حاميها حراميها: مدير المطاحن ينهب قوت الشعب

تزوير وتمويه وغياب الأسماء الحقيقية المتورطة في سرقة المال العام واستغلال المنصب الوظيفي كشفه حادث سيارة شاحنة وقع على طريق حرستا, فتحركت عناصر جهاز الرقابة بالتعاون مع عناصر الضابطة العدلية بعد التوصل لطرف خيط لكشف ملف فساد في الشركة العامة للمطاحن ( فرع دمشق).

وحسب ما نشرت جريدة الوطن فقد تبين بالتحقيقات أن مدير فرع المطاحن السابق بدمشق أعطى أوامره لموظفيه بالسماح لأحد المتعهدين باستجرار النخالة بكميات كبيرة, وكانت إحدى الشاحنات المحملة بالنخالة بأوراق غير نظامية تعرضت لحادث على طريق حرستا, وعلى ضوء ذلك وجّه الجهاز المركزي للرقابة المالية كتاباً للمحامي العام بدمشق يتضمن التقرير التحقيقي للمخالفات المرتكبة لدى الشركة العامة للمطاحن (فرع دمشق)، وكان أبرزها تهماً بالاختلاس والتزوير والرشوة والإهمال والتقصير.

وبالتفاصيل: أوضح التقرير التحقيقي رقم 6/خ. بـتاريخ 7/5/2015 استجرار كميات من مادة النخالة العلفية من إحدى المطاحن بشكل غير أصولي وذلك بموجب /11/ مذكرة قبض وتسليم ليس لها أساس بفرع دمشق للمطاحن إضافة لعدم سداد ثمنها وقد بلغت الكميات المستجرة( 1616.260 طناً) بقيمة إجمالية تزيد عن 29.18 مليون ل.س.

حيث إن هذه الكميات تم إخراجها من إحدى المطاحن بموجب مذكرات قبض وتسليم منظمة باسم مؤسسة الخزن والتسويق وتبين لاحقاً عدم وجود أساس لها, بالإضافة إلى أن الختم الممهورة به مزور ولا يعود لفرع دمشق للمطاحن وقد حمّل التقرير المسؤولية إلى كل من:

1- (فرج العليوي) متعهد يتعامل مع مطحنة الأسد الوطنية وفرع دمشق للمطاحن وتربطه بمدير فرع دمشق للمطاحن سابقاً، علاقة منفعة متبادلة حيث يقوم مدير فرع دمشق للمطاحن المذكور بتقديم تسهيلات للمتعهد مقابل مبالغ مالية (رشوة), وقام المتعهد بشراء هذه المذكرات من ياسين أدم (اسم وهمي ) وبيعها لتجار الأعلاف وعدم سداد ثمنها بشكل أصولي لخزينة المؤسسة.

2- مدير فرع دمشق للمطاحن سابقاً (غياث كربوج) لقيامه بتسهيل الأمور للمتعهد لدى مطحنة الأسد الوطنية بتحميل النخالة من المطحنة بموجب مذكرات مزورة محررة بخط يشبه خط مدير الفرع, إضافة لقيامه بإصدار تعميم رقم 61/ص تاريخ 8/9/2013 مضمونه (على أمناء المستودعات التأكد من صحة المذكرة وسداد قيمتها وذلك من خلال التأكد من صحة الإشعار المصرفي إضافة إلى أن المذكرات يجب أن تكون ممهورة بختم قسم الإنتاج) وهذا التعميم لا يتفق مع النظام الداخلي لشركة المطاحن الذي ينص على أن محاسب الزبائن هو المسؤول عن صحة البيانات الواردة بالمذكرة ومن بينها الإشعار المصرفي وهو من يقوم بتنظيم مذكرات القبض والتسليم.

3- محاسب الزبائن بفرع دمشق للمطاحن (حسين اليوسف) لقيامه بتحرير العبارة الواردة على إحدى المذكرات المزورة كما أنه تحت العبارة المحررة بخطه تم ختم المذكرة بالختم مرة ثانية وهذا يدل على أن الختم المزور موجود لديه، علماً بأن من قام بتعيينه محاسباً للزبائن هو مدير شركة المطاحن (غياث كربوج) بشكل مخالف للنظام الداخلي للشركة.

4- مسؤولية مدير المطحنة (عبد الكريم طلاع)، وأمين مستودع المطحنة (حسين الحلاق) عن الإهمال والتقصير في عملهم وذلك من خلال تنفيذ أوامر مدير فرع المطاحن السابق بشكل شفهي بتسليم النخالة العلفية المذكورة وفق المذكرات المزورة ودون حضور مندوب مؤسسة الخزن والتسويق.

إضافة إلى مسؤولية أمين مستودع مطحنة الغزلانية (لطفي مفلح) عن قيامه باستجرار كمية 60 طناً من مادة النخالة العلفية من مطحنة الغزلانية بشكل غير أصولي (اختلاس) وبيعها لحسابه وقبض ثمنها حيث قام بتنظيم مذكرة قبض وتسليم (ليس لها أساس بفرع دمشق) تحمل رقم 2276 لعام 2013 مستغلاً دفتر مذكرات قبض وتسليم وصل إليه بالخطأ أثناء تسليمه قرطاسية وبناءً على مذكرة من هذا الدفتر قام بإخراج كمية 60 طناً من مادة النخالة العلفية قيمتها مليون و83 ألف ليرة ..

وانتهى التقرير إلى مقترحات وتوصيات، بإحالة كل من المتعهد ومدير فرع دمشق للمطاحن سابقاً ومحاسب الزبائن بفرع دمشق للمطاحن وأمين مستودع مطحنة الغزلانية؛ إلى القضاء المختص بجرم اختلاس المال العام, ووضع الحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة العائدة لهم وأموال زوجاتهم إن وجدت.

وإحالة كل من مدير المطحنة التي تم استجرار النخالة منها بطريقة غير مشروعة وأمين المستودع إلى القضاء المختص بجرم الإهمال المؤدي إلى الضرر بالمال العام,وإبعادهم عن أعمالهم المكلفين بها.

وأوصى التقرير بصرف أمين مستودع مطحنة الغزلانية ومحاسب الزبائن بفرع دمشق للمطاحن من الخدمة وذلك سنداً لأحكام المادة 137 من قانون العاملين بالدولة رقم 50 لعام 2004.
وتم توجيه الشركة العامة للمطاحن باتخاذ الإجراءات اللازمة كافة التي من شأنها ضبط عملية تسليم منتجاتها (طحين، نخالة) حيث لوحظ أن مذكرات القبض والتسليم التي تقوم الشركة بطباعتها يتم استلامها وتسليمها دون دفتر ذمة يوضح أرقام الدفاتر المستلمة والمسلمة, واتباع أسلوب التسلسل السنوي بطباعة المذكرات حيث تكون هناك أرقام تسلسلية خاصة لكل منتج من منتجات الشركة, والتأكيد على موضوع المطابقة اليومية بين فروع الشركة والمطاحن التابعة لها.