فرنسا تعاقب "غوغل" لرفضه النسيان

اتخذ القائمون على حماية خصوصية البيانات في فرنسا خطوة باتجاه معاقبة شركة "غوغل"، بعد رفضهم طلبها لإسقاط دعوى قضائية كانوا قد أقاموها ضدها لرفضها محو معلومات من نتائج محرك بحثها.
ووفق ما يطلق عليه في أوروبا (الحق في النسيان)، يستطيع الأفراد أن يطلبوا من محركات البحث مثل "غوغل" و"بينغ" التابع لشركة "مايكروسوفت"، محو معلومات تظهر عند البحث عن أسمائهم إذا كانت مغلوطة أو قديمة أو غير ذات صلة أو تحريضية.
ومنذ صدور حكم من محكمة العدل الأوروبية العام الماضي بضمان هذا الحق للمقيمين في أوروبا، تلقت "غوغل" نحو 320 ألف طلب استجابت لنحو 40 في المئة منها، لكنها تمحو هذا المحتوى من النسخ الأوروبية فقط لمواقعها مثل "غوغل دوت اف ار" أو "غوغل دوت دي إي"، وليس موقعها العالمي "غوغل دوت كوم"، ما يعني أن المعلومات تظل متوفرة لمن يبحث عنها.
وفي حزيران الماضي، أمرت "اللجنة الوطنية للمعلومات والحريات" في فرنسا "غوغل" بمحو نتائج البحث عن البيانات المتنازع بشأنها مع أي شخص، من كافة مواقعها بما فيها (غوغل دوت كوم).
وفي تموز الماضي، رفضت الشركة أمر اللجنة، وطلبت منها أن تتوقف عن جهودها، وهو ما رفضته اللجنة اليوم الإثنين.
وقالت اللجنة: "يرفض رئيس اللجنة الوطنية للمعلومات والحريات الطعن غير الرسمي لغوغل على الإخطار الرسمي، الذي طالبها بالإلتزام بمحو المعلومات من كافة النطاقات التي تحمل اسمها."
وفرنسا هي أول دولة أوروبية تبدأ في إجراءات قانونية لمعاقبة "غوغل" بسبب عدم الإلتزام بالحق في النسيان عالمياً، ولكن تكتلاً أوروبياً لوكالات حماية البيانات اتخذ موقفاً مماثلاً في كانون الأول، بشأن محو نتائج البحث عالمياً، وقال إن هذا هو السبيل الوحيد لضمان "حماية فعالة وكاملة للبيانات وإنه لا يمكن التحايل على قانون للإتحاد الأوروبي."
وقال متحدث باسم "اللجنة الوطنية للمعلومات والحريات"، إنه يتعين على "غوغل" الإنصياع فوراً والبدء في محو البيانات في شأن المستخدمين الفرنسيين من كافة مواقعها.
وإذا رفضت "غوغل" فستعكف اللجنة خلال الشهرين المقبلين على إعداد عقوبات، قد تتضمن غرامات تصل إلى 150 ألف يورو (169 ألف دولار) وتزيد إلى 300 ألف يورو في حال تكرار المخالفة.
وأوضحت "غوغل"، من جهتها، إنها عملت جاهدة على تطبيق حكم حق النسيان "بشكل مدروس وشامل في أوروبا" وستواصل فعل ذلك.

 (رويترز)