الطريق بات أكثر سهولة للقوات السورية في حال قررت اقتحام المدينة. وعلى الرغم من الحديث عن خطة تقضي بمحاصرة المدينة دون اقتحامها، إلا أن مصدرا ميدانياً أوضح أن القوات السورية المتواجدة في الوقت الحالي على بعد نحو 20 كيلومتراً عن مدينة تدمر قد تجد الأبواب مشرعة أمامها من مدخل تدمر الجنوبي، وقد تقدم على استعادة المدينة.
وقالت مصادر أهلية أن مسلحي «داعش» يتابعون تفخيخ المباني الأثرية في تدمر، وذلك بعد تنفيذ عدة تفجيرات طالت مقام محمد بن علي، وهو من سلالة الإمام علي بن أبي طالب، ومقام ابو البهاء في بساتين المدينة، كما عمدوا إلى تفخيخ المدينة الأثرية وحطموا عدة تماثيل من معبد بل البابلي، بالإضافة إلى قيامهم بتحطيم قبور أبناء المدينة في مقبرة تدمر وتسويتها بالأرض.
وفي وقت تعيش فيه العاصمة دمشق أجواء هادئة نسبيا، على وقع تقدم قوات الجيش السوري والمقاومة وسيطرتها على وادي المغارة الإستراتيجية في جرود الجراجير في القلمون، سقط أكثر من 10 قتلى من المدنيين بانفجار سيارة في حي التل الخاضع لسيطرة المسلحين، في حين عادت الحياة نسبياً إلى مدينة حلب مع انخفاض عدد القذائف التي تطال المدينة رغم استمرارها. وقال مصدر عسكري في حلب إن المسلحين استهدفوا حيي السريان الجديدة وجمعية الزهراء، من دون ورود معلومات عن ضحايا، في وقت تصدت فيه قوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازره لهجوم عنيف على نقاط التمركز قرب قريتي باشكوي وحندرات.
علاء حلبي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد