موسكو تنشر "اس 400" في حميميم وأنقرة لا تريد التصعيد و"كومندوس" روسي-سوري يُنقذ أحد طياري المقاتلة
قرّرت موسكو تعزيز حماية قاعدة حميميم العسكرية في سوريا التي تنطلق منها طائراتها الحربية في حربها ضدّ تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"-"داعش"، بمنظومة "اس 400"، رداً على "طعنة الظهر" التي سدّدتها أنقرة بإسقاط "سوخوي 24" روسية فوق سوريا الثلاثاء، ما أضفى توتراً جديداً على العلاقات بين البلدين.
ومنظومة صواريخ الدفاع الجوي "إس 400 -تريومف" مخصّصة لتدمير طائرات التشويش الإلكتروني، وطائرات الاستطلاع والكشف الراداري والتحكّم عن بعد وطائرات التجسّس، والطائرات الاستراتيجية والتكتيكية، والصواريخ الباليستية التكتيكية والعملياتية التكتيكية، والصواريخ الباليستية، والصواريخ الباليستية المتوسطة المدى، وجميع وسائل الهجوم الجوي الفضائي الحالية والمستقبلية.
وسيتمّ نشر هذه البطاريات المضادّة للصواريخ من الجيل الجديد استكمالاً للتدابير التي أعلنت عنها هيئة أركان القوات الروسية مساء الثلاثاء ومنها إرسال الطراد "موسكفا" التابع للأسطول الروسي والمجهّز بمضادات أرضية وتخصيص مطاردات لمواكبة طلعات القاذفات الروسية من الآن وصاعداً، مع التأكيد أن الطرّاد "موسكو" الموجود أمام سواحل اللاذقية مستعد لتدمير أي هدف يُمثّل خطراً.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو ستتعامل مع إسقاط الطائرة "بكل جدية وستستخدم الوسائل المتاحة لضمان أمنها"، متّهماً القيادة التركية بأنها " تنتهج طوال سنين، وبشكل هادف سياسة داخلية لأسلمة بلادها، ودعم التيار الإسلامي" المتطرّف فيها.
وشدد بوتين على أن الإسلام دين عالمي عظيم، مضيفاً: "نحن أنفسنا نعكف على دعم الإسلام ولن نتوقّف عن ذلك، إلا أن الأمر الذي أعنيه يتعلّق بدعم التيار الراديكالي، وهو الأمر الذي يخلق في حد ذاته وسطاً، وأجواء غير ملائمة لا تظهر للوهلة الأولى".
وأوصى الروس بعدم زيارة تركيا، محذّراً رعايا بلاده المتواجدين في تركيا من خطر جسيم قد يتهدّدهم على خلفية التطوّرات الأخيرة.
وقال: "بعد الحادث الذي وقع يوم أمس، لم يعد بوسعنا استثناء تكرار أي حادث آخر، إلا أننا لن نتوانى عن الردّ في مثل هذه الحالة. مواطنونا المتواجدون في تركيا قد يتعرّضون لخطر كبير، ووزارة خارجيتنا ملزمة بالتنبيه إلى ذلك".
وأعلن أنه تقرّر منح الطيار الروسي الذي قضى في الحادث وسام بطل روسيا الاتحادية تخليداً لذكراه، مشيراً إلى أنه تمّ إنقاذ الطيار الثاني.
وأوضح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو نجاح عملية مشتركة أجرتها القوات الروسية والسورية الخاصّة لإنقاذ أحد طياري المقاتلة الروسية، مؤكداً أنه تمّ نقله إلى قاعدة حميميم الجوية، وهو حي يرزق.
وكشف الوزير أن العملية استمرت 12 ساعة.
وأكد المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أن موسكو ستواصل ضرباتها الجوية ضد أهداف تابعة لـ"داعش" قرب الحدود التركية.
وقال: "نريد أن يبتعد الإرهابيون والمتشدّدون عن الحدود التركية، ولكن لسوء الحظ هم يتمركزون في أراض سورية قريبة من الحدود التركية".
اردوغان: لا نية لدينا بالتصعيد
في المقابل، أكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، الاربعاء، أن تركيا لا تُريد أي تصعيد، مضيفاً أن بلاده تصرّفت "دفاعاً عن أمنها وحقوق أشقائنا" في سوريا.
وأضاف، في كلمة أمام اجتماع للأعمال في اسطنبول، أنه تم إطلاق النار على الطائرة بينما كانت في المجال الجوي التركي وأنها تحطّمت داخل سوريا لكن بعض أجزائها سقطت في تركيا وأصابت تركيين اثنين.
وأوضح: "لا نية لدينا لتصعيد هذه الحادثة. إننا ندافع فقط عن أمننا وحقوق أشقائنا"، مضيفاً أن سياسة تركيا إزاء سوريا "لن تتغيّر".
ويُمثّل إسقاط الطائرة الروسية أحد أخطر المواجهات المعلنة بين احدى دول حلف "شمال الأطلسي" وروسيا منذ نصف قرن.
وفي الإطار، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنها قدّمت احتجاجاً شديد اللهجة للسفير التركي في موسكو حول الحادثة، مشيرة، في المقابل، إلى أنه لا يتمّ النظر حالياً في سحب السفير الروسي من أنقرة، بانتظار "شرحاً من الطرف التركي".
موسكو مستعدة لتشكيل ائتلاف ضدّ "داعش"
وبعد إسقاط تركيا الطائرة الروسية، تراجع الأمل في تشكيل ائتلاف كبير ضدّ "داعش" دعا إليه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند رداً على اعتداءات باريس.
إلا أن السفير الروسي لدى فرنسا ألكسندر اورلوف أكد، الاربعاء، أن بلاده على استعداد لتشكيل "هيئة اركان مشتركة" ضدّ التنظيم تضمّ فرنسا والولايات المتحدة وحتى تركيا.
وقال اورلوف لإذاعة "اوروبا 1" الفرنسية: "مستعدون .. للتخطيط معاً لضربات على مواقع داعش وتشكيل هيئة أركان مشتركة من أجل ذلك مع فرنسا واميركا وكل الدول الراغبة في المشاركة في هذا الائتلاف"، مضيفاً أنه "إذا كان الأتراك يرغبون في ذلك ايضاً، فاننا نرحب بهم".
ميركل: إسقاط الطائرة يُعقد الحلّ في سوريا
ورأت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، بدورها، أن إسقاط الطائرة "عقّد" عملية البحث عن حل سياسي في سوريا، داعية إلى بذل قصارى الجهد لتفادي تصعيد الصراع.
وقالت ميركل: "تأزم الموقف في سوريا بإسقاط تركيا الطائرة الروسية. علينا أن نفعل كل شيء لتفادي التصعيد."
وأضافت: "بالتأكيد من حقّ كل دولة الدفاع عن أراضيها لكن من ناحية أخرى نعرف مدى توتر الوضع في سوريا والمناطق المحيطة. تحدّثت أمس مع رئيس الوزراء التركي وطلبت منه أن يبذل قصارى جهده لنزع فتيل الموقف".
السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد