تلويح أميركي ـ إيراني بمغادرة فيينا بلا اتفاق!
تدخل المفاوضات النووية الجارية في فيينا بين إيران ومجموعة «5+1» نطاق الـ48 ساعة الأخيرة، في ظل حديث وزير الخارجية الاميركي جون كيري، أمس، عن أن «الوقت قد حان» لإنهاء المفاوضات، مع تأكيده أنه «تم إحراز تقدم حقيقي» برغم تلويحه باحتمال مغادرة فيينا من دون اتفاق، وذلك في ضغط أميركي كلامي مارسه الايرانيون ايضا.
والتقى كيري نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في جلسة مفاوضات ثنائية، قبيل مواصلة فرق التفاوض من الطرفين جلساتهم لمناقشة المسائل «الفنية». ولكن كيري حذر من أن مصير المفاوضات لا يزال غير معروف «ومفتوحاً على جميع الاحتمالات».
ووصل وزراء خارجية كل من فرنسا وألمانيا وروسيا وبريطانيا إلى العاصمة النمساوية، أمس، لمواصلة المحادثات على مستوى وزراء الخارجية، وانضمت إليهم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني، فيما يتوقع وصول وزير الخارجية الصيني إلى فيينا اليوم.
وعكست تصريحات موغريني أجواء إيجابية حول مسار المفاوضات التي تدخل ربع الساعة الأخير، حيث اعتبرت أن الاتفاق بات «وشيكا جدا». وقالت في تصريح للصحافيين «لقد آن الأوان.. نحن قريبون جدا من اتفاق»، وأضافت «الجو بناء وإيجابي».
واعتبرت موغريني أن الارادة السياسية في التوصل لاتفاق موجودة لدى جميع الأطراف، وقالت «أستطيع أن أرى إرادة سياسية.. والآن سنرى معا ما اذا كانت هذه الارادة السياسية ستترجم إلى قرارات سياسية». وأضافت «الآن حان الوقت لان نرى ما اذا نضج كل هذا وتحول الى اتفاق».
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن «كل الأوراق باتت على الطاولة» في المفاوضات، مطالبا الايرانيين بـ «التزامات واضحة». وقال فابيوس لدى وصوله الى فيينا «تفصلنا 72 ساعة عن مهلة انتهاء المفاوضات، الأوراق كلها على الطاولة، القضية الرئيسية تكمن في معرفة ما اذا كان الايرانيون سيقبلون بالتزامات واضحة حول ما لم يتم توضيحه حتى الآن».
وبالرغم من حديث كيري عن «تقدم حقيقي» خلال الأيام الماضية، إلا أنه أوضح أن المفاوضين لم يتوصلوا بعد إلى اتفاق حول القضايا العالقة. وقال «أريد أن أكون واضحا تماما مع الجميع، أننا لم نصل بعد إلى المرحلة التي نريدها بشأن العديد من أصعب القضايا»، وأضاف «اذا تمكنا من الاتفاق على خيارات صعبة خلال اليومين المقبلين وبسرعة، فقد نتوصل إلى اتفاق هذا الاسبوع، ولكن اذا لم يحدث ذلك فلن نتوصل الى اتفاق».
وأعلن كيري أن واشنطن لا تزال مستعدة للانسحاب من المحادثات. وقال «إذا لم نصل إلى اتفاق، وكان هناك تعنت مطلق وعدم رغبة للتحرك بشأن أمور مهمة لنا، فإن الرئيس (الأميركي باراك) أوباما يقول دوماً إننا على استعداد للانسحاب».
وتبقى مسألة توقيت رفع العقوبات واحدة من أبرز القضايا العالقة بين طهران ومجموعة «5+1». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ديبلوماسيين قولهم إن مؤشرات ظهرت على بدء نوع من التفاهم حول هذه المسألة، أقله بين الخبراء، إلا أن مسؤولا إيرانيا أكد للوكالة أنه «لا تزال هناك خلافات»، كما قال ديبلوماسي غربي إنه لم يتم الاتفاق حتى الآن على مسألة العقوبات التي تفرضها الامم المتحدة، بعكس تلك الاميركية والأوروبية.
وكان نائب وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي قد أكد للتلفزيون الايراني، أمس الأول، أن «تمديد المحادثات ليس خيارا لأحد.. نحاول إنهاء العمل»، وأضاف «اذا توصلنا الى اتفاق يحترم الخطوط الحمراء التي وضعناها فسيكون هناك اتفاق، وإلا فإننا نفضل العودة الى طهران خالي الوفاض».
وبدا، أمس الأول، أن مسألة شائكة أخرى في المفاوضات باتت في طريقها إلى الحل، وهي تتعلق بتحقيق تجريه الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول احتمال وجود بعد عسكري للبرنامج النووي الايراني، حيث طالبت الوكالة بتفتيش مواقع عسكرية إيرانية، الأمر الذي ترفضه طهران، بإصرار من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي.
وأعلن رئيس الوكالة يوكيا امانو بعد زيارة قام بها الى طهران، أنه «في ظل تعاون من قبل ايران، أعتقد انه سيكون بمقدورنا إصدار تقرير بحلول نهاية العام.. لتوضيح المسائل المتعلقة باحتمال وجود بعد عســكري» للبرنامج النووي، ما يشي بتقدم حول هذه المسألة. وذكرت مصادر ايرانية لوكالة الصحافة الفرنسية أن مساعدين لأمــــانو سيتوجهون إلى طهران لبحث سبل معالجة القضايا العالقة.
وكالات
إضافة تعليق جديد